TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > سلاما ياعراق : أحلى سهرة

سلاما ياعراق : أحلى سهرة

نشر في: 12 مايو, 2012: 08:51 م

 هاشم العقابياجمل السهرات ما يكون ممتعا ونافعا. ولأنها كذلك صارت من الندرة بحيث غدت حلما. آخر عهدي بهكذا سهرات ربما يعود الى اكثر من ثلاثين عاما. كان ذلك قبل ان أودع العراق في منتصف الثمانينيات صوب المنفى.
 ودعته فودعت معه أشياء جميلة من بينها تلك السهرات المثمرة التي كانت تجمعنا مع اهم مثقفي العراق وشعرائه لحد ان بعضها كانت فوائده  تعادل فائدة قراءة كتاب رصين. كنت أتصور ان تلك الليالي ستعيش بالعراق الى أن أعود له ولها. وعدت بعد التغيير فلم اجد لها أثرا. إنها خيبة من بين خيبات كثيرة.كنا نتوقع ان تعوضنا الفضائيات العراقية التي لم تكن موجودة في أيامنا، عما افتقدناه من تلك السهرات الحوارية، لكنها وللأسف صارت مطابخ للسعار، بحسب وصف الصديق احمد المهنا لها في عموده المهم الذي نشره يوم امس على هذه الصحيفة.وبعد هذا الفراق الطويل منّ علي التلفزيون المصري قبل ليلتين بسهرة من اجمل السهرات. لم تكن حفلة غنائية او فلما او مسلسلا، انما كانت مناظرة سياسية بين مرشحين من مرشحي الرئاسة المصرية الجديدة: الليبرالي عمرو موسى، والإسلامي عبد المنعم ابو الفتوح. لقاء مذهل ومفرح بكل معنى الكلمة. كل شيء فيه كان يشد المشاهد بدءا من تنظيم البرنامج ودقة توزيع الوقت بين المتنافسين وحيادية المقدمين، الى صراحة ووعي وجرأة المرشحين. لا ادري بالضبط ان كنت قضيت ثلاث ساعات او اكثر، لكني لم اشعر بملل او ضجر او بثقل الوقت الذي كان يمر سريعا وكنت أتمنى ان لا ينتهي.يصعب علي ان الخص ما دار بين المتناظرين أو ان اعبر بشكل دقيق عما كنت اشعر به وانا أتابعهما يتحاوران بتحضر وحرص واحترام للشعب الذي ينوي كل منهما ان يكون رئيسه. شيء واحد لا استطيع ان اخفيه وقد عبر عنه صديقي الذي كان يشاركني متابعة المناظرة، عندما صاح بالم صادق اثناء الاستراحة: " جا احنا شبينه؟ ليش ما عدنا هيج سياسيين اوادم؟". اجبته: "شكلك وانت هالمايع وانا من الحركة زهدية". انتهت المناظرة، بعد ان أثارت ببالي أسئلة كثيرة قطعا سأمر على بعضها لاحقا، لكنها أقنعتني حقا ان في مصر ربيعاً حقيقياً، لم نعرف طعمه نحن العراقيين. الآن اقر بان المصريين "يطلع الهم" لو افتخروا باغنية الربيع لفريد الأطرش منذ زمن بعيد. ويحق لهم وحدهم ان يرقصوا بفرح مع سعاد حسني وهي تتمايل مع انغام "الدنيا ربيع والجو بعيد".أما نحن فمن حقنا، و"يطلع النا" ايضا ان نصفق لعريان السيد خلف، بل ونغني معه رائعته :نحن نبكي الى الابد:مشه المصيوب يتوجه اعله عشرينهيتل سنته ويدك الشوف، وج يسنينه شبينه؟نشفنه ولا نداوة فيض بيد الموت تحيينهوتظل بس الحسافه اطياف، مجلوبه وتمنينهوصبرنا شيكدر المذبوح وشبيده اعله سجينه؟rnوجيب ليل، واخذ صبر يا عريان.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

إيران: لن نسمح بتكرار أحداث سوريا والمسلحون لن يحققوا أي انتصار

المخابرات الفرنسية تحذر من نووي إيران: التهديد الأخطر على الإطلاق

نعيم قاسم: انتصارنا اليوم يفوق انتصار 2006

نائب لـ(المدى): "سرقة القرن" جريمة ولم تكن تحدث لو لا تسهيلات متنفذين بالسلطة

هزة أرضية تضرب الحدود العراقية – الأيرانية

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram