كربلاء / أمجد عليالإبداع الذي لا يعني بقضية الإنسان لن يكون إبداعا، والمسرح محاولة لتأصيل قلق الإنسان في الوجود والطبيعية والعلاقة الغيبية مع الأشياء.بهذه الكلمات بدا القاص والروائي علي لفتة سعيد حديثه في الأمسية التي ضيفه فيها نادي الكتاب بمناسبة صدور مسرحيته (المئذنة) عن إحدى دور النشر السورية والتي بدأها القاص احمد الجنديل في تقديمه لخاصية الكتابة لدى سعيد بقوله انه بدا قاص فأنتج ثلاث مجاميع قصصية بدأها في عام 1988 بمجموعته (امرأة من النساء)
وتلاها بمجموعته (اليوبيل الذهبي) عام 1989 لينتظر عشر سنوات ليصدر مجموعته الثالث (بيت اللعنة) عام 1998 والتي فازت بجائزة الإبداع العراقي ليصدر بعدها ثلاث روايات هي ( وشم ناصع البياض ) عام 2000، و( اليوم الأخير لكتابة الفردوس ) عام 2002، وروايته الثالثة التي حملت عنوان ( مواسم الإسطرلاب ) فصدرت عام 2004، إلا انه عاد لإصدار مجموعته القصصية الرابعة عام 2010، والتي حملت عنوان ( مداعبة الخيال ) وصدرت عن مؤسسة الشمس بالقاهرة لنجد أنفسنا أمام منجز جديد لسعيد، والمتمثل بإدارة مسرحية من فصل واحد نهايات لعام الماضي وحملت عنوان (المئذنة ) ليؤكد انه قادر على التوغل في الأنواع الأدبية خاصة وانه أيضا يكتب الشعر وتنشره الصحف العراقية المرموقة.وتحدّث بعدها الضيف بصورة مقتضبة عن مسرحيته التي قال إنها كانت تعيش القلق الذي يعيشه بطلها وهو مأزوم بما حوله من صراعات وحروب ومعاناة كلها تفضي إلى قلق.. قلق المثقف المبدع الأعزل وسط دوامات من الاحتكار للسلطة من جهة والقاعدة التي تهتف للسلطة، فيما المثقف يعاني أزمة إثبات إن له صوت.. فيلجأ إلى المئذنة كرمز تارة رمز روح وتارة رمز خلاص .. والمئذنة مكان هي أيضا مصدر قلق بدلاً من كونها مصدراً لإيصال صوت الله إلى الإنسيان لكي يرى إنسانيته.. أنها مئذنة تبحث عن خلاص ممن يستغلها بفتاوى القتل من جهة والاستغلال الديني من جهة أخرى، فحتى علاقته مع المئذنة هي متذبذبة بسبب تذبذب الواقع الذي يعيشه.. وقرأ الناقد والقاص جاسم عاصي ورقة نقية جاء فيها: يعتمد نص المئذنة المسرحي على ثنائيات تلعب دوراً مركزياً ليكون الناتج صراعا بين ثنائيات وهذا لم يكن متأتيا من فراغ بقدر ما هو ناتج جدلية الحياة.. القاص والناقد علي حسين عبيد قرأ ورقة نقدية حملت عنوان (إشكالية الوجود والتيه رؤية في مسرحية المئذنة) .وقرأ الشاعر هادي الربيعي ورقة نقدية قال إنها ( قراءة في المئذنة ) إن الخطر الأكبر الذي يواجه كل عمل مسرحي يعرض أفكارا كبيرة بشخصيات محددة هو كيف يحافظ الكاتب على تصاعد الإيقاع في مثل هذه المسرحيات وقد أنقذها الكاتب بقوة الحوار وتنوعه وهو وسيلة التي لعبت دورا في التنامي الدرامي.. شهدت الأمسية العديد من المناقشات التي شارك فيها جميع غفير منهم المحامي كامل المسعودي وعلي الخفاف ومهدي النعيمي والدكتور عباس التميمي وستار الكركوشي والفنان امجد حميد والمؤرخ المسرحي عبد الرزاق عبد الكريم والصحفي جعفر النصراوي وآخرون.
(المئذنة ) في نادي الكتّاب بكربلاء
نشر في: 5 مايو, 2012: 08:06 م