 بغداد/ المدىقال لزوجته وهو مخمور لا يعي ما يقوله (... شوفي زين ... لازم نتخلص منه بأسرع وقت) ! أيدت الزوجة كلام زوجها وجلس الاثنان يتناولان العشاء ويخططان لجريمتهما بعد أن غابت الشفقة والحنية عن (ع) ، إن المجني عليه هنا هو شقيقها !... أما السبب فهو من اجل قطعة ارض ثمينة سجلها الأب باسم ابنته وجاء شقيقها يطلب حقه منها من زوج شقيقته!..
دعوة على الغذاء رتبتها الزوجة في بيتها ... اجتمعت الأسرة عندها ما عدا شقيقها الذي كان يغط في نوم عميق في بيته الملاصق لبيت شقيقته !... وفي هذه اللحظة تسلل القاتل الى بيت شقيق زوجته واطلق عليه الرصاص من مسدسه ثم فرّ هاربا ... لكنه سقط في أيدي الشرطة في النهاية فلم تنفعه هو وزوجته قطعة الأرض التي كانت سببا في هذه الجريمة التي دارت أحداثها في الكوفة !.. حادثة فريدة من نوعها ... فهي على غير العادة وقعت في وضح النهار وليس في سكون الليل وظلمته .. أما عن الأسباب والدوافع فهي باختصار طمع الدنيا ... رغم أن هذه الدنيا زائلة !.. في قضاء الكوفة وفي إحدى قراها ... قام سائق بالاتفاق مع زوجته على قتل شقيقها ... بعد أن وجه لهما وأسرتها تهديدا صريحا وشديدا بأنه سوف ينسف المنزل بعبوة ناسفة ... اثر احتدام الخلاف بينهم على حصته في قطعة ارض تملّكها والده ... وإصراره على خضوعهم للمطالبة بدفع أكثر من خمسين مليون دينار خلال مهلة زمنية محددة وهو ما دفعهما للإسراع بقتله .. كان (م) الذي يعمل سائقاً، وزوجته (ع) ربّة بيت ... قد قاما ببناء منزل لوالدها وعلى قطعة ارض تعود إليه... وفق اتفاق ببناء منزل له ولأولاده مقابل ذلك... ولكن عند عودة المجني عليه من الخارج حيث كان أسيراً في إيران وكان مفلسا ... رفض هذا الاتفاق الذي رضي به والده ... وصار يطلب وبإلحاح بقيمة نصيبه من الأرض التي قدّرها بـ 50 مليون دينار ... واخذ في افتعال المشاكل اليومية لهم ... وعبثا حاول الجاني وزوجته ووالدها انهاء هذه المشكلة ودياً ... ولكنه رفض ... واصر على خضوعهما لمطالبه وشروطه الكاملة من دون نقص! وحدّد لهما تاريخا نهائيا وهو يوم الحادث للدفع ... وإلا فإنه سيقوم بنسف البيت وبما فيه بعبوة ناسفة وإمعانا في جدية التهديد ... قام بإحضار ثلاث قناني واسلاك كهربائية وتم ربط الواحدة بالاخرى وساعة توقيت وبطارية وغيرها من معدات التفجير التي كان يعرفها جيدا !! تملك الخوف والرعب أخته وزوجها ... ولم يكن هناك حل للتخلص من هذه المشكلة إلا بقتله ... وتم إعداد خطة محكمة لذلك ... وذلك بقيام (ع) بدعوة أسرتها على الغذاء ومن بينهم زوجة أخيها وابنه الصغير ، حيث يكون المجني عليه مستغرقا في النوم في هذه الفترة لتعوده السهر ليلا مع جماعات إرهابية ! حيث يتسلل المتهم إلى مسكن المجني عليه ويقتله بإطلاق عيارات نارية وهو نائم ... وهو ما تم تنفيذه بكل دقة ... وإمعانا في ذلك ومن اجل تهيئة الظروف الطبيعية لتنفيذ الجريمة قامت زوجة المتهم برفع صوت التلفزيون حتى يتم حجب صوت طلقات الرصاص ... ورغم ذلك فقد تناهى الى إسماع الحضور صوت الأعيرة النارية ... وتساءلت زوجة المجني عليه عن مصدر ذلك ... فطمأنتها (ع) انه صوت المسدس اللعبة الخاصة بنجلها الصغير ... وعقب انتهاء المتهم من تنفيذ جريمته خبأ المسدس في الحديقة وعاد مسرعا ليلحق بالأسرة ودعوة الغذاء التي أعدتها زوجته لعائلتها ... بعد دقائق حضر والدها واخبرهم بأنه سمع صوت اطلاقات نارية صادرة عن بيت ابنه ... وانه قلق من ذلك ... فتوجهوا جميعا الى دار المجني عليه ... حيث وجدوه مستلقيا على سريره بغرفة النوم سابحاً بدمائه .. عندما شاهدوه على هذه الشاكلة ... تعالت الصرخات من الجميع ... وقاموا على الفور بإبلاغ مركز الشرطة، وقد حضرت مفرزة مكونة من ضابط وثلاثة من المراتب والمفوضين لمعاينة مسرح الجريمة وإجراء التحقيق مع العائلة لكشف غموض هذه الجريمة ... اهتم مدير الشرطة بالحادث وأوعز لضباطه بسرعة كشف غموض الحادث وظروفه وملابساته نظرا لوقوعها نهارا ما أشاع الخوف والفزع بين اهالي المنطقة ... بدأ ضباط التحقيق بجمع المعلومات من الجيران وأصدقاء المجني عليه وعلاقاته مع أصدقائه ومحيط أسرته ... وتحديد خط سيره قبل الحادث وآخر مشاهدة له وهو على قيد الحياة ... وسرعان ما نجحت الشرطة في تحديد شخصية الجناة ... حيث كانت المفاجأة في الاكتشاف ان مرتكب الحادث هو زوج شقيقته وتورط شقيقته في التدبير والإعداد ... بعدها تم القبض على المتهمين .. في بداية التحقيق أنكرت الزوجة تورطها في الحادث ... وأكدت ان شقيقها دأب ومنذ عودته من الأسر على اللقاء مع عناصر إرهابية، ومن فلول النظام السابق للقيام بعمليات إرهابية ضد المواطنين ... وكان يقوم أيضا بممارسة سياسة الترهيب والتهديد والابتزاز للمواطنين الذين يعتقد أنهم قتلوه انتقاما لأعماله ضدهم !... بينما اعترف زوجها بأنه قام بقتله لشعوره بأنه سوف ينفذ وعده بتفجير المسكن ومن فيه وخاف منه حيث احضر المجني عليه بالفعل ثلاث قناني غاز، متوعداً بتفجيرها في منزله ... بعدها تملكه الخوف والرعب وقرر المبادرة والتخلص منه ... دوّنت أقوال الزوج وزوجته قضائيا وأحيلا الى محكمة جنايات الكوفة ليحدد موعد للمحاكمة لاحقاً.