خالد ايماكيف يمكن لنا أن نكون إزاء الحلم الجميل (السينما الشابة) المتخمة بذكريات لا تنسى ...ذكريات انصهرت بالهم والوجع والأنين العراقي ...هذا الوجع الذي ما زال ينخر في وعينا ...الوعي المعتق بالأمنيات والأحلام المؤجلة والهذيانات التي تصل إلى حد اللعنة؟ كيف يمكن لنا أن نكون إزاء هذه التجربة الشابة التي خرمت
بوعيها ومعرفتها الجميلة الكثير من الرؤى والأحلام والتطلعات نحو مقدس آخر أكثر عشقاً وجمالاً للحياة ...أنها السينما التي لا يمكن أن نكون من دونها.. فمنها نكون ومن اجلها أتينا حيث هي أينما تكون نكون بسحرها وجمالها وعطرها الذي لا ينضب ...أنها السينما المعطرة بأحلام مجموعة من الشباب التي ارتأت ان تدخل عالم السينما بمنطق المجنون الذي جن جنونه وراح يبحث عن الحقيقة ...حقيقة فن السينما حيث السيناريو والإخراج والتصوير والإضاءة والمونتاج والصوت هو كل ما يحلمون به في هذا العالم.إذن هي دعوة إلى أن نحب ونعشق ، ونهتم بتجربة ومواهب هؤلاء الحالمين (الشباب) الذين سيصيرون حياتنا في قابل الأيام ضحكا، ولعبا ،وحبا ،وجداً...عش أيامك...عش لياليك...خلي شبابك يفرح بيك، هكذا تكلم مهرجان سينما الشباب للأفلام القصيرة الذي نظمته مديرية الشباب والرياضة في الديوانية والذي كشف لنا عن مواهب وقدرات شابة لا يمكن أن تأتي من فراغ ... مواهب قلما نجد مثلها بدليل ما قدم من أفلام سينمائية اخترقت وعينا وذائقتنا لما تحمله من قدسية للسينما أصرت على أن تحفر في الذاكرة وتبقى جدلاً أثار الكثير من التساؤلات ...تحياتي لكل خطوة ساهمت في بلورة هذا المشروع الذي تكلل بالنجاح على الرغم من إمكانياته البسيطة لكن هكذا هم (الحالمون) يبدأون من حيث تنتهي الأشياء. الحالمونأحلام وأمنيات شابة طرحت نفسها لتكون ضمن هذا الكرنفال السينمائي الذي عدّ عدته بقراءة (مشاهدة) جميع الأفلام من قبل لجنة مختصة بالسينما ومن ثم تقييمها وفق إستراتيجية وضوابط وضعت من قبل اللجنة المتمثلة بالدكتور فراس شاروط وخالد ايما وزهير هداد لتكون المعيار الحقيقي في ترشيح ثلاثة أفلام سينمائية من مجموع عشرة أفلام كانت تحت المراقبة (المشاهدة) لكن ما أقرته اللجنة بعد مشاهدتها لهذه الأفلام مجموعة من التوصيات ألقاها "الشاروط" وهي :ــ تثمن اللجنة دور مراكز الشباب ومديرية الشباب والرياضة لرعايتها هؤلاء الشباب، وتعرب عن سعادتها بهذا الكم الهائل من الأفلام، وكذلك أوصت اللجنة بعدم استخدام ألقاب مثل الشاب ،المنتمي، اللامنتمي...الخ، وعدم مشاركة الأفلام التي عرضت في المهرجانات السابقة، كما أوصت اللجنة بالاستخدام الأمثل لتقنيات الصوت، فضلاً عن إقامة دورات في فن السينما من قبل مختصين في السيناريو والإخراج والتصوير والإضاءة والمونتاج والصوت لغرض تنمية قدرات ومواهب الشباب، بعدها أعلن "ايما" الجوائز التي أسفرت عن فوز فيلم (مواطن في سطور) بالجائزة الأولى للمخرج الشاب حسين الشباني ، وفيلم(مرسى الأمان) بالجائزة الثانية للمخرج سامر الجنابي ، وفيلم (امرأة من نيبور)إخراج جعفر القرني، وجائزة تقديرية خاصة بفيلم (صرخة حياة) للمخرج محمد إسماعيل.
الديوانية تحتضن مهرجان سينما الشباب للأفلام القصيرة
نشر في: 2 مايو, 2012: 06:55 م