محمد سعيد الصكارسكن الغضب، وبرد توهج الكلمات ، وأخذ اللسان استراحة أبدية، وانسحبت ذاكرة من دفتر الثقافة العراقية، وسيعقبها نسيان مثلما أحاق بتلك الكوكبة المضيئة من كواكب ثقافتنا العربية، ورموزها العراقية.
صفحات من الموهبة والالتزام والتاريخ المتراكم من الوعي والحيوية، سحبها رشيد ياسين الشاعر بهدوء بعد ذلك الصخب الذي وسم حياته كلها، وطبعها بالنقد اللاذع الصادق، ومنحها رهبة واحتراما، وعززها بثقافة منفتحة متنوعة الأبعاد، غير آبه بما يقال عن ضراوة ما يقول وينتقد، ما دام على قناعة بما يرى.ولو أتيح لأحد أن يراه في سنواته الأخيرة في صنعاء، كما رأيته أنا، لرأى الوداعة والرقة التي افتقدناهما منه في شبابنا، عندما كنا نحرص على انتقاء الكلمات، خشية الغلط الذي لا نعرف مداه، فهو لا يرحم، ولا يؤخر الرد.في هذه اللحظات المتوترة، وجلال الحزن، لا أملك أن أستعيد مآثر رشيد ياسين الشاعر الرائد بين مجموعة الرواد الخمسينيين، فهي من الكثرة والتنوع ما يجعل ورقة الحزن تغطي على ما سواها.سنتذكره، إلى أن نغيب معه في سفره الطويل.سلام ورحمة عليه.
رشيد ياسين العنفوان الراحل
نشر في: 5 مايو, 2012: 08:08 م