وائل نعمة الجديد، المختلف، غير التقليدي، يواجه دوماً بسيل من الانتقادات وأحيانا السخرية، ويحاول البعض أن يصوروا ما جاء به هذا "المختلف" بأنه غير علمي وغير مهني، ويرفض "المخضرمون" الاعتراف بالغلبة وأن هذا الصغير ذا اللون المغاير للأعمال المجترة والمستهلكة التي ما زالوا يدورون بها حول نفس الدائرة المفرغة قد اجتاز بنشاطه وطاقته الشبابية كل الحواجز و"التابوات " المحرمات التي جبلوا عليها.
سياسة تكسير عظم تلك الطاقة الجديدة – الشاب - حرب بلا هوادة تستخدم بها كل الأسلحة المشروعة والمحرمة، ورغم أن محاربيه كسالى وذوو كروش إلا أنهم يقظون جدا من أخطائه، وينقلون تلك الهفوة غير المقصودة بسبب حماسه المفرط بسرعة البرق إلى من يستطيع "خلع العظم" من مكانه.يتصيدون في الماء العكر، وينشرون الشائعات، ويسطرون الأكاذيب، يجندون منافقين موصلين للأخبار كـ"سلك" النحاس الناقل السريع للكهرباء، يقوم هذا المنافق بإرباك "المختلف" وتشويه أفكاره، وإعطائه فكرة بأن ما يفعله غير صحيح ، لأن "الناقل" يدعي حرصه الشديد على مستقبل الشباب وأن لا مصلحة له في نقل الأخبار ، وهو يبطن الحقد ويتمنى ذوبان هذه الطاقة الجديدة كما يذوب الملح في الماء. لماذا؟ دوما نتساءل عن سبب هذه الحرب الضروس؟ لو كنا حريصين على ديمومة العمل فكان من باب أولى أن نترك المجال مفتوحا للقادر على التجديد والتغيير، لا أن نحيط أنفسنا بمجموعة من "التقليديين" المتفاخرين بأنفسهم حد "جنون العظمة"، ولو كنا نسعى وراء التمييز والتقدم، علينا أن نعترف بأن الزمن قد تغير، وأسلوبنا القادم من غابر العصر والأوان لم يعد يفي بالغرض.يقول بروفيسور الكيمياء الأميركي الجنسية والمصري الأصل والحائز على جائزة نوبل في الكيمياء لسنة 1999، لأبحاثه في مجال "الفيمتوثانية" وهو أستاذ الكيمياء والفيزياء في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا احمد زويل "الفرق بيننا وبين الغرب أنهم يبقون وراء الفاشل حتى ينجح ونحن العرب نبقى وراء الناجح حتى يفشل". يبتسم الجميع حين يسقط "المختلف" ويصبح واحداً من ضمن مجموعة الكسالى، حينها سيكتشف خيوط اللعبة التي لفت حوله وربما يتحول بعد ذلك إلى مطرقة لضرب "مختلف" جديد. الغريب أن هؤلاء "الميليشيا " على الرغم من فشلهم وإرجاعهم مضمار عملهم إلى الوراء، فإنهم يحصدون كل الامتيازات ، والإطراء والمكافآت ، فيما كل المصائب وغضب السماء تنزل على رأس الشاب الجديد. أنهم متمرسون في الخدع وحياكة نسيج الأكاذيب التي تصل أحيانا الى الطعن بالشرف ، لاسيما إذا كان "المختلف" فتاة، فإنها الضحية تصبح أسهل.دعونا نترك "العصابة" ونتحدث عن "المختلف" غالبا ما يترك العمل ويهرب بعيدا عن وكر الذئاب، ويبحث عن وسط قريب من طاقته وأفكاره ،وبذلك يصبح إطار المنافسة في جو أكثر مسالمة، أما الذي تجبره الأوضاع على البقاء، فغالبا ما يتحول إلى صورة طبق الأصل، كما يحدث في أفلام الرعب للرجال المستذئبين الذين ينقلون العدوى للضحية بمجرد العض، أو مع مصاصي الدماء ذوي الأنياب الطويلة التي تستقر في رقبة "المختلف"، فيكسبوه عضوا جديدا في "شلة النفاق". ولكم الخيار في البقاء أو الرحيل.
من داخل العراق:تكسيــر العظـــم
نشر في: 12 مايو, 2012: 07:53 م