TOP

جريدة المدى > منوعات وأخيرة > مغامرات المسير إلـى إيفرست

مغامرات المسير إلـى إيفرست

نشر في: 8 مايو, 2012: 07:48 م

 بقلم: سام والاستون ترجمة: عبد الخالق عليفي عام 1921، كان جد سام  احد أعضاء الحملة الأولى التي انطلقت الى إيفرست. بعد تسعة عقود يشارك سام في رحلة  إلى مخيمات جديدة في طريقه الى إيفرست، مرتديا ملابس مرقعة ويشعر بنفس الجمال الذي شعر به جده. يروي سام قصة الرحلة التي شارك فيها إلى إيفرست
  فيقول: لدي بوستر في بيتي بالأسود والأبيض لجبل إيفرست معلق على الجدار في نهاية السلالم، اشتريته من محل في كوفنت غاردن، حتى قبل أن اعرف المصور الذي التقط الصورة. يبدو الجبل في الصورة متباهيا وفخورا بنفسه، وهناك نهر جليدي يملأ الوادي مع مجموعة من الخيام تشكل مخيما صغيرا. يبعد المخيم مسافة عشرين ألف قدم عن إيفرست. ولد جدي عام 1875، ومات  مقتولا، لكن هذه قصة أخرى، كان طبيبا وعالما في الطبيعة شارك في أول حملة إلى جبل إيفرست عام 1921. لم يكن أعضاء الحملة يتوقعون أنهم سيتسلقون الجبل بل كانت حملتهم مجرد حملة استطلاع لا أكثر.في حينها كانت الأمور تختلف كثيرا، فالشباب الذين جاءوا إلى هذا الجزء من العالم  كانوا يعرفون بعضهم من وينشستر و كامبردج، وكانوا مستعدين لمنح أنفسهم إجازة عن العمل لعدة اشهر. جاءوا يرتدون ملابس غير مناسبة من الصوف والتويت، ولديهم آراء مغلوطة عن السكان المحليين الذين كانوا يحملون أمتعتهم. راحوا يتجولون حول الهملايا وهم يدخنون البايب ويجمعون العينات ويطلقون أسماءهم على الأشياء. أما اليوم فالأمور تختلف كثيرا، فيمكن لمن هب ودب من أمثالي أن يأتي الى هنا. أنا لست متسلقا وإنما أسير فقط كما أني جئت الى هنا من الجنوب، من النيبال القريبة من جدي الذي جاء من التبت. في الشهر الماضي دخل عشرة آلاف سائح إلى متنزه (ساغارماثا) الوطني. طريق السابلة الواقع شمال المطار الصغير في (لوكلا) يكتظ  بالمسافرين، انه أشبه بطابور من البشر من مختلف الجنسيات. الفضاء فوقنا يزخر بالمروحيات التي تنقل السيّاح اليابانيين الذين لا يمتلكون الوقت ولا ينوون قطع المسافة سيرا على الأقدام إلى أعلى الوادي، حيث سيقضون ليلة في مشاهدة جبل إيفرست من الفندق وهم يرتدون اسطوانات التنفس وفي الصباح سيلتقطون الصور على سطح الجبل، وغدا ربما سيكونون في بانكوك أو الفلبين. انه مكان تطغي عليه الصور الوطنية الرتيبة والاستياء والملابس البراقة. انه كابوس كوكب وحيد. الوادي هو كل ما تشتهي مشاهدته، فالنهر الجليدي الشبيه بالحليب يعصف بالصخور، وتحت المنحدرات المليئة بالغابات توجد حقول نضرة حيث المزارعون يعملون في أراضيهم وهم غافلون عن الزائرين الذين يرتدون الملابس المرقعة. البيوت جميلة ودواليب الأدعية مصبوغة حديثا وكل شخص تقريبا يحمل هاتفا نقالا. انه ليس مكانا مناسبا لمن يبحث عن الهدوء والسلام. شيء واحد لم يتغير منذ أيام جدي، فأبناء شعب (شيربا) سيحملون  لك أغراضك، من المؤكد انك تستطيع حملها بنفسك لكنك في هذه الحالة لن تساهم في ازدهار الاقتصاد المحلي بالإضافة الى أن عليك أن تحمل رزمة كبيرة على ظهرك. إنها مشكلة بالنسبة لمسافر هذا الزمن حيث عليه أن يختار ما بين ثقل الوزن وثقل الخطيئة. بعض الحمالين يأخذون أجرة بقدر ما يحملون، لذا فإنهم يحملون أمتعة كثيرة ليحصلوا على أجرة أكثر. هناك رجال على الطريق يحملون أثقالا رهيبة وكأنهم ثيران بشرية.