TOP

جريدة المدى > سينما > الشباب المتسكعون وقود المشاجرات وتخريب الممتلكات

الشباب المتسكعون وقود المشاجرات وتخريب الممتلكات

نشر في: 12 مايو, 2012: 07:53 م

 بغداد/ المدىتسكع الشباب وتجمعهم في النهار وإلى أوقات متأخرة من الليـل في الطرقات العامة وأمام المراكز والمحال التجارية وعلى الأرصفة، ظاهرة جديرة بالاهتمام والبحث، ذلك لأن تجمعهم في مجموعات وشـــلـل، أمر في غــاية الخطورة يستدعي تضاعـف مسؤوليات الأسرة والمجتمع.
فالعديد من المشاحنات والمشاجرات وحوادث المعاكسة والتحرش، إضافة إلى التخريب والجلوس على سيارات وممتلكات الناس، وكذلك تشغيل الأغاني بأصوات عالية، كل ذلك يؤثر على تركيز الناس ويجعلهم في حالة من التوتر والقلق الدائم.بشار تحسين أحد الشباب الذين يقفون متجمعين أمام إحدى البقالات وهم يتمازحون ويتصارخون، يتحدث إلينا مبررا وقوفه وأصدقاءه في وقت متأخر من الليل بأن منطقتهم خالية من الحدائق وصالات الرياضة الخاصة بالشباب لذلك يضطرون للوقوف أمام البقالة.يفسر بشار أن سبب وقوفهم وتجمعهم هو من أجل قضاء وقت فراغهم وذلك بالتسلية وسماع النكات والاستماع إلى الأغاني ومعرفة آخر النغمات والبلوتوث في أجهزة "الموبايل"، متمنياً ومطالباً في الوقت ذاته بتوفير مواقع تجمع للشباب.ولدى استفسارنا عن إذا ما يوجه لهم انتقاد أو اعتراض على وقوفهم وأصواتهم العالية، قال أحيانا نسمع كلاما من الجيران بأنهم لا يوافقون على تصرفاتنا وسلوكنا ووقوفنا هنا خاصة عند ارتفاع أصواتنا واختلافنا.وفي تجمع ثان أمام مجمع تجاري لـ"شلة" من الشباب كما يحلو أن يطلقوا على أنفسهم، وبعد إلقاء التحية وسؤالهم عن سبب وقوفهم أمام المجمع، أجاب الشاب حمزة أنور أنهم يستمتعون في الاستماع إلى هوايات بعضهم البعض، والتحدث عن مواقف تحدث معهم يوميا، إلى جانب تناقل الأحداث الرياضية وأخبار اللاعبين.وعند السؤال إن كان أحد من الجيران يشكو من تجمعهم وأصواتهم، التقط الحديث صديقه رامي علي قائلا : إنهم حريصون على ألا يزعجوا أو يقلقوا راحة الجيران، وإن انتقدهم أحد فإنهم سرعان ما يعتذرون له ويبتعدون عن المكان.وبجانب أحد المجمعات التجارية، شاهدنا مجموعة من الشباب تفترش الرصيف وهم يشربون الشاي والسكائر، سألناهم عن كيفية تجمعهم، فأجاب الشاب طارق عدنان "أننا معتادون المجيء إلى هنا، وإن تأخر أحدنا أو لم يأت فإننا نقوم بالاتصال به وتذكيره بـ"اللمة" بحسب وصفه.وفي أثناء وقوفنا بين مجموعة الشباب لمحنا أحد المجتمعين يتكئ على سيارة واقفة بجانب الرصيف، ولدى ملاحظتنا له أنه قد يلحق الضرر باتكائه على هيكل السيارة، أوضح أنه حريص على عدم إلحاق الضرر بها لأنها لأحد جيرانه وهو لا يسمح لنفسه بأن يؤذي سيارة جاره، على حد رأيه.وحول آراء وموقف أصحاب المحال ومالكي البيوت من هذه الظاهرة، قال عارف فخري صاحب بقالة "نعاني كثيرا من تجمعات الشباب التي تكون بشكل شبه يومي أمام بوابات المحال والمراكز التجارية وعلى الأرصفة، فلا نرى ولا نسمع منهم إلا أقبح أنواع العادات والسلوك والألفاظ البذيئة".ويتابع عارف حديثه : أن وقوف الشباب وتجمعهم كثيرا ما يؤثر على مبيعاتنا وأعمالنا، حيث يمتنع الزبائن خاصة من الفتيات الاقتراب والشراء من محالنا لما يلاقون من مضايقات ومعاكسات مختلفة".أما فؤاد فرحان صاحب بيت فهو الآخر يشكو من تجمعات الشباب أمام منزله، حيث يقول" يتجمهر الشباب أمام منزلي يوميا يعاكسون الفتيات".بدوره يقول استشاري علم النفس والاجتماع علي سعدي معلقا على هذا الموضوع "إن ظاهرة التسكع خطيرة جدا، وتعود أهم أسبابها إلى قلة فرص العمل، وغياب دفء الحوار بين أفراد الأسرة، إضافة إلى تخلي الأب والأم عن سلطتهما، بحجة الانشغال بأمور الحياة وتوفير لقمة العيش"، داعيا إلى فتح أبواب الحوار مع الأبناء بدلا من لجوئهم إلى حوار الأرصفة والشوارع.يصف هذه الظاهرة بالمعمل الذي ينتج الألفاظ السيئة في مجتمعنا، والذي يفرخ الإدمان والانحراف، مطالبا الجهات ذات العلاقة بالعمل الجاد من أجل انتشال الشباب من هذه الظاهرة المشبوهة.يرى سعدي أن الحل من وجهة نظره يكمن في توعية أولياء الأمور بخطورة اللامبالاة التي يقابلون بها تصرفات الأبناء، إلى جانب تفعيل دور وسائل الإعلام التي يجب أن توجه الشباب إلى الأندية الثقافية والرياضية والاجتماعية والاهتمام بها ودعمها وتنميتها، وبذلك يمكن النجاح في تجميع هؤلاء الشباب واستثمار وقتهم وتنمية مهاراتهم ليعملوا عملاً نافعاً يفيدون به أنفسهم ومجتمعهم.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية
سينما

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية

متابعة المدىوديفيد كيث لينش صانع أفلام وفنان تشكيلي وموسيقي وممثل أمريكي. نال استحسانًا لأفلامه، والتي غالبًا ما تتميز بصفاتها السريالية الشبيهة بالأحلام. في مسيرة مهنية امتدت لأكثر من خمسين عامًا، حصل على العديد من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram