علاء حسن اكثر من كاتب واديب عراقي في الداخل والخارج ناشد المسؤولين انقاذ الشاعر البصري حسين عبد اللطيف الراقد على فراش المرض يعاني السكري، والمهدد ببتر ساقه، وفي اكثر من موقع الكتروني، وعبر صفحات التواصل الاجتماعي، ارتفع صوت المثقفين العراقيين لمساعدة الشاعر للخروج من محنته، الاصوات تتكرر ولكنها حتى هذه اللحظة،
ظلت تدور في الوسط الثقافي، من دون ان يبادر احد من اصحاب القرار لمد يد العون الى عبد اللطيف الشاعر المعروف عنه انه حافظ على حضوره في المشهد الشعري بعيدا عن كل الميول والاتجاهات، وربما لهذا السبب فضل ان يواجه محنته بمفرده، لاعتقاده بأن معاناته ليست بحاجة الى "اسعاف رسمي" من جهات منشغلة بتفاصيل ازمة سياسية مستعصية، ولهم كل الحق في الانشغال بتداعياتها ومخاطرها، وانقاذ شاعر من محنته موقف لا يحقق مكاسب حزبية وفئوية."اغرب الغرباء من صار غريبا في وطنه " هذه المقولة دفعت الكثير من العراقيين للبحث عن ملاذ آمن في المنافي في زمن النظام السابق، وزملاء الشاعر سواء من مدينته البصرة ام غيرها اختاروا الرحيل للبحث عن وطن آخر، في اقل تقدير يحترم إنسانيتهم قبل منجزهم الابداعي، وهذه "المحنة العراقية" جعلت مدافن دول الجوار، تضم قبور قامات كبيرة من شعراء وكتاب وفناني العراق، كانوا ضحايا "المحنة" الممتدة عشرات السنين في التاريخ العراقي الحديث.الشاعر البصري لم يكلف أحدا من العارفين بمحنته طرق الابواب، وكتابة عرائض الاسترحام، لكن من يعرف عبد اللطيف يرى انه قامة كبيرة لا تستحق ان تنحني امام اي ظرف صعب، واصوات المثقفين تهدف لاثارة الانتباه، فليس من المعقول ان تبقى قاعدة نسيان اعلام العراق سائدة، في وقت تنفق جهات رسمية مبالغ طائلة على مشاريع دعائية لغرض تجميل وتحسين الاداء الحكومي، بوصفه واحدا من المنجزات التاريخية الكبيرة، لغرض كسب المزيد من التأييد الشعبي لهذا الحزب او ذاك، استعدادا لخوض الانتخابات المحلية المقبلة. "محنة الشاعر" حفزت مشاعر البعض ليكتب عنه ما يراه مناسبا بحقه، داعين من يمتلك مجسات تشعر بالجمال وصناعه من شعراء وكتاب قصة ورواية، ورسم ونحت ومسرح وموسيقى وغناء الى الالتفات لهؤلاء، لانهم بنظر من يقدر دورهم ويحترم عطاءهم ثروة وطنية، والتفريط بها جريمة وخيانة. اصحاب الصوت المطالب بانقاذ الشاعر عبد اللطيف من محنته، سينظمون حملة لمساعدته، بانتظار من يسمع مناشدتهم، عسى ان يبادر من يدعي الحفاظ على الثروة الوطنية الابداعية بالسؤال عن اسباب محنة شاعرعراقي انشغل بهموم وطنه ومدينته البصرة ولم يرد ضمن قائمة "شعراء ام المعارك" اصحاب الاوسمة والانواط، والشارات والنياشين، الباحثين عن ممدوح آخر ينشدون في بلاطه قصائدهم القديمة، بعد اجراء تغييرات طفيفة بالأسماء، وهنا تكمن محن الوطن، المتجسدة والواضحة في محنة الشاعر حسين عبد اللطيف.
نص ردن: محنة شاعر
نشر في: 5 مايو, 2012: 08:45 م