 بغداد / المدىأوصى المؤتمر التاسع للحزب الشيوعي العراقي، بضرورة الإسراع بعملية الإصلاح على أساس استبعاد نهج المحاصصة والاعتماد على النزاهة والكفاءة والفاعلية، داعيا إلى الاهتمام بذوي الخبرة والاختصاص وشريحة الشباب والنساء.المؤتمر الذي أفتتح يوم أمس في حفل اقيم على إحدى قاعات فندق عشتار شيراتون وسط بغداد،
حضره نائب رئيس الوزراء روز نوري شاويس، ومستشار رئيس الجمهورية، وعدد من أعضاء مجلس النواب، وجمع غفير من قيادات وكوادر الحزب، وحضرته "المدى"، افتتحه عضو المكتب السياسي للحزب مفيد الجزائري بمقطع من قصيدة الشاعر محمد مهدي الجواهري: سلام على هضبات العراق وشطيه والجرف والمنحنى.rnالجزائري استهل كلمة الترحيب بالإشادة بتضحيات الحزب الشيوعي وشهدائه قائلا: "سلاما على الشهداء الذين فدوا بدمائهم العراق، ومهدوا الطريق للتحرر من الدكتاتورية"، قبل أن يقف الحضور دقيقة صمت على أرواح شهداء العراق والحزب الشيوعي.تلت ذلك كلمة سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي حميد مجيد موسى، محييا الحضور وضيوف المؤتمر وكوادر الحزب، بالقول: "مرحبا بكم وأنتم تشاركوننا تكريم هذه المناسبة الهامة في حياة الحزب الشيوعي العراقي، ليس باعتبارها استحقاقا تنظيميا وقانونيا وحسب، وإنما للأهمية التاريخية للحظة السياسية التي ينعقد فيها المؤتمر، والمتميزة بالحراجة والحساسية والتعقيد".وأضاف "نحن نفتتح أعمال مؤتمرنا، ونؤشر المهام الجليلة التي تواجهنا، ونعقد العزم على مواصلة المسير بجد مع قوى شعبنا الخيرة الأخرى لبناء العراق الجديد الديمقراطي البعيد عن نهج المحاصصة الطائفية الإثنية، عراق المواطنة واحترام كرامة الإنسان وحريته، وحقه في العيش الكريم والتمتع بخيرات ثرواته الوطنية، في أجواء الاستقرار الأمني".وأكد موسى في كلمته على العمل من أجل "عراق بدون بطالة وغلاء وشظف عيش، وخدمات بائسة بلدية وصحية وتعليمية"، مشددا على ضرورة أن يحظى الإنسان العراقي بـ"ضمان اجتماعي لائق، وبوضع نهاية حاسمة للفوضى المؤسساتية  المستشرية، والمتجلية في ضعف أداء الأجهزة التنفيذية والتشريعية والقضائية".وتابع بالقول: إنه لابد من "إصلاح الأوضاع عبر مراجعة تقييمية نقدية لمسار العملية السياسية ومعالجتها، كونها أزمة عميقة استفحلت معالمها وأبعادها في السنة الأخيرة كأزمة نظام وحكم وعلاقات قوى، بما يهدد التعايش السلمي"، محملا جميع القوى "وخاصة المتنفذة منها، وإن المسؤولية الأكبر تقع على من يملك القسط الأوفر في مفاتيح السلطة، ونعني بذلك السلطة التنفيذية وبالذات مجلس الوزراء".ودعا موسى إلى "عدم المبالغة في الإنجازات الأمنية، إذ ما زال المواطنون في العديد من المحافظات يتعرضون للعمليات الإرهابية"، مشددا في الوقت نفسه على محاربة الفساد والمفسدين الذين وصفهم بـ"حلفاء الإرهاب الطبيعيين وسارقي أموال الشعب".وأكد سكرتير الحزب الشيوعي على دور الإجراءات الاقتصادية المتمثلة بالتنمية والإعمار والبناء، ومثيلتها الاجتماعية لمكافحة البطالة ووضع حد للفوضى الإدارية وتوفير الخدمات، مطالبا بالأخذ بما تتبناه المدارس الاقتصادية وهو عدم الاعتماد على مصدر واحد لإيرادات الدولة، وهو النفط وضرورة الاهتمام بالقطاعين الصناعي والزراعي لتعزيز التنمية البشرية.ووجه رئيس الجمهورية جلال طالباني، كلمة للمؤتمر قرأها نيابة عنه مستشاره السياسي الدكتور جلال الماشطة، وجاء فيها "من صميم قلب صديق مخلص، أهنئكم تهنئة حارة لمناسبة انعقاد المؤتمر الوطني التاسع لحزبكم المناضل، الحزب الذي لم تهن يوماً عزائمه في مسيرته الكفاحية ضد الاستبداد والطغيان، وفي نضاله المتواصل من أجل حرية الوطن وسعادة الشعب وإشاعة وترسيخ الديمقراطية والعدالة الاجتماعية بين أبناء الشعب كافة، وتأمين الحقوق وضمان العدل والمساواة لجميع مكوناته، والتصدي لمظاهر التعصب والطائفية والاستئثار والهيمنة".وأشار رئيس الجمهورية في كلمته "لقد كان تأسيس الحزب الشيوعي العراقي قبل ثمانية وسبعين عاماً إيذانا بظهور فصيل يساري طليعي متجذر الوطنية، حاملٍ لهموم الكادحين في الوطن، وفي الوقت ذاته مدرك للوشائج الوثيقة التي تربط قضايا المحرومين والمضطهدين في المنطقة وفي العالم ومنفتح على الرؤى والأفكار التقدمية".ولفت إلى أن الحزب بتضحياته "اكتسب شعبية واسعة واحتراماً كبيراً لدى أبناء الشعب كافة ولدى القوى والأحزاب السياسية داخل العراق وخارجه، واضطلع بدور مهم في توحيد صفوف القوى المعارضة للنظام الصدامي الجائر والتصدي له من خلال الكفاح الميداني أو العمل السياسي والإعلامي"، مضيفا "وبعد سقوط الدكتاتورية ساهم الحزب الشيوعي مساهمة فعالة في وضع الأفكار واللبنات الأولى لبناء العراق الديمقراطي التعددي الاتحادي".واختتم رئيس الجمهورية كلمته متمنيا "أن تسفر أعمال المؤتمر عن ترسيخ دور حزبكم كقوة وطنية أساسية وان يظل كما عهدناه دوماً حاملاً لمشعل الحرية والديمقراطية والتقدم".بدوره هنأ نائب رئيس الوزراء روز نوري شاويس الحزب الشيوعي بعقد