TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > وإن لم يصدقوا..!

وإن لم يصدقوا..!

نشر في: 11 مايو, 2012: 07:51 م

ماجد موجدأحسب أنه لا خلاف على الفارق بين ما يتأمله الخيال ويزجيه، وبين ما يستكشفه العقل ويسترشد به، ذلك أن الخيال له تصورات قد يكتنفها مانع يعيق تصديقها وتطبيقها أو لا يكون، بينما العقل يعتمد فرضيات وقوانين لها مثال مادي معلوم ومقبول ومحسوس وهو لا يعتد بغير ذلك إلا بحجة أكثر إقناعا،
لكن في أحايين كثيرة تنقصُ مستقبلات الفهم ويقلُّ الإدراك ويتردى الوعي إزاء علمٍ جديدٍ يكتشفه عقل وإن كان ذلك العلم تبدو فكرته الأولى وكأنها من معطيات التخيل، غير أنها واضحة بمدلولاتها وحججها وهي ليست أكثر غرابة من غيرها، أعني تلك الأفكار التي كانت عصية على تصديق أن تكون حقيقة ملموسة لكنها تحولت إلى واقع وصار استعمال مادتها هيناً وماتت دهشتنا إزاءها.ثمة خبراء متخصصون في مشاغل فسلجة علم لنفس أيقنوا أن كل مكتسبات الإنسان من ثقافة وأخلاق ومعتقدات تتحول إلى إنزيمات كيميائية في نواح الدماغ، ما يعني انه من الممكن التحكم بهذه الإنزيمات، أي التعامل مع مكوناتها وتغييرها أو إبدالها، وأعرف أن الكثيرين لن يفهموا أو لا يريدوا أن يفهموا ويصدقوا منجزات علمية جبارة يتبارى إليها أناس كل غايتهم معرفة حقيقة وجودنا والكشف عن أسرار هذا الوجود، بما هو حولنا أو في أنفسنا، بعيدا عما يتلذذ به كهنة الأساطير والأوهام الذين ظلوا يحكمون سيطرتهم على عقل الجنس البشري منذ ذلك السؤال الذي أطلقه إنسان البرية وهو يردده مرعوباً.. من أنا؟حالَ من لا يحفل أو لا يصدق المكتشفاتِ العلميةَ وقوانينها المنطقية مهما بلغت من غرابة، حال ذلك الروزخون مدعي العلم بالدين الذي أفتى بفتوى تدعو إلى السخرية والضحك عندما قال: إن أولئك الذين نزلوا على سطح القمر إنما هم في الحقيقة نزلوا على ظهر إبليس بعد أن انتفخ على شكل بالون ليوهمهم انه القمر.لا تلتفت الحقيقة العلمية المبنية على الحجج والبراهين إلى من يؤمن أو يجدف بها ولا تستعطي مجدها وأهميتها، ذلك أنها حقيقة واقعة تدركها البصيرة ويراها البصر، ولكن للتذكير فقط أقول إن كان ثمة من هو مندهش ومستغرب ولا يريد أن يصدق انه بالإمكان رفع إنزيم كيميائي من الدماغ مليء بالكراهية وإبداله بآخر مفعم بالحب، فعليه أن يتذكر أننا لم نكن نصدق على الإطلاق انه من الممكن رفع قلب عاجز وإبداله بآخر مصنوع من البلاستك والمعادن، إلا أن ذلك تحقق وصار الأمر بدهياً ولا يثير الدهشة على الرغم من أن هذا الابتكار العلمي الكبير قد ضرب في عرض الجدران والسقوف ودحض كل تلك الأدبيات في العرف والعقيدة التي جعلتنا نتوهم حد الموت أن القلب هو منبع ومركز المشاعر والأحاسيس.لا أريد أن استعرض المنجزات العلمية المهولة التي حدثت خلال المائة سنة الفائتة فهي لا تعد على كل الصعد وكادت تكون معجزات قبل أن تدخل في حيز المشاهدة والاستعمال، ولكني أريد أن اكرر ما قلته سابقا وهو انه ليس ببعيد ذلك اليوم الذي يذهب فيه شخص إلى اقرب مشفى متخصص لإبدال ذكرياته السيئة بأخرى تشعره بالارتياح والفخر، إبدال ذاكرة من كان يبحث عن قوته في النفايات مثلاً بذاكرة ملك أو أمير.. تصور

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

بغداد/ المدى تنطلق فعاليات الدورة الخامسة من معرض العراق الدولي للكتاب، في الفترة (4 – 14 كانون الأول 2024)، على أرض معرض بغداد الدولي.المعرض السنوي الذي تنظمه مؤسسة (المدى) للإعلام والثقافة والفنون، تشارك فيه...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram