 الناصرية / حسين العاملأثار تزايد حالات الانتحار بين الشباب والفتيات في مدينة الشطرة (45 كم شمال الناصرية) المزيد من القلق بين الأوساط الشعبية، داعين الجهات المعنية إلى الوقوف على دوافع الانتحار ومعالجتها للحد من تلك الظاهرة الآخذة بالتزايد. وقال المواطن محمد علي لـ"المدى": إن الأسابيع الأخيرة شهدت أربع حالات انتحار في قضاء الشطرة بين أوساط الشباب.
وأضاف "كانت آخر تلك الحالات لشابة شنقت نفسها داخل حمام المنزل بعد أن حاولت أسرتها إرغامها على العودة إلى بيت الزوجية إثر خلاف عائلي كان قد حصل بينها وبين أسرة زوجها" على حد قوله.من جانبها، كشفت مصادر مطلعة لوسائل الإعلام المحلية مؤخرا عن تسجيل أربع حالات انتحار في قضاء الشطرة، ونقلت تلك المصادر تفاصيل حالة انتحار ضحيتها صبي يبلغ من العمر 15 عاما، قام بشنق نفسه إثر خلافات أسرية. وأوضح المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، أن الصبي قام بشنق نفسه بواسطة حبل مستخدما أحد أشجار حديقة منزله الواقع في حي الزهراء جنوب المدينة، مشيرا إلى أن الشرطة أرسلت الجثة إلى الطب العدلي لمعرفة أسباب الوفاة الحقيقية وباشرت بالتحقيق الأولي لمعرفة تفاصيل الحادث.وكان قضاء الشطرة قد شهد أربع حالات انتحار خلال الشهر الماضي، إذ سجلت حالتي انتحار منفصلتين، الأولى كانت لشاب في الـ19 من عمره بسبب خلافات أسرية، والثانية لفتاة بنفس العمر، إضافة إلى حالتين أخريين إحداهما لصبي بعمر 11 عاما أقدم على الانتحار في منزل ذويه في إحدى قرى القضاء، والأخرى لفتى بعمر 15 عاما. وتتنوع وسائل الانتحار ما بين استخدام الشنق بالحبال، أو الرمي بالرصاص، أو الحرق، أو الغرق في مياه الأنهر وغيرها من الوسائل الأخرى، ويعزو البعض حالات الانتحار إلى التأثر بالمسلسلات التركية المدبلجة، فيما يرى البعض الآخر أن وراءها دوافع اقتصادية وضغوطا اجتماعية وأسرية.ويرى العديد من المواطنين الذين التقتهم "المدى" أن دوافع الانتحار تعود إلى جملة الأسباب، بينها الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والأمنية غير المستقرة التي أشاعت أجواء قاتمة من اليأس في نفوس الشباب، إذ تتفشى البطالة وترتفع معدلات الفقر وتتضاءل فرص التعيين أمام الشباب عموما والخريجين بشكل خاص.وأشاروا إلى أن الضائقة المالية التي يمر بها الشباب لاسيما المتزوجين منهم تجعلهم عاجزين عن مواجهة الضغوط الحياتية والمتطلبات الأسرية، وبالتالي تدفعهم للانتحار في ظل غياب المعالجات الحكومية الحقيقية لمشكلة البطالة.ولفتوا إلى أن ضعف أداء المؤسسات الصحية والبحثية التي من شأنها أن تعالج حالات ودوافع الانتحار بين شريحة الشباب، هي الأخرى لها دور، مؤكدين لجوء العديد من الشباب والمراهقين إلى تعاطي الحبوب المخدرة بفعل ذلك.ودعا المواطنون إلى الاهتمام بشريحة الشباب عبر تأهيلهم والنهوض بمستوى وعيهم وتأمين فرص العمل المناسبة لهم.وتقدر معدلات الفقر والبطالة في محافظة ذي قار بـ34% بحسب تقرير نشرته وزارة التخطيط والتعاون الإنمائي في نيسان عام 2010، وهي أعلى من معدلات الفقر في عموم العراق بنحو 11%، إذ يبلغ معدل الفقر في عموم البلاد وفق التقرير الذي أعده الجهاز المركزي للإحصاء وتكنولوجيا المعلومات 23%.