اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > المدى تفتح ملف النقد العراقي..الانشغال بالتنظيروراء تخلف النقد عن المنجز الابداعي

المدى تفتح ملف النقد العراقي..الانشغال بالتنظيروراء تخلف النقد عن المنجز الابداعي

نشر في: 8 مايو, 2012: 07:53 م

محمود النمر من مهمات النقد الكبرى متابعة ما هو منجز من إبداعات في جميع المفاصل الثقافية، في الشعر والقص والروي والتشكيل والمسرح والسينما وكل المفاصل المضيئة التي تحمل صفة الإبداع، فيما نرى أن الحركة النقدية الحالية منشغلة بالتنظير من دون ملاحقة المنجز الابداعي المتحقق. طرحنا هذا السؤال على عدد من النقاد كانت لهم وجهات نظر مختلفة ، ربما تكون مقنعة أو عكس ذلك، وستكون لنا وقفة اخرى مع عدد من المبدعين لاستطلاع آرائهم فيما حققه النقد من رصد لمنجزهم الإبداعي قراءة وتقييما .
استسهال التنظيرالناقدة د. نادية غازي العزاوي أوعزت ذلك إلى قصور في فهم مناهج النقد أو الاتكاء على نظريات أخرى، فقالت : لاشك في أن التنظير والتطبيق اتجاهان يتكاملان ، فهما جناحا النقد اللذان ينهضان بالنشاط النقدي.     التنظير يوفَر الأرضية المناسبة بما يثبَت من أسس مرتكزات ومفاهيم وأدوات رصينة بيد الناقد لتوظيفها في قراءة النصوص ونقدها ، التنظير وسيلة والتطبيق هو المحك الحقيقي، وإلا تحولت العملية النقدية إلى ركام من المعلومات المجَردة والمصطلحات والمقولات الصمَاء الخاوية من الحياة ، فنقد النصوص هو الذي يمنح تلك المقولات الحياة الحقيقية ، تماماً كما في المجالات الأخرى تظن النظريات افتراضات ذهنية مجَردة ما لم تخضع للواقع ومشكلاته، للبرهنة على مدى صلاحية ما فيها أو عدم صلاحيته. ما يحدث للأسف منذ عقود هو استسهال التنظير بالاتكاء على كتب معينة وأسماء معينة على أنها (مقولات منزلة) تفرض قسراً على النصوص، بل تلوى أعناق النصوص، لتناسب تلك المقولات، وهذا خلل فكري وعلمي، وسقم منهجي اضعف النقد عندنا ، يدل في أيسر معانيه على غلبة النزعة الاستهلاكية عند الناقد واسترخائه، والذي أدى أحيانا إلى حالة من التعالي على النص المحَي، بل تقاعسه عن متابعة مستجداته، ورصد مساراته بما فيها من تطور أو نكوص، في لحظة تاريخية حرجة نحن بأمس الحاجة فيها إلى تفعيل الثقافة الوطنية: رموزها وإعلامها ومتابعة انجازات أجيالها الجديدة.rnاتهام غير جديدالناقد فاضل ثامر أراد أن يحدد المراحل ويعطيها تسميات خاصة، موعزاً ذلك إلى تسلسل الأجيال وانصباب النقد على كل مرحلة فقال: في الواقع هذا اتهام غير جديد موجه إلى النقد الأدبي العربي بشكل عام والعراقي بشكل اخص، وذلك منذ أن بدأت الاتجاهات الحداثية تشغل مساحة كبيرة من النشاط النقدي العربي والعراقي، وللانشغال بتأسيس المنطلقات النظرية والمناهج الحداثية، لضبط المصطلح النقدي الجديد، وكذلك بالجهد الشخصي، للناقد  العربي والعراقي ، لاختيار محطات أو زوايا نظر نقدية تتفق وتجربته في رصيده النقدي، وهذه الحالة تجلت بشكل خاص ربما في التسعينات وقبل ذلك في الثمانينات، عندما بدأ الانيماك بهذا السيل الهائل، من النظريات النقدية، والمناهج والمصطلحات التي أغرقت الساحة الأدبية، لكن الناقد العربي مع ذلك اخذ يتجاوز هذه المرحلة التي تمثلت بنقل لون من الصدمة التي أذهلت أحيانا الناقد وأشغلته ودفعته أحيانا إلى الانبهار والى الاعتماد على النظريات ومصطلحات نقدية ، لكن هذه الحالة بدأت تستقر أحسن وبشكل أفضل وذلك عندما بدأ الناقد العربي ، يعيد الحساب جيدا ،ويركز على الممارسة النقدية، بدأ تطبيق الكثير من هذه المنهجيات ، والنصوص الروائية، وصدرت العشرات من الكتب الروائية ومن القصة القصيرة وفي مجال الشعر ، وحتى النصوص التراثية ، مثل – ألف ليلة وليلة – وكتاب المغازي – والشعر الجاهلي والعباسي والأموي، فلهذا نجد أن عملية الانبهار في النظرية قد خفتت في الآونة الأخيرة ، ومعظم طبيعة المناهج الحديثة لا تميل إلى تقديم مسوحات – ببلوغرافيا – للمشهد الأدبي أو الشعري أو القصصي أو الروائي وإنما تحاول وهذا الأمر يصدق إلى حد كبير على المشهد النقدي العراقي، إذ لا يمكن أن نتهم الناقد في الوقت الحاضر بعدم التنظير النقدي، لقد تجاوز هذه المرحلة بدرجة كبيرة، وهنالك انشغالات حسية تطبيقية، تتناول النصوص الأدبية المختلفة، لكن كما أشرت سابقا، طبيعة المناهج الحديثة ، لا تميل الى اخذ عينات كبيرة ، وإنما قد يتطلب من الناقد قراءة نص شعري واحد أو قصصي أو روائي ، ومن ثم محاولة تطبيق الكثير من الآليات النقدية الحداثية ، أنا أشعر بأن هنالك أحيانا بعض المنزلقات في هذا الأمر ،إذ يتحول أحيانا النص الشعري او النص الروائي إلى شاهد ، او ما يسمى مثل الشاهد النحوي، يعتبر شاهدا لتطبيق نظرية معينة أو للتأكيد  على سلامة وصحة منهج نقدي محدد ،لهذا يجب أن نعيد النظر في هذا الشيء ،ويجب أن نبدأ من النص أولاً ،ثم نستطيع أن نضيء هذا النص  بمناهج حديثة دونما محاولات للقصر أو محاولات لتضخيم دور الرؤية النقدية على حساب الممارسة النقدية .rnالنقد جزء من الفلسفة وأكد الناقد ياسين النصير: إن النقد العراقي لا يبقى ثابتا على ممارسة نقدية واحدة، في مرحلة الشباب. في مرحلة البدايات النقدية كنا نطالع النصوص ونعاين الكتب ونرى أبعادها وجديدها  وقديمها وعلاقاتها مع الأجيال، وتميز كل كاتب عن كاتب آخر ، هذه المرحلة الآن انتهت بالنسبة للنقاد الذين تجاوزوا مرحلة الشباب، هذه المهمة مهمة الناقد الجديد، مهمة الناقد الصحفي، مهمة الناقد اليومي الذي يتابع، أما مهمتنا بعد التراكم المعرفي ، بعد الترجمات المتنوعة بعد القراءات ال

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram