علاء حسن في حي الشعلة بجانب الكرخ من بغداد، سكن المنتسب لشرطة السكك "رشاش ورور زناد" نهاية عقد الستينات، فأثار اسمه استغراب الجيران. وبطيبة أبناء مدينته البصرة التي قدم منها بحثاً عن فرصة عمل في العاصمة، كان يرد المعترضين على اسمه بابتسامة عريضة، ويؤكد لهم انه رجل مسالم لا يحمل السلاح، ويحتفظ في داخل بيته المتواضع بمكوار جده المشارك في ثورة العشرين، كجزء من ارث الأسرة.
أصبح اسم الرجل علامة دالة في الشعلة، ووقتذاك كثيرا ما كان يردد أبناء الحي عبارات معينة بقرب بيت رشاش ورور أو خلفه أو بجواره. ومع مرور الزمن وبعد اتساع الحي وإحالة رشاش للتقاعد، انتقل هو إلى منطقة أخرى، وربما تعرض فيها إلى ذات التساؤلات حول" الاسم المسلح". قبل أيام أعلنت الحكومة عن أنها اتخذت قرارا يسمح بحيازة قطعة سلاح في المنزل شريطة تسجيلها في مركز الشرطة، وأثار القرار التساؤلات، فضلا عن المخاوف المشروعة من عجز الأجهزة الأمنية عن حفظ امن المواطنين واحتمال عودة أيام العنف الطائفي، ولاسيما أن البلاد تشهد ومنذ نهاية العام الماضي أزمة سياسية ذات أبعاد متشعبة، تكشف عن عمق الخلاف بين الأطراف المشاركة في الحكومة.قبل عشرات السنين كان العراقيون يعبرون عن دهشتهم واستغرابهم وربما انزعاجهم من حمل الأشخاص أسماء ورور ورشاش وبرنو، وكان الاستغراب لا يصل إلى القلق وإثارة المخاوف، لان الجميع يتمتعون باستتباب الأمن، والأسلحة النارية لا تستخدم إلا في مناطق معينة وبنطاق محدود جدا حينما يندلع نزاع عشائري، يحسمه وبجدارة "شرطي خيال" سرعان ما يعود إلى مركز الناحية بعد التأكد من تحقيق الصلح بين المتنازعين، وعودة الهدوء، وإنهاء مظاهر التسلح في المنطقة.قرار الحكومة قوبل باعتراض أعضاء في لجنة الأمن والدفاع النيابية، فوصفوه بأنه تكريس لعسكرة المجتمع محذرين في الوقت نفسه من سوء استخدامه، لأنه باعتقادهم يسهم في إمكانية إشعال فتيل الحرب الأهلية، "يا ستار يا حافظ"، خصوصا أن الاحتقان الطائفي لم تتم معالجته بعد، ومظاهر التهجير والتهديد ما زالت قائمة في بعض أحياء العاصمة بغداد، على الرغم من إعلان المسؤولين أن الخطة الأمنية حققت معجزات كبيرة، بفضل القيادة الحكيمة وفرض سلطة القانون، بالقضاء على المجاميع المسلحة الإرهابية وحصر السلاح بيد الدولة.من المعروف انه عند صدور أي قرار يجري بيان الأسباب الموجبة لإصداره. والسماح بحيازة السلاح سيفتح بأي الاجتهادات والتأويلات، وقد يتساءل البعض: هل الهاون ستين أو الكاتم والغدارة مشمولة بالقرار التاريخي، أم الأمر سيخضع لحين اعتماد تعليمات جديدة؟ وإذا كان رشاش ورور زناد أجاب على تساؤلات أهالي حي الشعلة بابتسامة، هل يستطيع صاحب القرار الحكومي أن يرد على قلق ومخاوف المواطنين من السماح بحيازة الأسلحة، أم ستلجأ الجهات الرسمية لتشكيل لجنة لتوضيح الأسباب الموجبة للقرار؟ ومن الضروري أن يكون رشاش ورور من أعضائها للإفادة من خبرته في إجابة المعترضين على اسمه.
نص ردن :رشاش ورور زناد!
نشر في: 9 مايو, 2012: 09:45 م