 ترجمة: ابتسام عبد اللهتتصاعد التهديدات من الحكومات في محاولة للسيطرة على مواطنيها مع تصاعد الاهتمام بمواقع ، الفيس بك و إلـ "وولد غاردنز".ويقول سيرجي برين أنه وزميله في تأسيس الغوغل لاري بيج لم يكونا قادرين على تأسيس موقعهما البحثي العملاق إن كان الانترنيت تحت سيطرة إلـ "فيس بوك" .إن مبادئ الانفتاح والحرية والموقع المفتوح أمام سكان العالم ، أمور مهددة باضطراب أكثر من ذي قبل.
وفي مقابلة مع صحيفة الغارديان ، حذر برين من وجود ، "قوى كبيرة جداً اتحدت في صف واحد ضد الاستخدام الحر شبكة الانترنت بالنسبة لمواطنيها في كافة أنحاء العالم" .ويأتي التهديد لحرية الانترنت ، كما يقول من محاولة القراصنة لتهديد حرية مواقع مثل الفيس بوك والوولد غاردنز .إن البليونير الذي يبلغ الـ 38 من العمر ، الذي هربت عائلته من الاتحاد السوفيتي إثر موجة عداء للسامية، يعتبر في نظر الجميع القوة المحركة لانسحاب شبكة الغوغل من الصين عام 2010، بعد أن فرضت الحكومة الصينية الرقابة على الشبكة .ويقول أيضاً، انه وقبل خمسة أعوام لم يكن يؤمن بمقدرة، حكومة ما ، الصينية أو غيرها ، على فرض رقابة على الانترنت لمدة طويلة ، ولكنه أدرك اليوم خطأ تفكيره السابق قائلاً: "لقد ظننت أن لا سبيل إلى إعادة (الجني) إلى الزجاجة ثانية ، وكما يبدو ،فان ذلك (الجني) ، قد عاد إلى الزجاجة المغلقة" .ويقول برين انه مهتم جداً بالجهود التي تبذلها حكومات مثل الصين والسعودية العربية وإيران ، لغرض رقابتها على استخدام الانترنت ، ولكنه حذر أيضاً من ان تنامي الفيس بوك والايل ،اللتين لهما الأولوية والسيطرة على مدخل مستخدميها ، تحاولان جاهدتين بلقنة الشبكة ( تقسيمها الى دويلات متعادية) ."إن هناك الكثير الذي نخسره"والنقد الذي يوجهه برين للفيس بوك مثير للجدل والنقاش ، مع ان الشبكة الاجتماعية قد اقتربت من مبلغ 100 بليون دولار ، كسندات مالية في السوق .إن النجاح المفاجئ للفيس بوك ، منافسة غوغل جاء فجائياً ، فقد سجل على صفحات الموقع نصف الأميركيين الذين سجلوا أسماءهم في الانترنت وايضاً أكثر من 800 مليون من الأعضاء في كافة انحاء العالم .ومع ذلك يقول برين ، انه وبالتعاون مع شريكة لاري بيج ، لم يكونا قادرين على تأسيس شبكة غوغل ، إن كان الانترنت واقعاً تحت سيطرة الفيس بوك ، كان علينا اللعب حسب قوانينهم والتي هي مقيدة فعلاً . إن نوع البيئة التي تخلقها في غوغل ، هو السبب الذي جعلنا قادرين على تطوير ماكينة البحث ، وأصبحت الشبكة منفتحة جداً. ففي الوقت الذي تضع فيه الكثير جداً من القوانين، فان ذلك يؤدي إلى خنق الإبداع.وهو ينتقد الفيس بوك ، لعدم تسهيل نقل المعلومات بصورة سهلة الى خدمات أخرى ..قائلا : "إن الفيس بوك تمتص اتصالات الـ "جي ميل" منذ عدة أعوام".وتأتي تصريحات برين ، في اليوم الأول الذي بدأت فيه صحيفة الغارديان تحقيقاتها المكثفة حول معركة السيطرة على الانترنت ، التي تتكثف تدريجياً مابين الحكومات والشركات والبارعين في الإستراتيجية وخططها العسكرية والنشطاء والقراصنة .وفي الصين ، حيث يوجد اكبر عدد من متصفحي الانترنت في العالم ، أصدرت الحكومة قوانين جديدة حول "الهوية الحقيقية" وفي روسيا ، هناك نداءات قوية للسيطرة  على عدد من المواقع الالكترونية التي تثبت دعاية ضد بوتين . كما تشير التقارير الى أن إيران تخطط لتقديم انترنت محلي مغلق في خلال هذا الصيف .وردد ريكين باتيل أقوال برين المساعد في إنشاء أفاز Avaaz  ، والتي تضم 121 مليون ناشط والتي قدمت الدعم للنشطاء السوريين وتدريبهم ، قائلاً إننا نهاجم بعنف ، وحرية الانترنت مهددة . إن الحكومات المختلفة بدأت تدرك مدى قوة هذا النوع من الإعلام لتنظيم الناس وتحاول التقليص من تأثرها ، كما في الصين وكوريا الجنوبية .وفي وسط الإجراءات العسكرية المتشددة للسيطرة على الانترنت ، فان بعض الجبراء يتنبأون بفشلها في النهاية . لان السيطرة على الانترنت أمر صعب للغاية .. إلا أن اقدمت تلك الحكومات على إغلاق الشبكات بأكملها .وإن تحت المقارنة مابين الانترنت والعالم ، لا نجد في الحقيقة جدرانا فاصلة بين البلدان وإن أرادت كندا ان ترسل دباباتها الى اميركا ، فلا يوجد حاجز ما أمامها ، والأمر هكذا ايضاً بالنسبة إلى الانترنت: السيطرة عليه خطة تنتهي بالفشل. ويختتم برين المناقشة قائلاً إن أعدادا كبيرة من الناس تشعر بالقلق لكميات المعلومات الخاصة الموجودة على الانترنت والتي ستكون في متناول الحكومة . وقد أرغمت الحكومة الاميركية خدمات غوغل على تسليمها مجموعة من المعلومات الشخصية لمستخدميها ، بل أنها منعت (قانونياً) الشركة من إعلام المستخدمين بذلك الأمر .ويقول برين إننا نحاول حماية المعلومات وان استطعنا بمعجزة أن نتخلص من سيطرة القانون في أميركا ، فان ذلك سيكون أمراً عظيماً ونحن نحاول قدر استطاعتنا .عن: الغارديان