هاشم العقابيفي اليوم الذي تلا إعلان الهند بانها امتلكت القنبلة الذرية، كنت في طريقي لبيتي. فتح سائق التاكسي الانكليزي السماعة (سبيكر) ليسألني عن بلدي الأصلي، فاجبته. سكت ثم عاود ليسأل: هل سمعت بان الهند صارت لديها قنبلة نووية؟ نعم سمعت. ألست قلقا؟ كلا. وكيف لا تقلق؟ لان هناك عهودا ومواثيق دولية تحكم العالم في المجال النووي.
لم يعجبه كلامي واخبرني انه لم ينم منذ سماعه الخبر. ولماذا؟ ثم اوضح لي انه يعرف الكثير من الهنود الذي يشاطرونه المهنة كسائقي تاكسيات في لندن. وصار يروي لي كيف انهم لا يمتلكون أنفسهم عند الغضب. واستمر يروي لي تفاصيل كثيرة عن ان احدهم لا يجيد غير الشجار والعراك لأتفه الأسباب. ثم صاح: يا الهي تصور ان هؤلاء ستكون بيدهم قنبلة ممكن ان تدمر العالم. صار صوته أعلى ونبرته ترتجف من الخوف والغضب: أتعرف ماذا يعني ان يكون بيد هندي قنبلة ذرية؟ فهمت انه يقصد ما نعنيه بقولنا "مسودن وبيده فالة"، لكن صعب علي ترجمتها له. واليوم اجد نفسي في حال مثل حال سائق التاكسي او أتعس منه. لم انم ليلتي منذ ان كتبت عمود البارحة عن حث الحكومة العراقيين على اقتناء الأسلحة. وان كان السائق الانكليزي قد افرغ همه بالحديث معي، لم اجد غير صاحبي ابو يوسف أمطره بالأسئلة وأبثه خوفي.قلت له: تصور يا صاحبي ان هناك روضة للأطفال تحيطها بيوت مليئة بالبنادق وشبابيكها مشرعة صوب الروضة. اما تظن ان احتمال إبادة الأطفال قائمة على مدار الساعة؟ثم سالته: بربك، هل سيبعث المالكي أحفاده او بناته وأولاده للسياحة في بلد كل بيت فيه يمتلك بندقية او مسدسا؟ وهل بعد قرار حكومتنا بتسليح الشوارع والبيوت سيأتي سائح واحد للعراق؟ثم تعال يا ابو يوسف: هل حينما يسمع المستثمرون الأجانب بان البنادق والمسدسات بالعراق صارت أكثر من عدد النخيل سيفكرون فعلا بالاستثمار في بلادنا؟ أي أبله هذا الذي سيأتي بعماله ليبلطوا شارعا او يعمروا ساحة تحيطها الأسلحة من كل صوب؟رد علي ابو يوسف وكأنه يرثي حاله وحالي: هوّن على روحك شويه. لا يا صديقي هذه لا يهوّنها السكوت. والحل؟عن الحل سألتني يا صاحبي قبل ان تنام وتتركني في ارقي، فهاك ما فعلت وما انا قادم على فعله: لقد هاتفت مكتب عضو البرلمان البريطاني في منطقتي وحصلت على موعد لمقابلته وسأطير له لاسأله: أهذا الذي جئتمونا به؟ سأخبره ان بلدي على أبواب إبادة جماعية من حكومة فاقدة للأهلية الانسانية والسياسية وعلى بريطانيا تحمل المسؤولية لانها شاركت أمريكا في تنصيب حكومتنا. وسأسأله ايضا: هل تستطيع يا حضرة النائب ان تمشي بشوارع لندن دقيقة واحدة وانت تعلم ان البيوت المحيطة بها معبأة بالرصاص والرشاشات؟وساطلب منه ان يقول لي ما الذي سيفعله هو لو ان حكومته قررت اباحة شتل البنادق في البيوت البريطانية وهي الخالية من الرعب اليومي. سأتوسل إلية ان يعلمني ماذا افعل انا المواطن الذي يحصد الارهاب ارواح ابناء بلده كل يوم والحكومة تنعم بارقى الامتيازات والرواتب والحمايات، ولا تحميهم بل تريد منهم ان يحموا انفسهم.سانتظر الى ان التقيه واعود لكم فلعل هناك ما يمكن فعله قبل ان تقع الفأس بالرأس.
سلاما ياعراق : قبل ان تقع الفاس بالراس
نشر في: 8 مايو, 2012: 08:22 م