قيس قاسم العجرش السابع من أيار خصصه عدد من الناشطين السعوديين كي يكون يوماً لـ"الليبرالية" في المملكة التي تغلي بهدوء غير مسبوق.هؤلاء الناشطون عبر عنهم أحد الكتاب العرب تقييماً لنشاطهم بأنهم كمنْ يحاول أن يبني مسجداً إسلامياً وسط دولة الفاتيكان التي تبلغ مساحتها كيلومترا مربعا واحدا فقط أو أكثر بقليل.خطوة هؤلاء تأتي بعد أن نظمت السعودية جهداً سياسياً ومالياً وإعلامياً وقائياً غير مسبوق من أجل الوقاية من تأثيرات فيروس الربيع العربي .
وأول ما أشره هؤلاء الناشطون أن الاستمرار في القول بأن "أداة خفية" تقف وراء حركة الشعوب وتململها من حكوماتها القهرية التاريخية، إنما يعبر عن قصور في فهم تفاعل الناس مع التكنولوجيا وروح الواقع الافتراضي على الإنترنيت .صحيح أن هذا الواقع هو فضاء افتراضي إلا أن أعداءه وضحاياه هم أناس حقيقيون، فالحكومات التي لم تستوعب التغيير كانت حكومات حقيقية لها أجهزة مخابرات وأمن وحمايات وأموال وسلطان وحصة من ظل الله على الأرض.لكنها سقطت لأن الاستيعاب مازال قاصراً عن فهم الآليات التي اكتشفت نقطة السر وكلمة فتح المغارة.يعلم المشتغلون في الفضاء الافتراضي على شبكة الإنترنيت أن الحجب والحواجز تنهار بسهولة حين تكتشف كلمة السر"الباسوورد"، والذي حصل إن الكلمة تم اكتشافها من غير أن تحدد جهة ما امتلاكها أو استعمالها فصار الأمر الى ما هو عليه في مصر وتونس واليمن وليبيا الآن.أما الليبراليون السعوديون فيستحقون وقفة دراسة وروية خاصة كونهم يعملون في وسط هو الأخطر من نوعه في هذا المجال لكن لهم أمل (مع خطورة العمل) في أن يتمكنوا من التغيير.إذن، هناك من له أمل في التغيير بالرغم من أي ظلمة تغطي المشهد، هؤلاء ليسوا شهداء أو "انتحاريين" لكن على الطريقة الليبرالية ، لكنهم اكتشفوا "باسوورد "مكنهم من التواصل مع الناس فأصبح لهم مدى للعمل معه أمل ومعه تصور واقعي تماماً لا يغرد في الأمنيات قدر تفهمه لهموم المجتمع وممكنات النظام الاستبدادي الثيوقراطي الحال بينهم بصورة تصور كل العالم معها إنها مطلقة بلا ريب.لكنهم أثبتوا أن هذا التوصيف ليس مطلقاً، بدليل وصول صوتهم الى قطاعات من الشعب السعودي، أي أن من يبحث بهمة وبلا يأس سيتمكن من الصمود بالنهاية ودون خسائر هائلة .هذه "نكزة" الى الذين يتحدثون باسم الليبرالية عندنا في العراق... لعلها تكفي لتحريك الطمي.
تحت الضغط العالي :يوم لليبرالية
نشر في: 8 مايو, 2012: 09:32 م