بغداد/ وائل نعمة استيقظت العائلة في صباح يوم الأحد لتجد جدولا معلقا على جدران المطبخ. كانت الليلة الأولى والأخيرة التي ينام فيها الجميع ويقررون بالإجماع إنهم في اليوم القادم سيمضون في وضع خطة جديدة للتخلص من الحر والحشرات التي ترافق ارتفاع درجات الحرارة ونهوض قمم النفايات إلى مستويات عالية.اعتذر المراهق -مسؤول المولدة- عن التشغيل الليلي "حصة الكاز المجانية لم توزع بعد"، ويضيف المشغل "لا يمكن أن اترك المولدة تعمل للصباح مقابل 10 آلاف للأمبير الواحد...هذه خسارة كبيرة".
بالمقابل، تؤكد شركة توزيع المنتجات النفطية استعدادها لمواجهة الزيادة المحتملة على المحرقات –كما جاء في بيان للشركة تسلمت "المدى" أمس الأول نسخة منه– وأعلنت الشركة وفق البيان عن توفير مادة زيت الغاز مجانا إلى المولدات الكهربائية الأهلية في المناطق السكنية بكمية 30 لترا لكل (كي في) لمدة أربعة شهور اعتبارا من شهر حزيران المقبل. ولحين حلول الشهر السادس لن ينتظر الأهالي ارتفاع الحرارة، فقد بدأت الاستعدادات المبكرة لمواجهة حر الصيف، فراحت العائلة المكونة من ستة أفراد إلى اعتماد جدول زمني ومقسم حسب الأيام" مريم – الاثنين من الساعة الواحدة فجرا إلى الرابعة صباحا، وليد – من الرابعة صباحا إلى الخامسة...." التوقيتات هي خفارات يقوم بها أفراد الأسرة لمتابعة انقطاع مولدة الشارع، لتشغيل مولدة البيت، ثم إطفاؤها والتحويل إلى الوطنية، ومن ثم العكس. الخفارات المعلنة داخل البيت لا تسمح بالمراوغة –كخفارات الجيش– لان من يحاول التملص من المسؤولية سيقع فريسة الحر واجتماع البعوض على جسده لاسيما وان منطقة العبيدي تعاني من تكسد النفايات وطفح المجاري، وهي بيئة صحية لانتشار الحشرات، ولكن هذا لا يمنع أن يتشاجر الإخوان في المنزل لتغيير مواعيد الخفارات.العراقيون اعتادوا منذ تسع سنوات على الأقل في بغداد، في حين المحافظات تعاني أزمة في الكهرباء منذ عام 1991،على ابتداع وسائل كثيرة لمواجهة فصل الصيف وانقطاع التيار، أهمها "المهفات" اليدوية، والعاكسات الكهربائية التي تعمل على البطارية، وأنواع المولدات. سرمد عزيز مهندس ميكانيك تخلص من مشكلة تشغيل المولدة بان وضع جهازا للتحويل الأوتوماتيكي بين الكهرباء الوطنية ومولدة الشارع والبيت، ويتابع "عمدت الى شراء مولدة حديثة ومتطورة وتعمل سريعا دون تأخير لأتخلص من الجلوس طوال الليل للتحويل".الوزارة المسؤولة عن توفير تلك الخدمة المفقودة –الكهرباء- تؤكد ومن وقت مبكر من هذا العام بان الصيف الحالي سيشهد ارتفاعا في معدلات التجهيز، ومؤخرا أعلنت الوزارة ان الطاقة المنتجة المستوردة ستتضاعف بغضون الـ 11 شهرا القادمة، على نحو تصاعدي بدءا من الشهر المقبل. وتبلغ الطاقة المنتجة والمستوردة الحالية 6500 ميغاواط، في حين ان العراق يحتاج الى نحو 14 الف ميغاواط لتغطية الطلب.وبحسب بيان للوزارة انه ستبلغ الطاقة في حزيران 7450 ميغاواط، وفي شهر تموز تصل إلى تسعة آلاف ميغاواط، فيما ستكون الطاقة الكهربائية المنتجة والمضافة في شهر آب 9600 ميغاواط".وبحسب البيان فإن الطاقة المنتجة ستتصاعد وتبلغ في شهر ايلول 9800 ميغاواط، وفي شهر تشرين الاول ستصل الى عشرة الاف ميغاواط، في حين تبلغ في شهر تشرين الثاني 10200 ميغاواط، فيما تصل في شهر كانون الاول الى 10400 ميغاواط.فيما كان مفتش وزارة الكهرباء المتهم الآن في قضايا فساد في الوزارة بحسب اعضاء من لجنة الطاقة البرلمانية قد وعد وآخرون قبل وقت طويل من الآن بان الصيف الحالي سيكون "إما، أو" - أسوأ، على حاله-
خفارات عائلية لمتابعة تشغيل المولدة والوطنية ليلاً
نشر في: 6 مايو, 2012: 09:47 م