بقلم / جيثن تشامبرلن ترجمة عبد الخالق عليعن : الاوبزرفر البريطانية / 22 نيسان 2012 تتهم منظمات حقوق الانسان شركات قطع الاشجار، التي تستغل الغابات الاستوائية في البرازيل، باستخدام مسلحين لابادة قبيلة ( آوا ) التي ينتمي اليها 355 فردا . من جانب آخر تنظم منظمة البقاء على قيد الحياة الدولية بدعم من كولن فيرث حملة لإيقاف ما اسماه احد القضاة بالابادة الجماعية .
اثناء تدحرجها على الطرق القذرة في الامازون، حاولت شاحنات الاخشاب العملاقة الاستخفاف بعجلة المحققين التي تسير وراءها. كانت الشاحنات محملة بالاشجار الضخمة المكدسة على ظهرها – و هو دليل لا يقبل الشك على التدمير المستمر لاكبر الغابات الاستوائية و لقبيلة آوا التي تتعرض للتهديد اكثر من غيرها .خلال تنقله عبر الاحراش بداية هذا العام، لم يجرؤ الفريق الصغير المرسل من المؤسسة الهندية الوطنية في البرازيل على محاولة منع قاطعي الاشجار ، كانت الشاحنة كبيرة و قاطعو الاشجار مسلحين. كل ما استطاع الفريق عمله هو تصوير الشاحنة في شريط فيديو و اضافة الفيلم الى الادلة الكثيرة التي تبين كيف ان قبيلة آوا – المكونة من 355 فردا اغلبهم منقطعون عن العالم الخارجي – تتأرجح على حافة الانقراض . انه مشهد مألوف في الامازون في الوقت الذي تعكف فيه السلطات على دراسة صناعة قطع الاخشاب غير القانونية . خسارة الاشجار ليست هي الوحيدة التي تجعل الموقف خطيرا لدرجة ان القاضي البرازيلي جوسيه كارلوس دوفال ماديرا، وصفه بانه " ابادة جماعية حقيقية " . فالكثير من الاشخاص يتوافدون على ارض قبيلة آوا ويقومون ببناء مستوطنات غير قانونية و يديرون مزارع لقطعان الماشية . كما ذكرت التقارير بان المسلحين المأجورين – المعروفين باسم حاملي المسدسات - يقومون باصطياد افراد القبيلة الذين يقفون في طريق سارقي الارض . يصف افراد القبيلة كيف انهم يشاهدون بأم اعينهم ابادة افراد عوائلهم . تقول منظمات حقوق الانسان ان القبيلة قد وصلت الى حافة النهاية و لا يمكن لشيء ان ينقذها غير قيام الحكومة البرازيلية باجراءات سريعة لمنع قطع الاشجار . ستبدأ منظمة البقاء على قيد الحياة الدولية هذا الاسبوع حملة جديدة لتسليط الضوء على كارثة قبيلة آوا بدعم من كولن فيرث، الممثل الحائز على جائزة الاوسكار. ففي شريط فيديو سيعرض يوم الاربعاء ، يطلب فيرث من الحكومة البرازيلية اتخاذ اجراء عاجل لحماية القبيلة . يقوم الممثل فيرث – 51 عاما و الذي مثّل في فيلم ( خطاب الملك ) و قام بالدور الرئيسي في فيلم ( فخر و كبرياء ) عام 1995 – بمناشدة عبر الكاميرا يدعو فيها وزير العدل البرازيلي الى ارسال الشرطة لإخراج قاطعي الاشجار من اراضي القبيلة. قبيلة آوا التي تعيش من جمع الطرائد، هي واحدة من قبيلتين رحالة باقية في الامازون . و حسب منظمة البقاء الدولية فانها اكثر القبائل التي تتعرض للخطر في العالم و تعاني من هجمات و عداء المسلحين و قاطعي الاشجار و المزارعين المستوطنين . بدأت متاعب القبيلة بشكل جدي عام 1982 مع تأسيس الجمعية الاقتصادية الاوربية و برنامج التمويل المصرفي العالمي لاستخراج رواسب الحديد الخام التي اكتشفت في جبال كاراجاس. منحت الجمعية البرازيل 600 مليون دولار لبناء سكة حديد تمتد من المناجم الى الساحل، بشرط ان تستلم اوربا حدا ادنى من 13,6 مليون طن سنويا على مدى 15 عاما . السكة الحديد تمر مباشرة عبر ارض القبيلة ، و مع السكة جاء المستوطنون ، تبع ذلك برنامج بناء الطريق الذي فتح موطن قبيلة آوا امام قاطعي الاشجار الذين جاءوا من الشرق . كان ذلك بداية الكارثة حسب وصف مديرة البحوث في منظمة البقاء الدولية فيونا واتسن . منذ ذلك الحين تعرضت ثلاث غابات استوائية في اراضي آوا - في ولاية مارانهاو شمال شرق البرازيل – الى الدمار مما تسبب في تعرض افراد القبيلة الى الامراض التي ليست لديهم مناعة طبيعية ضدها . تقول فيونا واتسن ان افراد القبيلة يتجهون فعلا الى حافة الانقراض لأن عددهم قليل جدا بينما القوة التي تواجههم كبيرة . انهم يتعرضون لغزو قاطعي الاشجار و المستوطنين و مربي الماشية ، و يعتمدون بالكامل على الغابة و قد قالوا لي " ان لم تعد هناك غابات فلا يمكننا اطعام اطفالنا و سنموت جميعا ". لكن يبدو ان افراد القبيلة يواجهون ايضا تهديدا مباشرا اخر. ففي بداية هذا العام كان هناك تحقيق في تقارير عن مقتل طفل من القبيلة على يد قاطعي الاشجار. كشف التحقيق ان شاحنات قاطعي الاشجار قد دمرت مخيم القبيلة . تقول واتسن ان الامر لا يقتصر على تدمير الارض ، بل هناك العنف ايضا " لقد تحدثت مع افراد آوا الذين نجوا من المجزرة و قابلت الذين شاهدوا عوائلهم تموت امام اعينهم. انهم يواجهون قوة هائلة ، فسارقو الارض يستخدمون المسلحين من اجل اخلاء الارض من سكانها، و اذا لم يتوقف ذلك الان فان مصير هؤلاء البشر سيكون الابادة . انه انقراض يحدث امام اعيننا ". الامر المسبب للصدمة في شريط الفيديو – بعيدا عن الحجم الكبير للاشجار المقطوعة – هو اختفاء الاحراش في الاراضي المحيطة . كانت الاراضي
انقذوا قبائل الامزون من الابادة
نشر في: 2 مايو, 2012: 07:52 م