بعد الانقلاب الدستوري في الدولة العثمانية تتابع الولاة على بغداد ، ومنهم شوكت باشا الذي تولى الولاية في آب 1909 ، وهو مهندس عسكري ، لم تنجح إدارته في بغداد ، إذ كان ضعيف الشخصية ومتردداً في إيجاد الحلول للمشاكل الكبيرة . فشاعت الفوضى وكثر العصيان واضطرب حبل الأمن . ويذكر الكاتب الصحفي إبراهيم صالح شكر في كتابه ( قلم وزير ) أن الأمن في مدينة بغداد مقر الولاية نفسها كان مختلا ، والناس تسمع كل يوم أزيز الرصاص في المعارك بين اللصوص والشرطة .
ولمّا وصلت أخبار بغداد إلى عاصمة الدولة الأستانة ، قررت أن تفعل شيئا ، فعينت رجلا عرف بالحزم والشجاعة ،هو الفريق ناظم باشا . جمعت للوالي الجديد قيادة الجيش مع ولايتي البصرة والموصل وأصبح والي العراق ، ومنح سلطات واسعة لم تكن للولاة قبله . وقبل أن يصل إلى بغداد ، تقدمته الشائعات والأقاويل عن قسوته وحزمه . وفي مثل هذا اليوم من عام 1910 وصل مدينة بغداد الوالي الجديد ناظم باشا ، وجرى له استقبال كبير . لقد شهد عهد هذا الوالي إصلاحات إدارية وأمنية وعمرانية واسعة ، فتذكر الناس عهد مدحت باشا ، حتى سماه البعض ( مدحت زماننا ) . ولعل أهم أعماله هو استتاب الأمن في العراق وتنظيم ولاية بغداد . غير أن وقوعه في غرام فتاة بغدادية تدعى بين الناس ( سارة خاتون ) ، وانتهاز خصومه وحاسديه ذلك حتى تقرر عزله في منتصف آذار 1911 ، ليترك بغداد حزينا ، وتاركا أطيب الأثر فيها .rnرفعة عبد الرزاق محمد
حدث في مثل هذا اليوم: ناظم باشا في بغداد
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 8 مايو, 2012: 08:19 م