TOP

جريدة المدى > منوعات وأخيرة > بيت (المدى) يحتفي بفنان الشعب ..دراما شعبية.. اسمها يوسف العاني

بيت (المدى) يحتفي بفنان الشعب ..دراما شعبية.. اسمها يوسف العاني

نشر في: 4 مايو, 2012: 10:38 م

بغداد/ محمود النمر  ............ تصوير / محمود رؤوف يوسف العاني ذاكرة جيل أشهر حبه للفن  في زمن كانت المجاهرة فيه لعنة، والعمل فيه خطيئة تستحق الرجم، فكيف إذا امتشق هذا الفن سيف التحريض والتغيير؟ اعتاد يوسف العاني أن يقتطع من التقويم يوماً بعينه، يوقد فيه شموع الاحتفال، والغريب انه ليس يوم ميلاده.. أما التاريخ فهو الرابع والعشرون من شباط..
 ففي مثل هذا اليوم قبل أكثر من ثمان وستين عاما، اعتلى العاني خشبة المسرح أول مرة، مؤرخا ولادته الحقيقية، ولادة مسرح عراقي اكتسب ملامحه المميزة وخصوصيته وتقاليده مع رهط من المسرحيين لينهضوا به متبوئاً مكانته العربية والعالمية،  بهذا الاستهلال رحّب الناقد السينمائي علاء المفرجي بالفنان الكبير يوسف العاني، ثم بدأ الاحتفاء بعرض فيلم وثائقي عن محطات فنية من حياة العاني، إنتاج مؤسسة المدى للإعلام والثقافة والفنون وإخراج فريد شهاب. نموذج شعبي للعراقييناول المتحدثين الناقد ياسين النصير  الذي اكد أن العاني  قامة كبيرة لا يبدأ أيّ عمل من أعماله، إلا ويحقق فكرة تجريبية جديدة  ، لا توجد له مسرحية تعيد نفسها أو تعيد فكرة لمسرحية سابقة، ونكاد نحن المتتبعين لنشاطه المسرحي أن نقيس فن التجديد في المسرح العراقي من خلال عدد من الفنانين والكتاب والممثلين وفي مقدمتهم يوسف العاني ،  فإذا ابتدأنا منذ الخمسينيات من مسرحيته الشهيره  (آنه أمك يا شاكر)، نجد أن الصوت الشعبي الممثل بالمناضل ، كان هو الصوت الطاغي على الساحة الفنية والأدبية، وكان صوتاً يخرج من خشبة المسرح إلى الجمهور ، ومن الجمهور إلى المجتمع ، وكانت هذه المسرحية حداً فاصلاً بين الواقعية التي كانت سائدة في الخمسينيات والأربعينيات، بحسٍ فنيٍ عالٍ جداً، ثم تأتي النقلة الثانية المهمة، مرحلة  التجريب العالمي، حيث كان  التجريب العالمي يدخل إلى مسرحنا من نوافذ عديدة ومن بينها كتابة وتمثيل يوسف العاني كانت مسرحية (الخرابة) واحدة من أهم المسرحيات التي قدمت (بريشت) على خشبة المسرح العراقي ، بلغة وفن يوسف العاني.وأضاف النصير أن يوسف العاني ليس فناناً، وإنما يمثل نموذجاً شعبيا للعراقيين، كان غوغل يتحدث عن هذا النموذج ويسميه الرجل الصغير الرجل الكادح، عامل المطبخ، عامل البار، عامل عيادة الطبيب، يوسف العاني يتمثل هذه الشخصية، ويكاد يكون هو أول من قدم  (ابو الجراوية) على خشبة المسرح. قارة في المسرح المخرج المسرحي د. صلاح القصب اشار إلى أهمية هذا الفنان الكبيرمن خلال كلمات اشبه بقصيدة قال فيها  : رأينا فيك زمناً جديداً يدعو للارتقاء ، وكنت أنت قصائد كل الشعراء، وكنت شمسا تتلألأ لتنير كل دوران الأرض.