المثنى – اسراء سعدأقدم المهن واكثرها انسانية في تاريخ البشرية "التمريض" مازالت تعاني من عزوف الكوادر النسوية في مدينة السماوة عن الانخراط في هذه المهنة ، ماترك مستشفياتها على حافة انقراض الكادر النسوي ، فيما الممرضات القلائل المتبقيات في طريقهن الى التقاعد.
الممرضة ام وسام البالغة من العمر 58 سنة تحدثت عن معاناتها "لدي خدمة ثلاثين سنة وأعاني من المرض السكري والمفاصل وارتفاع ضغط الدم وقدمت مرارا وتكرارا معاملتي لإحالتي الى التقاعد لكن لم اجد اي استجابة".وتضيف "المستشفى تمتنع عن منحي الاجازات التي استحقها وتطالبني الادارة بالبديل" وتتساءل "ليس لدي الا بديلة واحدة في المستشفى".الممرضة ام علاء 42 سنة علقت "لدي خدمة 18 سنة في مجال التمريض واتمنى اليوم احالتي على التقاعد، فانا أمارس ادارة ردهة نسائية كاملة وحدي ومن دون مساعدة".مدير عام المستشفى النسائية والاطفال في السماوة الدكتور مجيد البصري ارجع بدوره اسباب تناقص اعداد الممرضات الى عزوف الفتيات عن الالتحاق بهذه المهنة بسبب نظرة المجتمع التي مازالت قاصرة.واضاف "الممرضات اللواتي يمارسن مهنتهن في المستشفى اعمارهن مابين الثلاثين والستين واغلبهن يعانين من امراض المفاصل والسكري والضغط وفي حال غياب واحدة عن العمل في المستشفى فان الارتباك ينتشر فيها".ويؤكد البصري ان حملة اطلقتها مديرية صحة المثنى اخيراً لمحاولة معالجة هذه الظاهرة "وهي حملة تثقيفيه عن مهنة التمريض والافادة منها حيث ان تعيين الخريجات مركزي وبرواتب ومستحقات تفي بالعيش الكريم الا ان الاهالي هنا وفي المدن ايضا للاسف لم يستجيبوا للحملة والندوات التثقيفية بشكل كاف". واشار الى انه "في وقت سابق كانت هناك نية برفع طلب لجلب كوادر نسوية من بلدان غير عربية للعمل في المستشفيات الا ان رئاسة الصحة طالبتنا بتعيين خريجات اعدادية التمريض ومعهد التمريض في السماوة".وزاد " تمت الموافقة على تعيين 200 خريجة بصفة ممرضة ومعاون طبي الا ان الامور المالية حالت دون مباشرتهن بالعمل".لكن الامور لاتسير على مايرام حتى وسط طالبات معاهد التمريض اللواتي يفضل بعضهن الحصول على الشهادة من دون ممارسة العمل، وتقول مها "انا طالبة مرحلة اخيرة في اعدادية التمريض لكن لا يمكنني العمل في المستشفيات بعد تخرجي لان نظرة المجتمع مازالت قاصرة حول مهنة التمريض، همي الان فقط هو الحصول على شهادة" وتكمل "انا افكر بمن ياتي لخطبتي ويعلم انني ممرضة في مستشفى فربما سيصرف النظر عن الزواج بسبب طبيعة مهنة التمريض التي تتطلب جهوداً مضاعفة وخفارات في المستشفى".
السماوة تخشى انقراض ممرضاتها

نشر في: 4 مايو, 2012: 08:51 م