بغداد / محمود النمر على باب دائرة الفنون التشكيلية صادفته في وزارة الثقافة، فنان يحمل منجزه بتواضع، يجيب على الأسئلة بسهولة ولا يبخل بأي معلومة، يحاول أن يقترب منك بعفوية فنان، يشرح لك ما يدور في نفسه بلا تكلف، حين سألته أجاب بلا تردد، عن كل ما في حقيبتي من أسئلة.
* لنبدأ من آخر محطة؟- أنا مقيم الآن في عمان بالأردن، وكانت زيارتي هذه إلى محافظة بابل لأن هناك إحدى الطالبات قدمت دراسة عن أعمالي لنيل شهادة الماجستير في الفنون التشكيلية، وهي الطالبة الزهراء صلاح عباس وعنوان بحثها "إبراهيم العبدلي الشكل والمضمون" تتمحور الدراسة حول ما تتضمن لوحاتي ومضامينها، وكانت هذه المحطة الأولى التي أنجزتها بعد المجيء إلى بغداد، وعندما سافرت إلى بابل وحضرت مناقشتها، كان حضوري كمستمع خارج دائرة المناقشة لأن هناك من يعنى بذلك.* ما هي مهمتك الآن في بغداد؟- هنالك مشاوير عدة منها حضوري ندوة استذكار الفنان الراحل محمود صبري في وزارة الثقافة – دائرة الفنون التشكيلية – وعندي اعتراضات حول الجو الذي يحيط بهذه الندوة منها– يجب أن تكون هناك لوحات قريبة من المتكلمين والحضور حتى تكون الندوة ذات أبعاد قريبة جدا من الفن والفنان المحتفى به ونحن أمام تجربة كبيرة.* وما هي مشاريعك القادمة؟- عندي جدارية سيراميك قدمتها إلى دائرة الفنون، جسدت فيها معالم مدينة بغداد المهمة، طولها 1,30 سنتيمتر x 1,30 سنتيمتر، وهذه أول مرة اعمل في الخزف، فانا اختصاصي الرسم، لكن أؤمن أن الرسام حين يمسك اللون بالخزف، حسب ظني سوف يؤدي شيئا، ولقد وافقت عليها اللجنة.* ما هو عنوان هذه الجدارية؟- اسمها بغداد وهل هنالك أحلى من اسم بغداد. * كيف تقيّم مستوى الفن التشكيلي في هذه المرحلة؟- الفن الآن في العراق غير مستقر، المفروض ان نرى معارض لكني لم أر حتى الآن معرضا لأي فنان، وذلك بسبب الظروف التي تحيط بنا وبالفنان مما يجعل صعوبة في تكوين معرض فني فيه نوع من الاستقرار أو فيه شيء من التعبير.* أليس الفن أو الأعمال الإبداعية الأخرى هي انعكاسات لما يدور في الواقع حتى وان جاءت بشكل مغاير؟- صحيح، ولكن يجب أن تتوفر له الظروف اللازمة التي تضمن له الديمومة في التواصل مع الجمهور، الآن إذا قام أي فنان بعرض لوحاته، فمن أين يأتي بالجمهور... الآن الجمهور يصعب عليه القدوم إلى المعارض، نحن بحاجة إلى توفير ظرف طبيعي أفضل من هذه الظروف حتى يتمكن المتلقي من الحضور إلى المعارض التشكيلية.* من أي ظرف يهاجر الفنان.. ومن ضمنهم أنت؟- انا ضد الهجرة..... انا في عمان وهذه ليست هجرة!! وانا لا اعتبر الخروج من بلد عربي الى بلد عربي آخر هي هجرة، أنا اعتبر نفسي في وطني.* ولكنها هجرة مهما كثرت اعتباراتها ؟- أريد ان أعيش، انا ربيت أولادي في الأردن، أنا أستاذ جامعي كنت في العراق راتبي ثلاثة آلاف دينار وكانت طبقة البيض 1500 دينار وقد خدمت 17 سنة، وهذا سبب الهجرة الرئيسي، ولكني لم أقف على باب إحدى السفارات الأجنبية... كنت مضطرا إلى ذلك.* لو توفرت لك الظروف ثانية وعدت إلى ارض الوطن؟- لم تتوفر... ولن تتوفر، وأيضا هناك اليد الخبيثة التي كانت تعمل في النظام السابق هي صاحبة سطوة الآن.* إذن البلدان دائما تجلد أبناءها لتهاجر؟- عفوا لا اقدر أن أتكلم أكثر من ذلك.
الفنان التشكيلي إبراهيم العبدلي: البلدان دائما تجلد أبناءها لتهاجر
نشر في: 9 مايو, 2012: 08:13 م