TOP

جريدة المدى > محليات > سوء التشخيص وفقر الحال يطيح بفرص الشفاء من السرطان

سوء التشخيص وفقر الحال يطيح بفرص الشفاء من السرطان

نشر في: 5 مايو, 2012: 08:35 م

 الناصرية / حسين العاملهكذا بدأ المشهد، امرأة في الخمسين من عمرها، تتمدد على فراش المرض، وبالكاد تتلفظ الكلمات، وأفراد من الأسرة والمقربين يتحلقون حولها في لحظة يأس قاتلة.هنا في محيط هذه الأسرة التي أنهكتها معاناة المرض واليأس والرعب من انتظار الموت يبدو للحزن سطوته الفاجعة على حديث رب الأسرة وهو يروي لـ"المدى" تفاصيل مؤلمة عن حكاية زوجته التي ابتلاها الله بمرض السرطان.
إذ يقول كاظم حسن: إن الأطباء في ناحية الفهود بمحافظة ذي قار، حيث يقيم هو وأسرته، وكذلك أطباء مدينة الناصرية لم يتمكنوا من تشخيص مرض زوجته في بادئ الأمر، ما اضطره إلى السفر لبغداد حيث تم تشخيص المرض بعد فوات الأوان.ولفت إلى أن الأورام السرطانية أخذت تنتشر في أجزاء متعددة من جسدها بعد أن كانت تقتصر على أورام في العنق والغدد اللمفوية، مشيرا إلى ان زوجته التي باتت لا تستطيع مغادرة الفراش أخذت تواجه مصاعب جمة عند السفر لمراجعة الأطباء في بغداد والمحافظات الأخرى لإجراء الفحوص الطبية وتلقي جلسات العلاج الإشعاعي بصورة دورية وبفترات متقاربة.وأشار إلى أن ذلك استنزف كامل الموارد المالية للأسرة حتى أنه لجأ في ظل حاجته للمال إلى بيع جزء من أثاث داره لتسديد تكاليف السفر والفحص والعلاج.من جانبها، قالت زوجته ليلوة عبد السادة (58) عاما، وهي تتحدث لـ"المدى" من على فراش المرض في غرفتها المتواضعة: إن السفر المتواصل للعلاج أخذ يفاقم من معاناتها وصراعها مع المرض، منوهة بأنها باتت تشعر باليأس وعدم جدوى العلاج، وتدعو الله أن يخلصها من محنتها بموت رحيم.ويصف رئيس المجلس البلدي في ناحية الفهود صفاء الجابري مدينته التي لا يتجاوز عدد سكانها 45 ألف نسمة بـ"المنكوبة بوباء السرطان الناجم عن المخلفات الحربية الملوثة بالإشعاع".ويشير إلى تسجيل 380 حالة وفاة بالمرض المذكور في مركز ناحية الفهود والقرى التابعة لها منذ اندلاع حرب الخليج الأولى 1991 وحتى الآن.وأكد الجابري لـ"المدى" تسجيل 50 حالة إصابة حديثة بمرض السرطان مؤخرا، لافتا إلى أن الإصابات بالمرض أخذت تتفاقم في الآونة الأخيرة، مضيفا أن أعداد المصابين المسجلين حتى الآن لا تمثل الحجم الحقيقي للإصابات في الناحية التي تعاني من الفقر وارتفاع معدلات البطالة.وتابع بالقول: هناك الكثير من المرضى ممن يتحفظون على الكشف عن إصابتهم بالسرطان ولأسباب متعددة.وتفتقر محافظة ذي قار التي يقدر عدد سكانها بنحو مليوني نسمة إلى مركز تخصصي لمعالجة المصابين بالسرطان، لاسيما ما يتعلق بالعلاج الإشعاعي، إذ غالبا ما يلجأ المرضى للسفر إلى بغداد أو البصرة لتلقي العلاج والخضوع لجلسات إشعاعية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

لنشر الوعي وتعزيز ثقافة السلام والتسامح.. فعاليات توعوية  في ذي قار لمكافحة
محليات

لنشر الوعي وتعزيز ثقافة السلام والتسامح.. فعاليات توعوية في ذي قار لمكافحة "التطرف العنيف"

 ذي قار/ حسين العامل دعا المشاركون في الفعاليات التوعوية الخاصة بمكافحة التطرف العنيف المؤدي إلى الإرهاب الى تطوير المناهج التعليمية وتعزيز ثقافة التسامح والحوار ونبذ الكراهية، مشددين على اهمية معالجة العوامل الاقتصادية والاجتماعية...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram