TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > نضال الشعوب الكردية في تركيا وإيران وسوريا وحق تقرير المصير

نضال الشعوب الكردية في تركيا وإيران وسوريا وحق تقرير المصير

نشر في: 9 مايو, 2012: 08:26 م

أ.د.قاسم حسين صالحتوطئةيؤكد باحثون عرب وأجانب تقدميون أن الشعب الكردي من أكبر الشعوب التي بقيت إلى الآن محرومة من كافة حقوقها القومية مع أنه يمتلك مقومات (أمّة) لها الحق في أن تعلن عن نفسها (دولة) في حدود وطنها كردستان.. فكيف السبيل ومعوقات تحقيق هذا الهدف لا تكمن في كون الشعب الكردي مجزءا بين أربع دول بأنظمة سياسية مختلفة،
بل وداخل الشعب الكردي نفسه وحركاته السياسية؟استهلال موجزإذا استثنينا نضال الشعب الكردي ضد الهيمنتين العثمانية والفارسية في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر ، وانتفاضاتهم ضد السلطات الحاكمة آنذاك والصراع بين العشائر الكردية ، فإن معاهدتي سيفر(1920)التي انحازت فيها الدول الكبرى لصالح جمهورية تركيا الكمالية ، ولوزان (1923) التي تغاضت عن الكرد وحقوقهم ، تعدّان بداية ظهور القضية الكردية بشكل جديد على مسرح الأحداث في المنطقة بوصفها تشكل مصدر قلق وخطر جدي على أربع دول تتوزعها (تركيا، إيران، العراق، سوريا) ولتفردها بموقع جيوسياسي استراتيجي واقتصادي متميز. غير أنها ظلت مهمشة إلى عام 1991 الذي أصدر فيه مجلس الأمن الدولي القرار 688 وبه أعاد القضية الكردية إلى المسرح الدولي  في مشهد الأمم المتحدة.لا نريد هنا أن نقدم سردا تاريخيا لنضال الشعب الكردي لاسيما لنخبة عربية شاركت هذا الشعب ميدانيا في نضاله الذي استمر قرونا، وعالجت قضيته بفكر إنساني تقدمي بقدر ما نريد تحديد معالم هذه القضية في حاضرها لنساعد على رسم خارطة طريق لمستقبلها.. في وضع معقد ومأزوم بإشكاليات نلتقط منها أربعا:الأولى: أن كرد تركيا يمثلون الحجم الأكبر من الشعب الكردي(أكثر من النصف) وأنه ما يزال يعيش المرحلة التي عاشها كرد العراق قبل خمسين سنة، وتوصف نشاطاته المسلحة بأنها إرهابية.الثانية: أن إقليم كردستان العراق صار يمتلك كل مقومات الدولة التي لا يعوزها سوى الإعلان عن نفسها، وأن الشعب الكردي في الدول المجاورة يتطلع إليه في تحقيق حلم قيام الدولة الكردية، غير انه يعاني من إشكاليتين: كردية- كردية بين حلّ مسلح يتبناه الكرد في تركيا وإيران وحلّ سلمي تتبناه سلطة الإقليم، وكردية عربية بين بغداد واربيل.. فضلا عن حركات سياسية كردية داخل الإقليم وخارجه ترى أن الاتجاه العشائري هو  الغالب على حكومة الإقليم.الثالثة: هنالك حركات سياسية كردية تتوزع بين قومية وليبرالية وماركسية وإسلامية.. تحكمها صراعات إيديولوجية وعشائرية، فضلا عن فصائل كردية تستميلها وتغدق عليها ماديا أنظمة حكم لا تعترف بالحقوق القومية المشروعة للشعب الكردي.والرابعة: أن الدول الكبرى صارت معنية بالقضية الكردية، وان مواقفها منها يحددها صراع المصالح على منطقة غنية بثرواتها وبموقعها الاستراتيجي الدولي المميز.ومع ذلك علينا أن ننطلق من حقيقة أن حق تقرير المصير للشعوب صار مسلمة ومسألة وقت بعد انهيار الاتحاد السوفياتي والتوحد الأوربي وربيع ثورات العرب وانتشار شبكات التواصل الاجتماعي والثقافي عبر العالم بين جيل الشباب الذي غزت ثقافته الجديدة مساحات واسعة كانت تحتلها ثقافة الكبار .لنرجئ مناقشة هذه الإشكاليات ولنستحضر شيئا من الماضي بما يلقي الضوء على الحاضر.أنموذج سلطة في مقاومة حق تقرير المصيرنشبت بين الحربين العالميتين الأولى والثانية، في كردستان الإيرانية عدة انتفاضات، أبرزها ثورة إسماعيل سيمكو (1912). وفي عام 1925 أصبح رضا خان شاهاً على ايران فطبّق سياسة التحكّم بجميع الأقليات وصهرهم بمن في ذلك الكرد، وقام بحملة عسكرية قضت على سيمكو بعد معارك دامية اضطرته للجوء إلى العراق (راوندوز)، وظل يقاتل إلى ان دعي في 21 يونيو 1930 الى مدينة شنو للتفاوض مع ممثل القوات الإيرانية، الذي دبر أمر مقتله، ومثل اغتيالات الغدر هذه حدثت في العراق ضد قيادات كردية.وفي عام 1931، اندلعت انتفاضة جعفر سلطان. وتم القضاء عليها بقسوة، الأمر الذي اضطر ممثل كردستان في البرلمان الإيراني إلى القول بأنه ليس ثمة مشكله في إيران، وان الكرد يعتبرون انفسهم إيرانيين ولا يفكرون إلا بإيران.(حدث مثل هذا في عراق السبعينيات). وحرم الأكراد من كافة حقوقهم القومية، بما فيها منع استعمال اللغة الكردية، وعدم السماح لهم بارتداء أزيائهم القومية.وفي يناير عام 1945 اعلنت "جمهورية مهاباد" اثر دخول قوات الحلفاء إيران، وإسقاط حكم الشاه رضا، وتنصيب ابنه محمد رضا.وبتأسيس الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني في 15 آب 1945 يعلن للمرة الاولى: برنامج تضمن في مواده: تحقيق الحرية والحكم الذاتي للشعب الكردي ضمن نطاق الدولة الايرانية، واستعمال اللغة الكردية في التعليم، وتحسين الاوضاع الاقتصادية.ومع ان الحكم الكردي في مهاباد لم يستمر سوى عشرة اشهر، فإنه تحققت في هذه المدة القصيرة فوائد مهمة للشعب الكردي، اذ اصبحت اللغة الكردية اللغة الرسمية، وازدادت الجرائد والكتب باللغة الكردية، وتولى الكرد الوظائف المهمة التي كان يشغلها الفرس فضلا عن اصلاحات زراعية وثقافية .ومع ان زعيمها قاضي محمد الذي وصفه روزفلت بأنه رجل ذو معتقدات راسخة مع شجاعة نادرة وتضحية عظيمة واسعة واعتدال في التفكير، وان جلّ مطالبه هو الحكم الذاتي، فإن الجيش الايراني قضى على حكومة قاضي، وأعدم مع اخيه صادر قاضي ع

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram