البصرة/ ريسان الفهدمنذ سنين تتخبط أم علي بحثا عن مأوى لأطفالها لتجد أخيرا ملاذها في ما سمي بقرية النخيل (الكرفانية)، حيث تتوزع عدة كرفانات على مساحة 26 دونما في قضاء الزبير بمحافظة البصرة، حظيت فيها أم علي بكرفان يتكون من غرفتين وصالة، ومجهز بالخدمات كافة.
الحكومة المحلية في محافظة البصرة وكإجراء مؤقت للتخفيف من أزمة السكن، لجأت إلى فكرة القرية الكرفانية، إذ قال محافظ البصرة الدكتور خلف عبد الصمد لـ"المدى": إن فكرة إنشاء قرية النخيل الكرفانية جاءت لتأمين مساكن للعوائل الفقيرة المتجاوزة على مواقع المشاريع.وبين "أنها أول تجربة إسكانية تنفذها المحافظة في قضاء الزبير، وسنعمل على تعمميها في بقية الأقضية"، مؤكدا أن "الحكومة المحلية تضع أزمة السكن في صدارة أولوياتها، وهي تعد خططا جادة لإنهاء الأزمة وتخفيف الاختناقات في الوحدات السكنية التي تسكنها أكثر من عائلة".وذكر عبد الصمد أن "هناك عدة طرق للقضاء على أزمة السكن بشكل نهائي من خلال السياسات التي اعتمدتها الحكومة المحلية والمتمثلة بتوجيه دوائر البلديات لتوزيع أكبر قدر ممكن من الأراضي السكنية على المواطنين وفق التعليمات الصادرة من وزارة البلديات والأشغال العامة مؤخرا".وأفاد بأن المحافظة شهدت توزيع أكثر من 9000 قطعة أرض سكنية لغاية الآن، وإنشاء مجمعات سكنية عن طريق الاستثمار، مشيرا إلى أنه تم التعاقد مع شركات عدة لبناء أكثر من 30 ألف وحدة سكنية للشهداء والسجناء السياسيين والمهجرين فضلا عن الشرائح الأخرى في مناطق متفرقة من المحافظة، إضافة إلى بناء مدن جديدة خارج التصميم الأساس لمدينة البصرة".وأكد المحافظ أن "البصرة من أكثر المحافظات التي تعاني من مشكلة التجاوز على أملاك وأراضي الدولة إذ يبلغ عدد الوحدات السكنية المتجاوز عليها نحو 44 ألف وحدة، وهذه مشكلة كبيرة إذ أنها تؤدي بالنتيجة إلى التجاوز على شبكات الماء والكهرباء والصرف الصحي والخدمات الأخرى".وأضاف عبد الصمد "اعتمدنا في حل مشكلة التجاوزات محورين، أحدهما يتمثل برفع التجاوزات عن الأبنية التابعة للدوائر الحكومية، والآخر يتمثل في مواصلة تنفيذ مشاريع متوقفة نتيجة البناء العشوائي للمتجاوزين على مواقع العمل، وذلك بعد إخلاء المواقع من المتجاوزين وتوفير السكن الملائم لهم كحل مؤقت وهو القرى الكرفانية".من جانبه، أوضح مدير بلدية الزبير علي عودة منشد لـ"المدى" أن القرية الكرفانية أنشئت على مساحة تقدر بـ26 دونما تحتوي على 300 بيت كرفاني بمساحة 150 مترا مربعا للبيت الواحد وبفترة إنجاز قياسية بلغت 185 يوما، بكلفة 4 مليارات و900 مليون دينار.ولفت إلى أن المشروع يتوافر على جميع الخدمات الأساسية التي يحتاجها المواطن من شبكات الماء والكهرباء والصرف الصحي والطرق، مبينا أن الكرفان الواحد مكون من غرفتي نوم وصالة ومطبخ وحمام ومجهز بخزان للمياه.واختتم حديثه بالقول: إن "المشروع تضمن توفير مياه السقي للمزروعات، إذ أن الحكومة المحلية أولت هذا الجانب أهمية خاصة، وذلك من خلال حفر بئرين ارتوازيين".
البصرة تعالج أزمة السكن بالقرى (الكرفانية)

نشر في: 10 مايو, 2012: 07:10 م