TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > مسيحيّو البصرة .. تآكل الأقليات

مسيحيّو البصرة .. تآكل الأقليات

نشر في: 12 مايو, 2012: 08:01 م

عبد الجبار خضير عباستعرضت مجموعة من المسيحيين مؤخراً  في البصرة إلى مداهمات من قبل رجال الأمن بذريعة انتهاكهم القانون، إذ مسكوا بهم بالجرم المشهود، وهم يخزنون دنان الخمر في بيوتهم! علماً، أنهم مرخصون قانوناً.
هذا ما تناقلته وكالات الأنباء .. هنا الخبر يضعنا أمام جملة من التساؤلات ..أولها، ألم يدّع الإخوة في المحافظة ومجلس محافظة البصرة، ومرجعياتهم الحزبية في السلطة المركزية، أنهم متمسكون بالدستور، وأنهم له لحافظون، وهذا ما يصرحون به ليل نهار –عند الحاجة- وهم يتراشقون التهم مع خصومهم السياسيين؟ ألم يدّعوا احترامهم للخصوصية الدينية للمسيحيين والصابئة وغيرهم.. في المناسبات السياسية، والوطنية، والدعايات الانتخابية؟ إذ بفضل هذه الرعاية الاستثنائية، هاجر معظم الصابئة، وما تبقى من المسيحيين سيقضى عليهم بإذن الله عبر سماحتكم الدينية الاستثنائية وإجراءاتكم القانونية جداً. السؤال هنا ما قيمة ما ورد في الفقرة (ج) من الدستور التي تقول: "لا يجوز سن قانونٍ يتعارض مع الحقوق والحريات الأساسية الواردة في هذا الدستور " وفي المادة(15):  "لكل فردٍ الحق في الحياة والأمن والحرية ولا يجوز الحرمان من هذه الحقوق أو تقييدها إلا وفقاً للقانون، وبناءً على قرارٍ صادرٍ من جهةٍ قضائيةٍ مختصة. " يا ترى قانون البصرة ومذكرات التوقيف جرت على وفق أية فتوى؟ ألا تشكل هذه الحالة إهانة كبرى لشريحة الكل يدّعي احترامها وينظر لها بعين المساواة؟! أما كان من الأجدى لحكومة البصرة، التفكير بتحسين أوضاع البصرة المتهالكة ونفض غبار العهد المباد عنها، بتوفير الكهرباء والماء لأهلها، وقد مضى على رحيل  الطاغية أكثر من تسعة أعوام.. وأين كان رجال المحافظة وقواهم الأمنية، وفي الميناء مولدات كهربائية متروكة كلفت الخزينة ملايين الدولارات مهملة منذ أكثر من عامين، وان تشغيلها يكفي البصرة ومحافظات أخرى..، أليس من فروض الدين عليهم التعامل مع ممتلكات الشعب بما يرضي الله الذي يدافعون عنه، وأين هم من ملايين الدولارات التي يبتلعها الفاسدون في المحافظة..وشطارتهم أين اختبأت حين هرب عتاة الإرهابيين من السجن، ولو قامت عشيرة كبيرة بخرق القانون، وقطع الطريق مثلاً، هل ستتعامل معها بهذه الطريقة أم بالتدليس وبوس اللحى؟! ألا يكفي ما تلقاه المسيحيون في عراقهم بلدهم هم سكانه الأصلاء، ليأتي وافد يرسم لهم طريقة عيشهم على وفق ما يرتئيه باسم الدين على الرغم من قراءته الفقهية المفارقة بالزمان والمكان، والدين براء مما يفعلون؟ ألم يقل كتاب الله (لا إكراه في الدين)، و(لست عليهم بمسيطر) ..وغيرها من الآيات؟ ثم أين هذا من قول الإمام علي (ع): (لا تقصروا أولادكم على آدابكم فإنهم خلقوا لزمان غير زمانكم)؟ هل يحتاج تفسير هذا القول إلى ذكاء شديد حتى نعرف دلالته؟، ألم يتقدم الإمام بوعيه على معاصريه بهذه الرؤية الفلسفية والاجتماعية كما يتقدم بالسبق على أهم النظريات السوسيولجية المعاصرة؟، إذ يدعو إلى قراءة جديدة مع الزمن تتوافق مع التحولات والمتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية...، وهو لم يفصله عن وفاة الرسول الأعظم سوى زهاء العشرين عاماً، لماذا لا نقتدي برؤى الإمام وقناعته؟ ثم ألم يذكر الله في محكم كتابه (يَسْأَلُهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ) ، ألا يعني ذلك إن كل شيء في هذا الكون في تحول وتغير مستمرين، وإن الله يغير في هذا العالم كل لحظة، وهذا ما يتسق مع النظريات العلمية التي تقول إن الكون في توسع دائم، ثم أليس المذهب الشيعي يدعو إلى الاجتهاد أي تخطي حالة الجمود وبمعنى آخر ضرورة قراءة الأحداث والمتغيرات..وإصدار الفتاوى على وفق هذه المستجدات؟ أخيراً هل تسعى المحافظة لإزالة ما تبقى من المسيحيين بعد أن تم تفريغها من اليهود وتسفير الكرد الفيلية في الزمن المباد، وانقراض الصابئة بعد التغيير في العام 2003 بعد أن أصابتهم عوامل التعرية والتآكل الدينية المتطرفة؟!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram