TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > العمود الثامن: يا عزيزي كلهم يكذبون

العمود الثامن: يا عزيزي كلهم يكذبون

نشر في: 5 مايو, 2012: 09:39 م

 علي حسينسأقولها وأنا متأكد أنني لا أخالف المنطق ولا ابتعد عن الحقيقة ،   إننا نعيش اليوم دون نظام سياسي، وكل ما نسمعه في الفضائيات ونقرأ عنه في الصحف من مسميات ضخمة مثل "مجلس نيابي"، "حكومة شراكة وطنية"، ما هو إلا مجرد هياكل لأحزاب تعاني من فقر البصر والبصيرة .
فالمواطن يصحو كل يوم على كوميديا لا تنتهي من التصريحات، الأول يؤكد والآخر ينفي، لنكتشف في النهاية أننا وقعنا جميعا أسرى في أيدي مجموعة حولوا السياسة إلى فصول لا تنتهي من "الهزال" ومؤسسات الدولة إلى حلبة يستعرضون فيها مهاراتهم في النصب والاحتيال والكذب. عندما يخرج قيادي كبير من ائتلاف دولة القانون ليعلن للناس أن الحل الأمثل للمشكلة السياسية هو حل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة ، فمن المفترض أن هذا الكلام جاد وحقيقي، لأن مصدره احد المقربين جدا من سلطة القرار في البلد وأعني به حسن السنيد. لكن عندما يخرج عضو آخر بنفس الائتلاف ويحمل نفس الصفة "مقرب جدا" واعني به عزت الشابندر ليقول :ان  "ما قاله حسن السنيد من أن الحل الأمثل للمشكلة السياسية هو حل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة، هو رأيه الشخصي وليس رأي دولة القانون"، فإننا حتما نعيش اهزل عصور الكوميديا السياسية في العراق ، ومادام ذلك كذلك، فإننا أمام مجموعة من الاحتمالات : إما أن الشابندر لا علاقة له بائتلاف دولة القانون ، وبالتالي فإنه لا يعرف ان السنيد من صقور الائتلاف وهو صاحب الامضاء الشهير على اتفاقيات أربيل. وإما أن السنيد يتحدث عن برلمان وحكومة أخرى في إحدى دول الجوار. أو، وهذا الاحتمال الأكثر رجوحا أن الاثنين يدركان جيدا أنه لا توجد عندنا حكومة بالمعنى الحقيقي، وان البرلمان مجرد "خيال مآتة"، ولهذا فلا ضرورة أصلا لحله او تغييره او تعديله. المواطن المغلوب على امره  يدرك جيدا ان الحكومة ومعها مقربوها يريدون ان يدخلونا جميعا في المجهول، والسبب ان الحكومة ودراويشها  لا يملكون الحد الأدنى من القدرة على ترجمة طموح الناس بدولة ذات مؤسسات قادرة على إدارة البلاد، اليوم بات على السياسيين أن يفكروا بعمق في أسباب تحول مشاعر الناس ضدهم، وان يسألوا أنفسهم لماذا لا تثق الناس بهم، في تقديري المتواضع أن تصريح السنيد امس ومناظرة الشابندر ربما ستدفعنا لكراهية سياسيينا وعدم الثقة بالعديد منهم، وفي أحسن الأحوال عدم الوقوع في غرامهم. وبالطبع لا يوجد عاقل يقع في غرام هكذا سياسيين ينسون ما صرحوا به قبل ايام ، ففي الوقت الذي قال حسن السنيد امس ان : "المواطن يثق بالسياسي الذي يتحدث بوثائق ولا يثق بالسياسي الذي يتهم ويشتم" نسي الرجل في زحمة انشغاله بإعداد مشاهد للكوميديا الحكومية انه قال لنا في الشهر الاول من هذا العام ان :" الدعوة لانتخابات مبكرة لا تنسجم مع الواقع، واصفا تلك الدعوات بـ"غير المخيفة".  حديث السنيد يثبت بالدليل القاطع اننا نعيش في ظل أحزاب سياسية عاجزة وفاشلة ومرتبكة والأخطر أنها كاذبة ، تجيد فقط اصطناع الأزمات وإشعال الحرائق، وتتسلى بالناس عن طريق عروض سياسية  لا تحظى بنسبة مشاهدة تذكر.لقد تصورت الناس أن مقربي الحكومة سوف يحسبون حسابا لمعاناتهم وتضحياتهم في الحقبة الدكتاتورية، لكن المصيبة ان السادة " المقربين يتعاملون معنا على أننا شعب من الغزاة وأعدوا العدة لدحرنا وردنا على أعقابنا لتأتي صورة العملية السياسية التي أرادها العراقيون أن تكون ممثلة لآمالهم وطموحاتهم، سيركا هزليا باتت فقرات العرض فيه محفوظة، معركة بين سياسيين انفعال، يبديه فلان  لأن البعض لم يسبح بحمد الحكومة، دفاع مستميت عن الامتيازات والمنح، وكلام كبير عن المؤامرات التي يحوكها الجميع ضد الحكومة وانجازاتها التي لا تخطئها العين. المهم بل الأهم أن النائبين الشابندر والسنيد يدعوان الناس إلى التضحية بكل غال ونفيس من اجل سلامة الحكومة ، وان نصر على جعلها صاحبة سلطة مطلقة على حياتنا ومصائرنا،  وان الحق والعدل معها وأي خيار آخر سيشعل النار في البلاد، لقد وصلت الرسالة وشكرا لسعاة بريد الحكومة، فقط الناس تريد أن تعرف متى تسمع منكم كلمة صدق؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

القوانين الجدلية على جدول أعمال البرلمان يوم غد الثلاثاء

هل أخطأ البرلمان بعدم حل نفسه مبكراً؟

العمود الثامن: لجنة المرأة تحارب النساء

62 حالة انتحار في ديالى خلال 2024 بسبب "الربا"

أزمة جفاف الأهوار.. الأمم المتحدة تؤكد دعمها و«الموارد» تتحدث عن برامج لاستدامة تدفق المياه

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram