TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > ضرورة الشعر

ضرورة الشعر

نشر في: 12 مايو, 2012: 07:58 م

ترجمة/ عادل العامليوم 21 آذار هو يوم الشعر العالمي. لماذا؟ لأن من الضروري تخصيص يوم للاحتفاء بالثروات التي يعطينا إياها الشعر. انظروا من حولكم، فهناك الشعر موجود في كل شيء، من الأغاني التي تستمعون إليها (الكلام عن الهند وليس عنا! ــ المترجم)، إلى جمال الطبيعة، على حد قول ك. سريلاتا في مقاله هذا.
ولقد قال الشاعر الفرنسي تشارلس بودلير "أي إنسان سليم الصحة يمكنه أن يستمر من دون طعام مدةَ يومين، لكن ليس من دون شعر"! أيبدو ذلك مبالغة أو تطرفاً؟ لكن هكذا هم الشعراء لا بد أن يبدو عليهم التطرف، لا بد أن يكذبوا مثل المجانين ولو فقط ليصلوا إلى حقيقة مختلفة. وفي عام 1999، أعلنت اليونسكو 21 آذار يوماً عالمياً للشعر. تريدون أن تعرفوا لماذا؟ لأن بودلير كان مخطئاً. كان يقرص الحقيقة قليلاً! فالناس يمكنهم أن يظلوا من دون شعر ولا يفتقدونه. ليس قليلاً! وليس بالطريقة التي سيفتقدون بها التلفزيون أو الإنترنيت إذا ما غابا عنهم. فأنتم لا تجدون حشوداً من الناس يقفون في طوابير في منتصف الليل ليشتروا كتاب شعر من مكتبة.والحقيقة أن معظم المكتبات لا تموّن الناس بالشعر. فحفنة من الناشرين فقط  الذين ينشرون شعراً. وربما كان ذلك ما دفع روبيرت غريفز لإبداء تلك الملاحظة الانتقادية : " ليس هناك من مال في الشعر، لكن في المقابل، ليس هناك من شعر في المال أيضاً ". ومع هذا يمكن للشعر أن يجعلك غنياً بطرقٍ غير ظاهرة للعيان. ويوم الشعر العالمي طريقة للاحتفاء بالثروات التي يعطينا إياها الشعر. في قديم الزمان، كان الشعراء يغنّون ويتلون قصائدهم. وكان هناك جمهور للشعر، جمهور يتكون من الناس العاديين. و ما كان أحدٌ يشكو من كون الشعر صعباً. أما اليوم، فهناك كثيرون يدّعون أن الشعر أصعب على الفهم من النثر. لكن هل ذلك صحيح؟ إن أغاني بوب ديلان و البيتلز شعر. وأغاني بوليود وكوليود تستند على قصائد من الشعر الغنائي. وأولى ذكرياتنا هي عن قوافي أغاني الأطفال. فأي شيء هي إن لم تكن شعراً؟ ويمكن أن تحصل لك لخبطة مع قصائد إدوارد الفكاهية! وإليك مثال واحد :[ كان هناك شيخٌ له لحية. وهو الذي قال: إنها                                              بالضبط ما كنت أخشى!بومتان ودجاجة، وأربع قبّرات ونِمنمة، أقامت جميعاً أعشاشها في لحيتي! ]والقصيدة الفكاهية من هذا النوع الخماسي limerick قصيدة هُراء ظريفة وهزلية. لكن كتابتها أصعب مما يبدو. وأحد أسباب ذلك أنها تتميز بخطة تقفية دقيقة. أنظر إلى القصيدة الخماسية أعلاه. ستلاحظ ورود “beard”  مرتين و “feared” المنسجمة معها بالقافية. ثم هناك “Hen”  و “Wren” (بمعنى دجاجة و نمنمة على التوالي ــ م) ولهما قافية واحدة. فالقصيدة تتبع قواعد القافية ومع هذا تعطي معنىً مفهوماً بطريقة هازئة!  إن كان الشاعر جيداً سيستخدم القافية بعناية. لكن هل كل القصائد يجب أن تُقفّى؟ لا. فهناك أمور أخرى كثيرة تجعل من القصيدة قصيدة جيدة. فالقصيدة الجيدة لا تحتاج إلى استخدام القافية. والشعر الحر أيضاً. مع هذا فإنه شكلٌ للتعبير له قواعده الخاصة به. وكان الشاعر الأميركي الشهير وُلت ويتمان يكتب شعراً حراً كانت أصداؤه تتردد بقوة لدى قرائه. وأبياته طويلة، وتصريحية  declarative، وجريئة وإيقاعية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

بغداد/ المدى تنطلق فعاليات الدورة الخامسة من معرض العراق الدولي للكتاب، في الفترة (4 – 14 كانون الأول 2024)، على أرض معرض بغداد الدولي.المعرض السنوي الذي تنظمه مؤسسة (المدى) للإعلام والثقافة والفنون، تشارك فيه...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram