 بغداد /احمد عبدربه شهدت المدن العراقية مؤخراً هبوب عواصف رملية من جهات عدة عززت ظاهرة التصحر في مناطق عدة من العراق.ودعا الخبير الاقتصادي ماجد الصوري الى ضرورة القضاء على ظاهرة التصحر عن طريق عمليات التشجير ومكافحة التملح في التربة فضلاً عن الاهتمام بالتنمية الزراعية ضمن برنامج زمني محدد.
وقال الصوري لـ (المدى): ان هذه الظاهرة قديمة حديثة مبيناً انه منذ الخمسينات من القرن المنصرم سعت الحكومات الى وضع خطط متعددة كتشجير الحدود العراقية بحزام اخضر من اجل تلطيف الجو ومنع التصحر لافتاً الى ان الحروب الاخيرة دمرت الكثير من هذه الواحات والمناطق الخضراء في البلد.وأضاف الصوري: ان برنامج التصحر يجب ان يأخذ بنظر الاعتبار ادارة المياه منها بالاضافة الى الاعتناء بالاراضي الزراعية ومكافحة الامراض التي قد تتعرض اليها التربة.من جانبه قال وكيل وزارة الزراعة صبحي الجميلي لـ (المدى): ان الوزارة تسعى الى مكافحة التصحر عن طريق المشاريع الاستثمارية والتشغيلية كتثبيت الكثبان الرملية من خلال تنمية المراعي الطبيعية ونشر الواحات الخضراء واعادة الغطاء النباتي للحد من الزحف الصحراوي مبيناً ان بعض المشاريع مشتركة مع سوريا والاردن كحوض الحماد.واضاف الجميلي: ان العمل جاء بالتنسيق مع وزارتي البيئة والموارد المائية تحت اشراف متخصصين في هذا الجانب.ويذكر ان نسبة الأراضي المتصحرة في غالبية مناطق العراق تبلغ 50% بسبب الإهمال والقطع العشوائي والرعي الجائر وقلة المياه وتدهور الغابات.وكشفت وزارة الزراعة في وقت سابق عن رصد مبالغ مالية لتنفيذ أربعة مشاريع إستراتيجية فيما يتعلق بمكافحة التصحر مشيرة الى ان ذلك يأتي على خلفية استمرار تنامي ظاهرة التصحر في الأراضي الزراعية الأمر الذي دعا إلى وضع آليات علمية للقيام بمشاريع استصلاح الأراضي تأخذ على عاتقها تنفيذ عوامل انخفاض ظاهرة التصحر في الأراضي ذات التقشر السطحي للتربة.ويحذر خبراء في البيئة من ظاهرة التصحر وازدياد العواصف الترابية في العراق، مطالبين الحكومة بوضع خطة إستراتيجية لمعالجة تلك الظاهرة.عن طريق الاهتمام بالغابات والمساحات الخضراء وإقامة الأحزمة الوقائية ذات الأغراض المتعددة، إضافة إلى زيادة المزارع الكبيرة في أطراف المدن ومراكزها"، فضلاً عن توعية المواطن حول أهمية المساحات الخضراء في المدن التي تساعد على تحصين البيئة من مخاطر التصحر.ويعاني العراق في السنوات الأخيرة من ازدياد موجات الجفاف و التصحر في ظل التغيرات المناخية الكونية التي تجتاح الكرة الارضية والتدهور البيئي بجميع مكوناته والاختلال في التنوع الاحيائي وانحباس الامطار في اجزاء واسعة من العالم الى جانب الفيضانات والاعاصير في مناطق اخرى،ويتعرض العراق الى اجواء غريبة تتمثل في موجات من الغبار جراء هبوب عواصف رملية كثيفة جدا تسببها مرتفعات ومنخفضات جوية قادمة من شرق البحر المتوسط والخليج العربي ناتجة عن الاختلال في درجات الحرارة. العواصف الرملية التي كانت تحدث في السابق بشكل محدود وفي مناطق محدودة وفي فصول معينة اصبحت تتكرر وتغطي معظم مناطق العراق الذي لم يشهد مثل هذه العواصف من قبل سواء من ناحية الكم او النوع.