بغداد/ نورا خالد فرصة عظيمة للمسرح العراقي أن يشارك في مهرجان دولي عن مسرح شكسبير وفي موطن شكسبير مدينة (سترانفورد ايون ايفن)، بهذه الكلمات بدأ الفنان الكبير سامي عبد الحميد حديثه معي عن مشاركة مسرحية (روميو وجوليت في بغداد) في لندن
وأضاف عبد الحميد "كانت الدعوة موجهة من فرقة شكسبير الملكية بواسطة مديرة المهرجان ( ديبرا شو) وقد كلفت المخرج مناضل داود لاختيار نص شكسبيري يُعالج مسرحيا من وجهة نظر عراقية، ولم يجد داود أفضل من نص (روميو وجوليت) ليتوافق مع واقع المجتمع العراقي خصوصا في هذه المرحلة وفي السنوات التي تبعت التغيير"، وعن مضمون المسرحية قال عبد الحميد: تقوم المسرحية على مضمون خلاف بين عائلتين، وبالتالي الوقوف ضد إقامة علاقة بين أبناء هاتين العائلتين، وأراد المخرج والمعد مناضل داود من خلال إعداده لنص شكسبير ببيئة عراقية أن يلقي ضوءا على الصراعات السياسية بين مكونات المجتمع، وقد أكد في عدد من المواقف داخل المسرحية على التنديد بتلك الخلافات والدعوة إلى المصالحة".وعن تفاعل الجمهور مع المسرحية قال لي محدثي: عندما عرضت المسرحية في بغداد استقبلت بحماس لم أكن انا شخصيا أتوقعه وفوجئت أكثر بالاستقبال الحار الذي قوبلت به المسرحية عندما عرضت في لندن لدرجة أن زوجة احد أخواني الانكليزية قالت لي: إن بعض المشاهدين كانوا يبكون خلال العرض. سألته: وبماذا تبرر إعجاب وتفاعل الجمهور مع المسرحية أجاب عبد الحميد: ابرر إعجاب الجمهور أنهم شاهدوا عملا غير مألوف لهم من حيث البيئة والأداء الحيوي والمتوهج للممثلين ومن حيث الموضوعة. كما انه يبدو لي أن مخرج ومعد المسرحية عندما ادخل دورا للإرهاب في تأجيج الصراع الطائفي كان له وقع كبير في نفوسهم، أما العروض المشاركة في المهرجان فأكد عبد الحميد أنهما عرضان أجنبيان فقط هما عرض عراقي وعرض برازيلي وبقية العروض لفرقة شكسبير، وكان العرض العراقي قد استحوذ على اعجاب الجمهور وكان ذلك واضحا من خلال الحشود الجماهيرية التي كانت تنتظرنا عند خروجنا من الباب الخلفي لتلقي علينا التحية وتبدي إعجابها بأدائنا. عدت لأسأل محدثي مرة أخرى، هل تعتبر هذه المسرحية عودة للمسرح العراقي في المحافل الدولية؟ فقال: هذا العرض أعاد للمسرح العراقي هيبته فخلال التسع سنوات الماضية كانت هناك عروض ولكن ليست بهذه الجدة، وأضاف: قد يكون لمن انتقد مضمون المسرحية شيء من الحق ولكن ليس كل الحق، لان نية المخرج والمجموعة سليمة بالتنديد بالخلاف الطائفي والاقتتال من اجل السلطة وما يؤديه هذا الخلاف من كوارث لأبناء الشعب، وفي نهاية اللقاء دعا عبد الحميد الفرقة الوطنية أن تخطط لأعمال كبيرة واسعة وتعمل على أن تكون هناك عروض دائمة ومستمرة.
سامي عبد الحميد: "روميو وجوليت" أعادت للمسرح العراقي هيبته
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 12 مايو, 2012: 07:50 م