TOP

جريدة المدى > الملاحق > الانتخابات البرلمانية لن تغير المشهد السياسي السوري

الانتخابات البرلمانية لن تغير المشهد السياسي السوري

نشر في: 2 مايو, 2012: 08:09 م

  دمشق / أ. ف. ب  يرى محللون ان الانتخابات التشريعية السورية المقررة في السابع من ايار/مايو ستكون "شكلية" ولن تؤدي الى اي تغيير في ميزان القوى في السياسة السورية في ظل استمرار العنف ومقاطعة الشريحة الاساسية من المعارضة لهذه الانتخابات.
ويقول مدير مركز القدس للدراسات السياسية عريب الرنتاوي لوكالة فرانس برس "الانتخابات خطوة في فراغ ولن تفضي الى اي تغيير في المشهد السياسي والامني في سوريا. تم الاعداد لها من قبل النظام ومن دون التشاور مع المعارضة".ويضيف "انها تجري في ظل وضع امني مضطرب واستمرار عمليات القتل والعنف ووجود عدد كبير من المعتقلين والمعنفين والمهجرين"، مشيرا الى ان "مناطق واسعة في سوريا ستحرم من المشاركة فيها بحرية".وكان مقررا ان تجري هذه الانتخابات في ايلول/سبتمبر 2011، لكنها ارجئت لكي يتاح "للاحزاب ان تكون مستعدة لهذه الانتخابات" بحسب السلطات السورية.وهي الانتخابات الاولى التي تجري بعد صدور قانون يسمح بالتعددية الحزبية في سوريا جاء من ضمن سلسلة اصلاحات اعلنتها السلطات في محاولة لاستيعاب الحركة الاحتجاجية التي بدأت منذ منتصف آذار/مارس 2011، وبعد اقرار دستور جديد في نهاية شباط/فبراير الغى الدور القيادي لحزب البعث.واوقعت الاضطرابات على مدى اكثر من سنة في سوريا اكثر من 11 الف قتيل اغلبهم من المدنيين، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. ورغم بدء تطبيق وقف لاطلاق النار منذ اكثر من اسبوعين استنادا الى خطة الموفد الدولي الخاص كوفي انان لحل الازمة، فان الخروقات مستمرة وتحصد يوميا مزيدا من القتلى.ويقول مدير الابحاث في مركز بروكينغز للدراسات في الدوحة شادي حميد "من الصعب ان نعتبر هذه الانتخابات ديمقراطية وان نعول على مصداقيتها وعلى نتائجها. لا يمكن النظر اليها بعين الجدية، انها شكلية".ويعزو ذلك لكون المعارضة "لا تريد المشاركة في الانتخابات"، كما ان الاحزاب التي اعلن تشكيلها بموجب قانون الاحزاب الجديد "لا تمثل الثوار او اهدافهم".ويشير الى ان "اكبر القوى السياسية" الموجودة على الارض في سوريا، اي جماعة الاخوان المسلمين، لا يمكنها تشكيل حزب "تحت طائلة عقوبة الاعدام".ويلفت الى ان معظم الناخبين لن يتمكنوا من الاقتراع في ظل "حصار عدد من المدن وسوريين يموتون كل يوم"، معتبرا ان "الشرط الاول في الانتخابات هو ان تجري في سياق آمن".ويقول حميد ان "لا احد في المجتمع الدولي يعتقد بجدية الانتخابات".ويتنافس 7195 مرشحا بينهم 710 نساء للفوز بمقاعد في مجلس الشعب المؤلف من 250 مقعدا.وكانت واشنطن وصفت الانتخابات بانها "مدعاة للسخرية"، في حين لا تعول عليها المعارضة بتاتا.ووصف عضو المجلس الوطني السوري بشار الحراكي من جهته الانتخابات ب"التمثيلية" و"المهزلة التي تضاف الى المهازل التي قام بها النظام"، معتبرا ان فئات الشعب غير المؤيدة للنظام "غير معنية بها على الاطلاق".واكد حسن عبد العظيم، المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي، الائتلاف المعارض الذي يضم عددا من الاحزاب والمستقلين في الداخل والخارج، عدم حدوث اي تغيير حقيقي "يشعر المعارضة والقوى الشبابية في الشارع بالرضى"، مضيفا "لا يمكن اجراء اصلاحات من طرف واحد لم تشارك فيها المعارضة وتضع الشعب امام الامر الواقع".واضاف "لا يمكن المشاركة في انتخابات ما لم يحدث تغيير حقيقي".واكد عبد العظيم "ان النظام لم يعد مقبولا ولا بد من الانتقال الى الديمقراطية وحكومة وحدة وطنية ونظام مدني برلماني ديمقراطي، وان اي اجراءات تحدث في النظام الحالي دون مشاركة المعارضة وفي ظل العنف لا يمكن القبول بها".واعتبر ان الانتخابات "ليست في مكانها ومحلها وزمانها لاننا امام مبادرة اممية لحل الأزمة عليها إجماع دولي وعربي" (...) وتهدف الى الانتقال الى "التفاوض من اجل عملية سياسية".ويرى الرنتاوي انه كان يتعين على النظام قبل المبادرة باجراء انتخابات تشكيل "حكومة ائتلاف وطني تضم اطيافا واسعة من المعارضة" لكي يجعل من الانتخابات "محطة مختلفة في تاريخ الأزمة السورية".ويضيف "كان ينبغي عليه افساح المجال لاطياف المعارضة المختلفة بالمشاركة والاعتراف بوجودها والا يستمر بوصف هذه القوى بالعميلة والشراذم والعصابات".ويتابع ان "اغلب الاحزاب التي تشكلت ان لم تكن جميعها، كرتونية بلا مشاريع، تدور في فلك النظام ولا تمثل قوى سياسية جادة"، واصفا الانتخابات بانها "بروباغندا اعلامية".وطلب مجلس الشعب في اواخر اذار/مارس من الرئيس السوري بشار الاسد تاجيل الانتخابات الى موعد لاحق "ليتسنى ترسيخ الاصلاحات الشاملة". ولم يصدر اي رد رئاسي على الطلب.ويرى الرنتاوي ان الانتخابات يجب ان تأتي "تتويجا لعملية انفراج في الازمة السورية وبعد خلق بيئة تطمئن النا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

اشتعال أزمة سوريا وتركيا.. ورومني يدعم تسليح المعارضة
الملاحق

اشتعال أزمة سوريا وتركيا.. ورومني يدعم تسليح المعارضة

  دمشق / BBCبعد أيام من سقوط القذائف السورية عبر الحدود إلى تركيا، ما يزال التوتر وأعمال القتل، تتصاعد على جانبي الحدود، في وقت أعلن فيه مقاتلو المعارضة قرب السيطرة على معسكر للجيش النظامي...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram