علاء حسن عقوبة النوم الانفرادي، لم تصدر من جهة قضائية بحق متهمين أو مدانين بارتكاب جرائم جنائية أو إرهابية، و العقوبة من هذا النوع مصطلح متداول بين الرجال المتزوجين كبار السن، أذعنوا لتلك العقوبة لأسباب تتعلق بعوامل صحية بالدرجة الأولى ونفسية وحتى اقتصادية.
الخاضعون للنوم الانفرادي، ومعظمهم يطلقون الشخير أثناء النوم وصوت شخيرهم يصل إلى البيوت المجاورة وخصوصا في الأحياء الشعبية المكتظة، تقبلوا العقوبة بصدر رحب وروح رياضية، احتراما لمشاعر الزوجات ورغباتهن في الاستغراق بالنوم العميق بعد يوم عمل منزلي شاق يتطلب ساعات من الراحة.النوم الانفرادي ربما يكون عقوبة عراقية بامتياز غير معروفة في مكان آخر، فالرجال من دول العالم المتحضر في إمكانهم معالجة الشخير بسبل ووسائل متوفرة هناك، فضلا عن راحة البال والعيش في أجواء مستقرة سياسيا وامنيا واقتصاديا، وتسخير كل شيء لخدمة عباد الله من سفر وحكومة إلكترونية وضمان اجتماعي وفرص عمل، وفوق كل ذلك طبيعة خلابة خالية من التلوث، وطرق سريعة وشوارع مفتوحة لا وجود للسيطرات فيها، ودور سينما ومسارح ونواد ترفيهية ورياضية. والشخص الذي يعيش في دولة تمتلك كل هذه المواصفات لا يعاني مشاكل صحية أو اضطرابات نفسية، لأنه لا يرى الشرطي إلا في حال حصول حادث سير أو أثناء طلب نجدته ومساعدته. والمسؤولون في تلك الدول يركبون الدراجات الهوائية للمشاركة في حملة الحفاظ على سلامة البيئة من التلوث، شعوب تلك الدول عندما تسمع بعقوبة النوم الانفرادي في العراق المعروف لديهم بامتلاكه ثروة نفطية هائلة، سيراجعون المراكز الصحية لقياس درجة ضغط الدم، لشعورهم بالأسى والأسف لوجود عقوبة النوم الانفرادي في بلد يقال عنه انه كان مهد حضارة قديمة جدا وياخرابي بحسب "أشقائنا المصريين ".الحاج أبو ستار الساكن في حي الحرية منذ كان يعرف باسم مدينة "الهادي" ربما يكون أول عراقي يتعرض لعقوبة النوم الانفرادي، ففي عقد السبعينات كان يمضي ليله في "الهول " بانتظار عودة الأبناء من بارات شارع أبي نؤاس، وفي الثمانينات اعتاد الجلوس بقرب الهاتف الأرضي بانتظار مكالمة من احد زملاء احد أولاده يطمنه إلى أن الهجوم الأخير بعيد عن قاطع العمارة. وفي التسعينات اخذ منه غزو النظام السابق للكويت ما تبقى من عافية، وبعدها واصل عمله في ورشة النجارة مع أبنائه ليوفر المصروف اليومي لأسرته الكبيرة من الأبناء والأحفاد في سنوات فرض العقوبات الاقتصادية، والحصول على الدواء للحاجّة أم ستار المصابة بأمراض مزمنة.نموذج أبو ستار نسخة من ملايين العراقيين المحكومين بالنوم الانفرادي، وتفاصيل حياته تكشف أسباب تلك العقوبة، فالأحداث التي حصلت في العراق منذ عشرات السنين فرضت عقوبات قاسية على أبناء هذا الشعب، فتجرعوها على مضض من اجل أن يعيش الأبناء والأحفاد في أجواء خالية من أية عقوبات لم ترد في كل قوانين العالم إلا في العراق، صاحب مسلة حمورابي.
نص ردن: العقوبة.. نوم انفرادي
نشر في: 11 مايو, 2012: 08:40 م