شيكاغو/ وكالاتقالت وزيرة الخارجية الأميركية السابقة «مادلين أولبرايت:»أن الحرب الأميركية في العراق أساءت لسمعة الولايات المتحدة واسمها، وأساءت للديمقراطية».
واضافت أولبرايت في حفل توقيع كتابها الجديد، «اقرأوا دبابيسي، حكايات من صندوق مجوهرات دبلوماسية»، إن الديمقراطية «لا يمكن فرضها»، مشيرة إلى إنها «لا تتفق مع الأصوات التي تقول أن دول الشرق الأوسط لن تصبح ديمقراطية»، مؤكدة أن لكل دولة ثقافتها وعاداتها ،وأن الديمقراطية تختلف من دولة لأخرى. وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، التي تبلغ من العمر 72 عاما، « أنا ادعم الديمقراطية في كل مكان، وأعمل في مؤسسة تعمل على دعمها منذ 25 سنة، وكنت سعيدة برحيل صدام حسين، لأنه شخص فظيع، لكن غزو العراق كان كارثة للدبلوماسية الأمريكية، دمرت سمعة الولايات المتحدة، وزادت من قوة إيران، وهو ما يحاول الرئيس الأمريكي باراك أوباما إصلاحه الآن». وأضافت أولبرايت، في حفل التوقيع بمركز شيكاغو الثقافي، وحضره 450 شخصاً، «الديمقراطية عملية مستمرة وتحتاج إلى وقت، وهي لا تعني الانتخابات فقط، بل تحتاج إلى وجود مؤسسات ومعارضة قوية ومجتمع مدني، وإعلاء حكم القانون، والديمقراطية والحرية شيء واحد من وجهة نظري». وتابعت، «إن الرئيس الأمريكي غزا العراق لتحقيق الديمقراطية، وليجعل العراق نموذجا لدول الشرق الأوسط، لكن العراق لم يصبح نموذجاً للديمقراطية، ولا أعتقد ان هناك حاكماً يريد لبلده أن يكون مثله». وتحدثت أولبرايت في اللقاء عن كتابها وعن سبب ارتباط اسمها بالدبابيس التي كانت ترتديها في كل لقاءاتها، وقالت «أنا أحب المجوهرات وأرتديها باستمرار ولم يخطر لي استخدامها لإيصال رسالة معينة، حتى أصبحت سفيرة للولايات المتحدة في الأمم المتحدة، وكنت المرأة الوحيدة هناك، وبعد حرب الخليج الأولى كان مطلوب مني أن أقول أشياء سيئة عن صدام كان يستحقها، فوصفتني الصحف العراقية بانني ثعبان لا مثيل له، وكان في صندوقي دبوس على شكل ثعبان فقررت ارتداءه في كل لقاءاتي مع العراقيين أو حديثي عنهم، ولاحظت الصحافة ذلك». وأشارت الى أن الناس أصبحت تراقب الدبابيس التي ترتديها للتعرف على حالاتها، فلو ارتدت خنفساء أو فراشة يعرف الجميع ان مزاجها جيد، ولو ارتدت عقرب او دبور عرفوا أن مزاجها سيئ». وقالت انها ارتدت في احد لقاءاتها والرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات دبوس على شكل نحلة، فأهداها عرفات دبوسا على شكل فراشة.وأشارت أولبرايت إلى أن علاقة الولايات المتحدة بإيران، «معقدة» منذ أيام الشاه، وقالت إن العقوبات «لا تحقق سوى القليل من النتائج، ومن الأفضل أن تقدم واشنطن إشارات إيجابية لطهران»، مؤكدة اتفاقها مع أسلوب أوباما الذي «يدعو فيه للحديث مع العدو». وقالت «إن العلاقات مع إيران يجب أن تتم في طريقين: الأول دبلوماسي إيجابي، والطريق الثاني وهو التهديد بالعقوبات ويتم اللجوء إليه في حالة عدم تعاونها مع المجتمع الدولي فيما يتعلق ببرنامجها النووي،» مشيرة إلى أن «واشنطن عندما تظهر قربها من أحدى الشخصيات الإيرانية تقلل من شعبيته داخل بلده، وهذا ما حدث لخاتمي»، على حد قولها. وتابعت: «لو أتيحت لي فرصة لقاء الرئيس الإيراني الحالي أحمدي نجاد فسأرتدي دبوساً من تصميم زوجة وزير الدفاع الأمريكي ويليام كولين، وهو عبارة عن حمامة ونسر معا ،حيث ان علاقة الولايات المتحدة وايران بها شقان: السلام لو تعاونت طهران، والقسوة لو رفضت»، مشيرة الى أنها سترتدي بدلة خضراء في اللقاء لدعم المعارضين للانتخابات الايرانية الأخيرة، لتكون بذلك رسالة سياسية كاملة» على حد تعبيرها.
مادلين أولبرايت: حرب العراق «كارثة» دمرت سمعة واشنطن
نشر في: 12 أكتوبر, 2009: 07:51 م