TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > نص ردن: محنة شاعر

نص ردن: محنة شاعر

نشر في: 5 مايو, 2012: 08:45 م

 علاء حسن اكثر من كاتب واديب عراقي في الداخل والخارج ناشد المسؤولين انقاذ الشاعر البصري حسين عبد اللطيف الراقد على فراش المرض يعاني السكري، والمهدد ببتر ساقه، وفي اكثر من موقع  الكتروني، وعبر صفحات التواصل الاجتماعي، ارتفع  صوت المثقفين العراقيين لمساعدة الشاعر للخروج من محنته، الاصوات تتكرر ولكنها حتى هذه اللحظة،
 ظلت تدور في الوسط الثقافي، من دون ان يبادر احد من اصحاب القرار لمد يد العون الى عبد اللطيف الشاعر المعروف عنه انه حافظ على حضوره في المشهد الشعري بعيدا عن كل الميول والاتجاهات، وربما لهذا السبب فضل ان يواجه محنته بمفرده، لاعتقاده بأن معاناته ليست بحاجة الى "اسعاف رسمي" من جهات منشغلة بتفاصيل ازمة سياسية مستعصية، ولهم كل الحق في الانشغال بتداعياتها ومخاطرها، وانقاذ شاعر من محنته موقف لا يحقق مكاسب حزبية وفئوية."اغرب الغرباء من صار غريبا في وطنه " هذه المقولة دفعت الكثير من العراقيين للبحث عن ملاذ آمن في المنافي في زمن النظام السابق، وزملاء الشاعر سواء من مدينته البصرة ام غيرها اختاروا الرحيل  للبحث عن وطن آخر، في اقل تقدير يحترم إنسانيتهم قبل منجزهم الابداعي، وهذه "المحنة العراقية" جعلت مدافن دول الجوار، تضم قبور قامات كبيرة من شعراء وكتاب وفناني العراق، كانوا ضحايا "المحنة" الممتدة عشرات السنين في التاريخ العراقي الحديث.الشاعر البصري لم يكلف أحدا من العارفين بمحنته طرق الابواب،  وكتابة عرائض الاسترحام، لكن من يعرف عبد اللطيف يرى انه قامة كبيرة لا تستحق ان تنحني امام اي ظرف صعب،  واصوات المثقفين تهدف لاثارة الانتباه، فليس من المعقول ان تبقى قاعدة نسيان اعلام العراق سائدة، في وقت تنفق جهات رسمية مبالغ طائلة على مشاريع دعائية لغرض تجميل وتحسين الاداء الحكومي، بوصفه واحدا من المنجزات التاريخية الكبيرة، لغرض كسب المزيد من التأييد الشعبي لهذا الحزب او ذاك، استعدادا لخوض الانتخابات المحلية المقبلة. "محنة الشاعر" حفزت مشاعر البعض ليكتب عنه ما يراه مناسبا بحقه، داعين من يمتلك مجسات تشعر بالجمال وصناعه من شعراء وكتاب قصة ورواية، ورسم ونحت ومسرح وموسيقى وغناء الى الالتفات لهؤلاء، لانهم بنظر من يقدر دورهم ويحترم عطاءهم ثروة وطنية، والتفريط بها جريمة وخيانة. اصحاب الصوت المطالب بانقاذ الشاعر عبد اللطيف من محنته، سينظمون حملة لمساعدته، بانتظار من يسمع مناشدتهم، عسى ان يبادر من يدعي الحفاظ على الثروة الوطنية الابداعية بالسؤال عن اسباب محنة شاعرعراقي انشغل بهموم وطنه ومدينته البصرة ولم يرد ضمن قائمة "شعراء ام المعارك" اصحاب الاوسمة والانواط، والشارات والنياشين، الباحثين عن ممدوح آخر ينشدون في بلاطه قصائدهم القديمة، بعد اجراء تغييرات  طفيفة بالأسماء، وهنا تكمن محن الوطن، المتجسدة والواضحة في محنة الشاعر حسين عبد اللطيف.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

إيران: لن نسمح بتكرار أحداث سوريا والمسلحون لن يحققوا أي انتصار

المخابرات الفرنسية تحذر من نووي إيران: التهديد الأخطر على الإطلاق

نعيم قاسم: انتصارنا اليوم يفوق انتصار 2006

نائب لـ(المدى): "سرقة القرن" جريمة ولم تكن تحدث لو لا تسهيلات متنفذين بالسلطة

هزة أرضية تضرب الحدود العراقية – الأيرانية

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram