ترجمة : ابتسام عبد اللهالأفكار الخلاقة لا تعرف حدوداً جغرافية. وجورج كلوني ، عبر جولاته المتحدة في جنوب السودان شهد الدمار التام والتقط صوراً لها.جورج كلوني ، الممثل القدير ، ناشط في المجال الإنساني ، وقد تعلم التصوير الفوتوغرافي من والده الشهير في هذا المجال ورافقه في عدد من الرحلات عبر السودان. شمالاً وجنوباً .
وفي إحدى رحلاته ، رافقه الناشط جون بيريندر غاست ، حيث أمضى الاثنان وقت استراحتهما في كوخ طيني ، إثر جولاتهما المشتركة لتفقد المشاهد في المناطق المنكوبة ، خلال الحرب الأهلية في الجنوب السوداني ، والبحث في كيفية دعمها إعلامياً . وفي الأسابيع التي تلت عودة كلوني إلى الولايات المتحدة الأميركية في أواخر عام 1910، تم الاتفاق ، على مشروع مشترك مع غوغل ، لنشر الصور والتقارير السياسية عن تلك الحرب ، التي تساهم فيها مبادرة هارفرد للإنسانية.وطموح جورج كلوني ازداد بعد ذلك، محاولاً تجاوز تلك المبادرة – واتخذ قراراً بتخصيص ميزانية قدرها مليونا دولار سنوياً للمشروع الذي يشاركه فيه برينديرغاست وهو القمر الصناعي والذي ينشر وسائل تكنولوجية لتتبع وملاحقة المعاملات اللاانسانية لتجاوز حقوق الانسان.وقد أضاف كلوني الى مشروعه عددا من الاسماء البارزة، ومنها مات ديمون ، براد بيت ، دون جيدل وجيري وينتراب . كما تقرب كلوني في احدى المؤتمرات من عدد من الوسطاء والمستثمرين في هونك كونك ، والحصول منهم على مبلغ 550,000 دولار تضاف الى ميزانية القمر الصناعي . ويقول كلوني ، في هونك كونك ، ظهرت مجاناً في حفلات ، وتحدثت في العديد من الاجتماعات ايضاً والقيت المحاضرات . وكانت النتيجة ذلك المبلغ الذي أضيف الى الميزانية. وسيقوم كلوني بجولة في استراليا ، الخريف القادم ، ليخصص المبالغ التي يحصل عليها . عبر الندوات التي يحضرها ، أو المحاضرات التي سيلقيها لمشروعه الإنساني .ويقول ،"سأذهب الى هناك وأتحدث عن أي شيء يريدونه ، عن الافلام والسينما لا يهم ، فالمال سيذهب أخيراً للمشروع الانساني ".والقمر الصناعي العائد لكلوني والمساهمين في المشروع ، سجل نجاحاً في الاونة الاخيرة وذلك بالكشف عن مقبرة جماعية في جنوب السودان اشارت الى جرائم حرب ارتكبت من قبل الشرطة السودانية بالقرب من مجمع يعود للامم المتحدة.لقد أصبح جورج كلوني المصور الأول والأكثر شهرة ونجومية – وهو لا يوجه عدسته نحو البسط الحمراء بل عبر المسافات البعيدة للقمر الصناعي .إن النجوم يحاولون أحياناً تغيير حياتهم. ولكنهم يتعرضون للانتقاد احياناً، عندما يعبرون عن افكارهم "من يتصورون أنفسهم ؟ " . ولكن كلوني (50 سنة) الذي أخرج وانتج وساهم في كتابة فيلمه لهذا الموسم والذي يحمل عنوان ،"منتصف آذار " ، كان في الوقت نفسه يتحدث عن العمل الإنساني وأهميته بحيث أن زميلته الممثلة هيلاري سوانك ، اعتذرت عن تقاعسها في هذا المجال وتبرعت بأجرها (المؤلف من ستة ارقام) ، للاحتفال الذي سيقام احتفالاً بالذكرى الـ 35 ميلاد القائد الشيشاني غير المعروف ، رمضان قاديروف. ويقول كلوني، إن من يريد المساهمة في النشاط الاسلامي ، عليه ان يختار موضوعاً للعمل ضمن إطاره ، وأن يدرس ذلك الموضوع او القضية جيداً ، كي لا يبدو غبياً في خلال المناقشات ، وأن يقال له ، " انك مجرد ممثل . وعليك أن تصنع نفسك في الموقع الذي بامكانك الحديث عنه. كما انك في بداية عملك تواجه بعض الاخطاء – أمر لابد منه ". ويضيف كلوني ، أن العمل يزداد تعقيداً مع مرور الايام ، كما الأمر في دارفور – الخطاب في الامم المتحدة عام 2006 أنا هنا امثل أصوات اولئك الناس الذين ليس بمقدورهم الكلام . انهم الناس الذين تم ترحيلهم من مناطقهم ، وعوملوا بعنف أو قتلوا في خلال الحرب الاهلية . ويستمر ذلك الخطاب : " ان عملي هو التحدث اليكم والالتماس نيابة عن الملايين من الناس الذين مشرفون على الموت . إن هذه الابادة الشاملة يجب ان تتوقف . وعليكم التعامل مع الموضوع : كما حدث الامر في رواندا وكمبوديا وأوشفيتز ". وعن دارفور يتحدث كلوني بحرية . ولانه النجم الاشهر لجيله ، فإن الناس تستمع اليه ، وقد سافر جورج كلوني الى شرق أفريقيا للمرة الاولى قبل ستة أعوام برفقة برفقة والده المصور الشهير نيك كلوني (مراسلاً لراديو لوس أنجلس) في الثمانينات. ولم يمض وقت طويل حتى انغمس كلوني في السياسة السودانية وتعاون مع بيريندر غاست – وبدأ الناس الذين لم يكونوا قد سمعوا بالسودان يهتمون بالامر ويفتحون حافظة نقودهم . ويقول غاست ، إن كلوني يهتم كثيراً بالموضوع الذي يطرحه ويغوص الى عمقه ليقرر ما عليه فعله. إن الابحار في السياسة العالمية ، أمر ليس بالجديد في عالم السينما ، خاصة بالنسبة للنجوم الذين حققوا نجاحاً في اعمالهم. وكان والد كلوني قد رشح نفسه ذات مرة لعضوية الكونغرس في كينتاكي . اما جورج النجم فلا يريد أو يحبذ الترشيح لمنصب سياسي لان عالم السياسة يتضمن المساومات .ويحاول جورج كلوني الي
جورج كلوني..فنــــان في المقــــدمة ونـــاشط سيـــاســي
نشر في: 2 مايو, 2012: 07:54 م