إني أشارك الآن في رحلة تنظمها شركة تدعى "الحملات العالمية" تحدد الحمولة التي يحملها الحمالون بثلاثين كيلوغراما، لكني احمل معي أشياء لا تزيد على الثلاثة كيلوغرامات – قنينة ماء وبطانية إضافية وكاميرتي. يا له من إحراج. لن نرتاح في كابينات سكن كثيرة لكننا سنقضي أكثر الليالي في المخيمات الجديدة الدائمة للشركة، مما يعني أننا سنتجنب الكابينات التي يحرقون فيها الخشب،أي أننا سنسافر ونحن مرتاحو البال بالإضافة الى أننا سنتجنب بعض الأماكن المزدحمة – تقع هذه المخيمات في مناطق منعزلة عن طريق السابلة، كما أن الشركة لديها خيم فارهة جميلة مع أسرة نوم وشراشف بالإضافة الى تواليت مركبة لا بأس بها. يا له من ترف، فلدي دليل وطعام ومنام. مجموعتنا تضم ثمانية أشخاص ولدينا 23 شخصا يعتنون بنا. طباخنا، يدعى تيكا لكنه يسمي نفسه السيد يم يم، يطبخ وجبات غير طبيعية – توابل هندية وبيتزا ودجاج ومعجنات جاهزة وحتى كيك الشوكولاتا، كلها تطبخ على طباخ نفطي، لكن مع ذلك فنحن نستخدم روث الثيران للتدفئة. بعد تناول العشاء نلعب الورق مع الشيربا حتى يشتد البرد فندخل في محفظة  الفراش السفري. في الصباح يأتي بي بي ومانترا بالشاي الحار وماء الغسل الدافئ قبل أن نتناول  حساء يم يم. نعبر النهر على جسور عالية مزينة بمناديل الدعوات ثم نصعد عبر غابات منحدرة الى أول مشهد لقمة إيفرست الذي يرتفع لمسافة 8،848 متر. بصراحة أن المنظر مخيب للآمال من هنا، لكن هناك فرص أخرى لنراه بشكل أفضل وأكثر قربا. سوف نفترق عن طريق السابلة و نتوجه إلى مكان يدعى (غوكيو) فيه بعض البحيرات الجميلة وتلال نتسلقها لكي نرى إيفرست بشكل أجمل، نبقى هناك لمدة اثني عشر يوما ثم نعود. قبل كل شيء علينا أن نتأقلم لمدة ليلتين في قرية (نامشي بازار) &a

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

بيت المدى يستذكر شهداء انقلاب شباط الأسود

غادة العاملي: نجاح أي مؤسسة ثقافية يتطلب تخطيطاً مدروساً وأهدافاً واضحة

بيت المدى يؤبن المعماري العراقي الكبير هشام المدفعي

رحيل أسامة منزلجي.. رحلة حياة في ترجمة الأدب العالمي

أزياء وفنون شعبية وثقافة في درب الساعي

مقالات ذات صلة

بيت المدى يستذكر

بيت المدى يستذكر "عبد الكريم قاسم" وذكرى شباط الأسود

 بسام عبد الرزاق اقام بيت المدى في شارع المتنبي، الجمعة الماضية، جلسة استذكارية لمؤسس الجمهورية العراقية "عبد الكريم قاسم وذكرى شباط الأسود" فتحت نقاشا واسعا على المؤثرات التي أدت الى الانقلاب والمحركات التي...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram