بغداد/ المدىالطريق الطويل والمحفوف بالمخاطر خلال السنوات الماضية الذي يتكبده طالب كلية الزراعة في منطقة أبو غريب ينتهي دوما بشهادة تخرج تركن في البيت حيث يعاني صاحبها بطالة دائمةسنوات تتلوها سنوات وأعداد الخريجين من طلبة كلية الزراعة من مختلف الاختصاصات الزراعية
تضاف أعدادهم الى قائمة البطالة المستشرية في البلد في ظل ظروف الحروب التي خاضها البلد، وما تلاها بعد فرض الحصار الاقتصادي الذي تسبب في تدهور وتهميش القطاع الزراعي بكل مفاصله الإنتاجية والخدمية وعدم الاهتمام بتعيين خريجي كلية الزراعة وإهمالهم، بعد سقوط النظام المباد ومجيء الحكومات المنتخبة تضاعف الإهمال لهذا القطاع المهم وهمش دوره ما اثر سلباً على تعيين الخريجين، خاصة أن اغلب المشاريع الزراعية أغلقت كمشاريع الدواجن- الألبان- الصناعات الغذائية، كذلك مزارع الدولة، الأمر الذي ادى الى تدمير البنية التحتية لهذا القطاع المهم. يشير سلوان علي خريج منذ سنوات من "الزراعة " إلى انه إذا كان مصير خريجي كلية الزراعة البطالة فلماذا لا يتم غلقها حتى لا يزداد عدد الخريجين العاطلين عن العمل؟ فيما تتحدث مريم جعفر 26 عاما وهي خريجة منذ أربع سنوات من الكلية نفسها: لم تكن رغبتي أن ادخل كلية الزراعة لكن المعدل الذي حصلت عليه في الإعدادية والانسيابية رشحاني للقبول في كلية الزراعة علماً إني من سكنة المدينة وأنا الآن ربة بيت وعاطلة عن العمل.ويشكو حسنين محمد احد خريجي كلية الزراعة لعام 2001 من عدم توفر درجات وظيفية لتعيينهم على الملاك الدائم او حتى بعقود وقتية ، ويضيف "لماذا التهاون مع خريجي كليات الزراعة ولماذا لا يتم التطرق لمعاناتهم علما أن الزراعة هي الوحيدة بين الوزارات التي لا نعرف عنها أي شيء حول خططها في التوظيف ".ويتابع "أنا خريج لعام 2000-2001 ولم احصل على تعيين، ولحد الآن حتى عقد لم استطع الحصول عليه لأني لا املك واسطة للتعيين"، ويؤكد "لقد مللت المراجعات وصرف المبالغ على الأجرة لكي أصل الى الوزارة وتصوير الأوراق الرسمية، وقالوا لي سلّم معاملتك وانتظر وأنا انتظر ومن دون نتيجة".ويطالب حسنين الجهات المعنية بأن تجد له تعييناً لان السبل قد ضاقت به – كما يقول – ويضيف "اغلب أقراني حصلوا على تعيين، كيف حصلوا على هذا لا اعرف، هل الواسطة تلعب دورا بالتعيين أم الرشاوى؟ المهم أنا لا املك الاثنين". تأسست كلية الزراعة في العام (1952) وقد خرجت الكلية خلال عمرها المديد أكثر من (23) ألف مهندس زراعي في الاختصاصات الزراعية المختلفة، وحوالي (2500) من حملة الماجستير والدكتوراه ممن يشغلون حاليا حيزا مهما في جامعات البلد والدوائر التابعة لوزارة الزراعة.وتضم كلية الزراعة تسعة أقسام علمية هي (علوم التربة وإدارة الموارد المائية) و(الاقتصاد الزراعي) و(الإرشاد الزراعي ونقل التقانات) و(علوم الأغذية والتقانات الإحيائية) و(علوم المكننة الزراعية) و(علوم المحاصيل الحقلية) و(وقاية المزروعات) و(علوم الثروة الحيوانية) و(علوم البستنة وهندسة الحدائق)، كما أنشئت خلال الأعوام الأخيرة ثلاث وحدات بحثية منها ما يهتم بإكثار النخيل عن طريق زراعة الأنسجة (وحدة أبحاث النخيل) ومنها ما يهدف عمله إلى استخلاص المواد الطبية بالتعاون مع معامل الأدوية ومؤسسات الدولة الأخرى ذات الاهتمامات الطبية .وقد لخص خريجو كلية الزراعة مطالبهم بما يأتي:- تعيين الخريجين في الدوائر المعنية (الزراعة- الري- البلديات الخ..) وفتح مشاريع زراعية (الثروة الحيوانية - الدواجن - الأسماك) لاستيعاب الخريجين والاستفادة من اختصاصاتهم العلمية والمهنية، السماح للخريجين من ذوي المعدلات العالية بإكمال دراستهم للحصول على الماجستير والدكتوراه ووضع ضوابط للقبول بعيداً عن المحسوبية والمنسوبية، قيام نقابة المهندسين الزراعيين بدراسة حالة الخريجين ووضع الحلول لهم بالتعاون مع الحكومات المحلية والدوائر الزراعية والحد من هذه الظاهرة بما ينصف هذه الشريحة، إعطاء الخريجين (منحة من الدولة) واعتبارها تعويضاً عن عدم تعيينهم في دوائر الدولة وذلك لفتح مشاريع زراعية وفق اختصاصاتهم، إرسال الخريجين في بعثات دراسية الى خارج العراق على نفقة الدولة في مجالات الاختصاصات التي يحتاج إليها البلد في الوقت الحاضر، اعتماد قبول الطلبة في كلية الزراعة على أبناء الريف حصراً للاستفادة منهم في العمل لتطوير الزراعة في الريف، شمول كافة الخريجات والخريجين بمعونة مالية من الدولة وذلك لتلافي ظروف حياتهم المعيشية الى حين تعيينهم في الدوائر، واعتبار السنوات التي يقضونها خارج الخدمة بعد التخرج خدمة وظيفية لأغراض العلاوة والترفيع والتقاعد. هذه المقترحات التي طرحها خريجو كلية الزراعة الذين افنوا سنوات عمرهم في الدرس كأبناء نافعين لبلدهم من اجل تطوير الزراعة والريف، ليكونوا الأداة الفعالة لتطوير القطاع الزراعي بما يحملونه من اختصاصات علمية ومهنية يحتاج إليها البلد وبصورة خاصة مع وجود مساحات واسعة من الأراضي الزراعية، إضافة الى الثروة الحيوانية والسمكية والدواجن وهي بحا
خريجو الزراعة يقترحون الإفادة من خبراتهم في الريف
نشر في: 5 مايو, 2012: 07:59 م