محمود النمر احتفى ملتقى الخميس الإبداعي بالدكتور جمال العتابي بمناسبة صدور كتابه " كلمات متقاربة المدى " ما الذي تريد أن تقوله بهذه الكلمات ؟ هل ثمة صوت واحد يقيم في أعماقها ؟ أم أنها حشد من الأفكار تتناثر بعيدا لتصنع لغزها واستقلاليتها في بلد عصفت فيه التيارات السياسية والفكرية .
قدم الجلسة الإعلامي محمد سلمان، مشيرا إلى تاريخ هذا المبدع الذي توارث الإبداع من أبيه المعلم والمناضل صانع التحف العائلية .العتابي الذي يزرع البسمات على الوجوه البريئة هو الذي يدرك فن اللعبة في الرسم والخط والكتابة والسياسة ،لا يتوانى في احتلال قلب الكلمة وخاصرة اللغة ومهارة الفرشاة وهندسة التصميم وزهو الألوان ،انه يعرف كيف يحرك خيوط اللعبة على مسرح الحياة الصاخبة .واستذكر العتابي محطات حياته مذ كان في قريته الأولى، حيث تشكيل الوعي المبكر المزدحم بالأسئلة والفضول لمعرفة أي شيء ،أول ما اشار إليه في حديثه عن كتابه وتفصيلاته وأبوابه التي فتحت نوافذ من عشرات السنين عاشت معه من شخوص وأمكنة من ماض وحاضر ربما هي مفتوحة على مديات بعيدة، لكن العديد منها جاء من مسرح الحياة ،هي حاضرة في حياته وقال : إنها تصلح ان تكون روايات وقصصا اذكر منها استدعاء دائرة الأمن في ثمانينات القرن الماضي لوالدي وكنت أرافقه وكان في هذا الاستدعاء الذي بلغنا به بإعدام شقيقي الشهيد – سامي – وكان ذلك تبليغا شفويا ،وحينما اتجهنا إلى الشارع وبلمحة خاطفة لوالدي وجدت أن ظهره قد تقوس .من هذه البدايات المؤلمة كان العتابي يلملم أوجاعه من خلال عيون الحضور وهو يروي قصة ذلك الأب الذي يحمل نعش الخبر للجسد المسجى في دائرة الأمن وهذا إعلان ظل مخفيا عن عائلة حسن العتابي ، حتى حين علمت أمه بهذا الخبر لم تصدق حتى عام 2002 حين فتح الطاغية أبواب السجون ، فقد كانت تعتقد انه سيأتي ،وماتت وهي تحلم به .واسترسل العتابي في ذكرياته عن الغازية والنصر وهما قريتان على ضفاف نهر الغراف حيث يسكن أهله في غرفة طينية واحدة فيها مرسم ومكتبة وأولاد كان فيها حسن العتابي خطاطا وتشكيليا .الغازية حاجب صبية يحيط بها الغراف وكنت أجدها أحلى مدن العالم ،هي مدينة منها عزيز السيد جاسم ومحسن الموسوي ومحمد صبري وطالب القره غولي وحسن العتابي .ثم مر على التاريخ السياسي والإعلامي فذكر جميع من كانوا معه عبر عقود من الزمن المر ،وكانت هناك شهادات عديدة من قبل الحضور منهم حسب الله يحيى والفريد سمعان وحنون مجيد وريسان الخزعلي وبشير حاجم. كانت هناك الكثير من باقات الورد مقدمة من اصدقاء العتابي ولوح الابداع للملتقى قدمه الشاعر الفريد سمعان.
الغازية.. حاجب صبية يحيط بها الغراف
نشر في: 6 مايو, 2012: 07:34 م