TOP

جريدة المدى > محليات > عمال: يسخرون ممن يرتدي مستلزمات السلامة المهنية

عمال: يسخرون ممن يرتدي مستلزمات السلامة المهنية

نشر في: 11 مايو, 2012: 07:23 م

 بغداد / دعاء آزاد...عدسة / محمود رؤوفاعتاد الشاب ذو البشرة السمراء الذي لم يتجاوز عمره الثامنة عشرة أن يغسل جسده يوميا بمادة البنزين ثم يأتي بقطعة قماش وينظف وجهه بالمادة نفسها، إذ يعمل محمد القادم من محافظة بابل صباغا في أحد مشاريع القطاع الخاص ببغداد،
 لذلك دائما ما ترى ملابسه وبعض أجزاء جسده ملطخة بمختلف أنواع الأصباغ وبما تحتويه أيضا من مواد كيميائية.وبسبب نوعية الأصباغ يضطر محمد للاستحمام بالبنزين لإزالة تلك الأصباغ، ورغم أن موقع العمل غير صحي حيث تنتشر مخلفات العمل من نشارة الخشب والأصباغ والمواد الكيمياوية وغيرها المواد المضرة بالصحة، إلا أن محمد مجبر على المبيت في موقع العمل إذ ليس لديه مكان آخر.ينتقل محمد ببنطاله القصير الـ(شورت) والـ(تي شيرت) حافي القدمين رغم أن موقع العمل لا يخلو من أدوات وأشياء مؤذية، لكونه يخشى على نعله من الاتساخ بالأصباغ، كذلك هو لا يرتدي النظارة الواقية للعينين عند القيام بعمله حتى وإن كان يقوم بطلاء السقوف لذا تحيط بعينيه هالة من الأصباغ.محمد أبدى استغرابه عند سؤاله عن سبب عدم ارتدائه بدلة العمل ومستلزمات السلامة المهنية، وقال: "اعتدت العمل هكذا، ومن يرتدي البدلة أو الخوذة أو النظارات أو الحذاء العمل وغير ذلك سيكون موضع سخرية من زملائه".أما عن الفحوصات الطبية الدورية للعمال والتي دائما ما تقول عنها وزارة الصحة إنها ضرورية لسلامة العمال فيؤكد محمد لـ"المدى" أنه لم يسمع عنها.rnالثقافة الاجتماعيةولا يختلف الحال لدى علي عامل تركيب الزجاج الذي لا يخلو جزء في ذراعيه وكفيه من إصابة، إذ لا يرغب هو الآخر بارتداء بدلة القفازات ومستلزمات السلامة المهنية، فهو يعتبرها عائقا لحركته، كما أنها لا تتلاءم مع درجات الحرارة المرتفعة صيفا، وبرغم تيقنه أن الدولة ونقابة العمال لا تهتمان به وبسلامته - حسب قوله - ، إلا أنه مصرّ على عدم ارتدائه مستلزمات السلامة.وأضاف لـ"المدى" أنه يعمل في هذه المهنة منذ أكثر من 20 عاما "ولم يحاسبنا أحد لعدم ارتدائنا مستلزمات السلامة، ولم تجر لنا أي فحوصات طبية، ومن يصاب بالأذى يتحمل مسؤولية نفسه".علي الذي أبدى رفضا قاطعا لارتداء مستلزمات السلامة المهنية، شدد في الوقت نفسه على أن إصدار قانون بهذا الصدد سيجبر الجميع على ارتدائها، منبها إلى أن حالهم كحال سائقي المركبات الذين أجبروا على ارتداء حزام الأمان، مبينا "القانون سيجبر الجميع على الالتزام وبذلك لن نتعرض للسخرية من قبل زملاء العمل".وعلى مقربة منه يقف أكرم العامل اللبناني المسؤول عن الصيانة وتدريب العمال على الاستخدام الأمثل لأدوات العمل في المشروع نفسه، ويتميز أكرم بارتدائه مستلزمات السلامة المهنية، فضلا عن اطلاعه الواسع على طبيعة المواد والأدوات التي يتعامل معها، وهذا ما جعله موضع إعجاب زملائه العمال والمهندس المسؤول عن المشروع.وفي حديثه لـ"المدى" أوضح أكرم "أنا ارتدي الكمامة بشكل مستمر لأن عملي يتطلب التعامل مع نشارة الخشب والأصباغ وما تحتويه من مواد كيميائية، وكلاهما تضرّان بالجهاز التنفسي وكذلك العينين والأنف"، مضيفا "لديّ قفازات خاصة بكل عمل لأن أغلب المواد التي أعمل بها تضرّ الكفين". ولا يعاني أكرم  أي مرض أو إصابة عمل وذلك لخبرته في كيفية استخدام أدوات العمل إذ اكتسب خبرته من خلال الدورات والمحاضرات التي تقدمها الشركات في لبنان للعمال عن الصحة والسلامة المهنية.دور ربّ العملفيما استذكر الحداد ياسين عمله مع شركة في محافظة السليمانية بالقول: "كان رب العمل يلزمنا بارتداء البدلة ومستلزمات السلامة المهنية الأخرى، وإذ خالفنا ذلك نتعرض للعقاب ودائما ما كان يشعرنا بأنه يهتم بصحتنا أكثر من اهتمامه بالعمل، ففي الكثير من الأحيان جنبتني بدلة السلامة المهنية الإصابات. أما شاكر المسؤول عن عمال الحجر والمرمر والذي لم يكن هو الآخر يرتدي ملابس العمل لأنها تعيقه إذ اعتاد العمل بدونها بحسب قوله. وأوضح لـ"المدى" أنه "قبل أيام أصيب أحد العمال بآلة (الكوسرة) وسبب ذلك أننا نرفع الغطاء الواقي المستخدم في هذه الآلة لكي نتمكن من رؤية الجحر أثناء تقطيعه".أما المهندس أحمد إبراهيم فيشير في حديثه لـ"المدى" إلى أن أغلب العمال من الأميين "كما أنهم يجهلون حقوقهم ولا ينتمون إلى النقابات العمالية لتعرفهم بحقوقهم وتشرح لهم طرق الوقاية من مخاطر العمل، وتقدم لهم معلومات عن طبيعة المواد التي يتعاملون معها، فضلا عن عدم وجود جهات رقابية تتابع وترصد مخالفات السلامة المهنية، ولذلك هم غير مدركين لأهمية مستلزمات السلامة المهنية".ويرى إبراهيم أن "الحل يكمن بتشريع قانون يلزم العامل بارتداء مستلزمات السلامة المهنية ويلزم صاحب العمل بتوفيرها إذ هناك الكثير من العمال استغلوا غياب هذا القانون لمطالبة أرباب العمل بالدية العشائرية (الفصل) كتعويض عن الإصابة، بل أن البعض منهم يفتعل الإصابة لهذا الغرض"، على حد قوله.المهندس إبراهيم يعاني  عدم ا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

في عيد المرأة العالمي.. امتعاض نسوي من تعديلات القوانين الأسرية وتحذير من تفاقم
محليات

في عيد المرأة العالمي.. امتعاض نسوي من تعديلات القوانين الأسرية وتحذير من تفاقم "المشكلات العائلية"

 ذي قار / حسين العامل   مع حلول عيد المرأة العالمي اعربت عدد من الناشطات في مجال الدفاع عن حقوق المرأة في ذي قار عن قلقهن من مستقبل تتحكم فيه تشريعات برلمانية تبيح...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram