بابل / إقبال محمدمحمد أسعد، رجل من أهالي مدينة الحلة شارف على السبعين من عمره، متقاعد براتب لا يزيد على 300 ألف دينار كل شهرين، يسكن منطقة شعبية مع عائلة مكونة من زوجة وثلاثة أبناء، تزامنت إصابته بسرطان المعدة مع الشيخوخة والعوز المادي.يقول أسعد في حديثه لـ"المدى": إن العلاج مجاني، "لكن المشكلة أحيانا بعض الأدوية غير متوفرة، ما يستوجب شراءها من الصيدليات الأهلية بأسعار باهظة"
ويشير "وضعي الاقتصادي لا يسمح لي بشراء العلاج بأسعاره المرتفعة هذه، ما يعني تراجع حالتي الصحية، بعض الخيرين بادروا بشراء الدواء، لكن إلى متى سيستمر هذا الحال".ويتفق معه المتقاعد حميد كاظم عبادي بذلك، إذ ذكر لـ"المدى" أن مستشفى مرجان التخصصي في الحلة "يتوافر على ملاكات جيدة أطباء وممرضين وكذلك الرعاية، وأغلب العلاجات مجانية، لكن المشكلة في الأدوية غير المتوفرة".ويبين أن راتبه التقاعدي 220 ألف دينار "في حين تبلغ تكلفة الأدوية في الصيدليات ملايين الدنانير وهو ما يسبب لنا حرجا ماديا".أما علي طموش المصاب بسرطان الغدد اللمفاوية، فيؤكد لـ"المدى" أنه لم يشتر أي دواء من الصيدليات وذلك لتوفر علاجاته في المستشفى، مضيفا "بداية إصابتي بالسرطان كانت في الغدد اللمفاوية، وبعد شفائها انتقل المرض إلى الرأس، فأجريت لي ست عمليات لاستئصال الورم".ويضيف طموش "قبل ثلاثة أشهر من الآن كان العلاج بالكيّ في بغداد ما يضطرني إلى السفر أسبوعيا، وشفيت لكن الورم عاد مرة أخرى، وحاليا أتعاطى العلاج الكيمياوي"، مطالبا الدولة بتخصيص رواتب لمرضى السرطان لغرض تغطية نفقات العلاج.ويعد السرطان أحد أكثر الأمراض انتشارا في العراق، ويواجه المصابون به مشاكل عدة، تبدأ بتوفير العلاجات اللازمة، مرورا بالأوضاع الاقتصادية لكل منهم، ولا تنتهي بمحدودية مراكز العلاج.بدوره يؤكد المواطن سعد محمد علي، أحد مرضى السرطان، أن المصابين بهذا المرض "يعانون من محنة كبيرة"، موضحا أنه بالإضافة إلى عدم توفر بعض الأدوية "هناك مشكلة أخرى وهي الخوف من أن تكون الأدوية التي نشتريها من الصيدليات فاسدة أو غير فعالة، وهو ما يهدد حياة المريض".وطالب علي من خلال "المدى" وزارة الصحة والمؤسسات المعنية بـ"توفير علاجات السرطان داخل المستشفيات بغض النظر عن السعر لنطمئن ونتخلص من قلق أن تكون الأدوية فاسدة".من جانبه، يقول مدير مستشفى مرجان التخصصي الدكتور علي الشريفي لـ"المدى": إن المستشفى يحتوي على مركز متخصص بعلاج الأمراض السرطانية ومعالجاتها الكيمياوية، "ويجري حاليا تشييد قسم خاص بالعلاج الإشعاعي سيتم افتتاحه خلال الأشهر المقبلة".ويوضح الشريفي أنه بافتتاح قسم الإشعاع والطب النووي "ستتوفر في المستشفى خدمات علاجية متكاملة تغني مرضى المحافظة عن السفر إلى المحافظات الأخرى أو خارج البلاد".فيما يبين الدكتور أحمد حاتم من قسم الأورام في المستشفى، أن القسم يستقبل حالات الأورام لمختلف المراحل سواء في بداية التشخيص أو المراحل المتأخرة، لافتا إلى أن أغلب الإصابات هي للنساء، وخاصة سرطان الثدي والغدد اللمفاوية وأمراض الدم (اللوكيميا)، أما الرجال فهناك سرطان الرئة والبروستات.من جهته يشير الدكتور أحمد وهاب من مركز الأورام السرطانية في المستشفى إلى أن القسم يضم ردهات الأورام والزرق الكيمياوي، مبينا أن مستشفى مرجان يعد المركز الوحيد التخصصي في منطقة الفرات الأوسط.
مرضى السرطان في بابل: نعيش محنة مريرة ومشاكلنا متعددة

نشر في: 4 مايو, 2012: 09:25 م