يوسف العاني يا أمير الفضاء واللون، رحلتك في قارة المسرح كانت إشراقة عصرٍ مسرحي جديد مرت بمحطات متباينة هارمونياً ومشعة من مدار إلى مدار، ألهمتنا حباً أبدياً ومنها بدأ نشيدك المسرحي في  قراءات خالدة، الشريعة، صورة جديدة، الخرابة، الخان ، المفتاح، نجمة، زعفران، (أنه أمك يا شاكر). شواطئ ممتدة لوجعٍ إنساني، شخوصها كانت تحاكي هضبات ألمٍ مرتفعة بحثاً عن أمل، ، وكانت تغني من أعماقها ، دعبول يغني في حانات بغداد يصدح بالمقام  وبزورقه يتجول في دجلة حاملا كل أوجاع الوطن، المفتاح رحلة أبدية بحثاً عن زمنٍ جديد، عن جغرافية محررة من الخوف ، عن المستقبل الذي يبحث عنه حيران. المفتاح كانت مجرى مائيا يبتهج، وكانت الأصوات التي تبحث عن شُعلة لزمن عراقي جديد  واختتم القصب نشيده بالقول : أيها النبع الصافي يا يوسف المجد يا من تحدق في بهاء الشمس ،  كلنا يتشوق إلى شعاع فكرك الذي يتحرك عبر ضمائر العراقيين ومصائرهم غابة في التمثيلمن جانبه قال د. عقيل مهدي يوسف :  أشكر هذه المناسبة التي جلبت لنا الأستاذ العراقي البغدادي الأصيل المفكر في المسرح جمالياً، يوسف العاني، ان يوسف العاني ( البذرة ) في اللغات الروسية او البلغارية او العربية (زرنو) هو بذرة المسرح التي تصبح غابة في التمثيل.وقد ابتدأ دون أن يدرس المسرح ، فهو يملك  غريزة التمثيل، كان يقلد أنماطا بشرية، وفعلاً عندما عدت الى العراق بعدما أكملت الدكتوراه  حاولت ان اقترب من هذه الشخصية (فكتبت يوسف العاني يغني)، اعتمد  فيها نمط الدراما الملحمية وقتها قال لي العاني لماذا  يوسف العاني يغني المفروض يمثل ؟ ولكنه اقتنع عندما شاهد العمل وقد كانت تجربتي مع يوسف العاني المفتاح الأول.يوسف العاني عراقي ، تقدمي، عنده إحساس عال بالجمال وايضا بهموم الناس ،ودائماً يميل إلى المسائل العالمية، لان المبدع الكبير هو الذي يبدأ محلياً . فمسرح العاني مسرح محلي لكنه عالمي بافكاره وبتجربته العالية.rnجمعية جبر الخواطر فيما استرسل  الشاعر الفريد سمعان بذكرياته مع يوسف العاني قائلا : لن أتحدث عن المسرح وعن فنه بل سأتحدث عن وقفاتي مع يوسف العاني، لقد عرفته في كلية الحقوق مع جمعية (جبر الخواطر) وكان معه نزار سليم وهاتف الرحال وعدد آخر من الشباب الذين كانوا يقودون الحركة الوطنية، وعرفت يوسف العاني أيضاً في عام 1952 معتقلاً

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

بيت المدى يستذكر شهداء انقلاب شباط الأسود

غادة العاملي: نجاح أي مؤسسة ثقافية يتطلب تخطيطاً مدروساً وأهدافاً واضحة

بيت المدى يؤبن المعماري العراقي الكبير هشام المدفعي

رحيل أسامة منزلجي.. رحلة حياة في ترجمة الأدب العالمي

أزياء وفنون شعبية وثقافة في درب الساعي

مقالات ذات صلة

بيت المدى يستذكر

بيت المدى يستذكر "عبد الكريم قاسم" وذكرى شباط الأسود

 بسام عبد الرزاق اقام بيت المدى في شارع المتنبي، الجمعة الماضية، جلسة استذكارية لمؤسس الجمهورية العراقية "عبد الكريم قاسم وذكرى شباط الأسود" فتحت نقاشا واسعا على المؤثرات التي أدت الى الانقلاب والمحركات التي...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram