TOP

جريدة المدى > محليات > كركوك تنتظر عودة نهر (خاصة) إلى مجراه نهاية العام الحالي

كركوك تنتظر عودة نهر (خاصة) إلى مجراه نهاية العام الحالي

نشر في: 12 مايو, 2012: 08:54 م

 كركوك / روشن قاسمنهر (خاصة) الذي يمر في قلب كركوك ويشكل رمزية كبيرة في ذاكرتها وجغرافيتها، ينتظر أن يعاود الجريان بعد سنوات جفاف طويلة تحول خلالها إلى مكب للنفايات.الحكومة المحلية كانت قد وعدت أهالي المحافظة قبل نحو عامين بتنفيذ مشروع (سد خاصة) الذي من المؤمل أن يعيد الحياة للنهر المحتضر، وهي تؤكد أن نهاية العام الحالي سيشهد عودة مياه (خاصة) إلى مجاريها.
استدعاء التاريخالمؤرخ والباحث سمكو بهروز، يرى أن حديث الذاكرة بين أهالي كركوك ونهر (خاصة) يستوجب استدعاء التاريخ وتناغمه مع الأحداث حول ضفتي النهر، التي قدّر لها أن تعايش حقب تأريخية طوال تاريخ المدينة.ويقول لـ"المدى": إن نهر (خاصة) يعتبر من أهم روافد دجلة لدى الكركوكيين، وذكر في الكثير من المصادر التاريخية ومنها ما يعود إلى حقبة دخول الإسكندر المقدوني كركوك في العام 331 قبل الميلاد، ومكوثه فيها لعدة أيام.ويضيف "هناك إشارات تاريخية عن مرور النهر إلى جانب غابة كثيفة تحتوي على أنواع مختلفة من الأشجار والحيوانات المفترسة، وكان قد مر بها الإسكندر"، مشيرا إلى أن قسما من المصادر التاريخية خاصة في الخريطة التي تم العثور عليها في منطقة (تركلان) التي احتوت خطوط شمال مدينة كركوك تدل على وجود الأنهر في المدينة ومنها نهر (خاصة)".وعن الأصل اللغوي لاسم النهر يشير بهروز إلى أنه "في المعجم الزرادشتي هناك إشارة إلى كلمة (خاسه) و(خاصه) ومعناه الشيء الجيد أو الحسن أو نوعية قابلة للمدح، وبعد انتشار الديانة المسيحية أدى إلى تغيير في تبادل الكلمات والأحرف بين الديانتين وبقائه بمعنى (خاصة) كتسمية مشتركة بين مفردات اللغتين السريانية والكردية".وتعود التسمية أيضا إلى طقوس دينية كانت تمارس على ضفتي النهر، ويبين بهروز بهذا الصدد أنه "في فترة صراع الدولة الساسانية مع انتشار الديانة المسيحية في كركوك كانت هناك دلائل تشير إلى مذبحة قام بها الساسانيون ضد معتنقي الديانة المسيحية بالقرب من النهر، وخاصة في المصادر المسيحية إذ تحدد النهر باسم (خاصا) و(خاشا) و(حاشا)".ويذكر الباحث التاريخي أن هناك العديد من المواقع الأثرية المكتشفة في المنطقة خصوصا في الفروع التي تصب في النهر من القرى المجاورة شمال كركوك، منها مواقع لمعابد زرادشتية أو معابد للسكائيين إلى جانب الكثير من المراقد التابعة للمسلمين.وبحسب بهروز فإنه دليل واضح على وجود أنواع من الطقوس الدينية والروحية للنهر حسب الاعتقادات وبحسب المراحل التاريخية المتتابعة والتي كانت موجودة في المدينة وخاصة الديانات الزردشتية واليهودية والمسيحية والإسلامية والمندائية إلى جانب الكثير من المعتقدات الدينية الأخرى مثل البارانية والبيريادية والكاكائية.ويلفت إلى الأهمية الجغرافية والزراعية قائلا: "نهر (خاصة) له موقع مهم منذ أقدم العصور التاريخية والدليل على ذلك وجود أنواع القرى والأرياف على ضفتي النهر، فضلا عن خصوبة التربة الموجودة في المنطقة، وهو ما أسهم بتطور الزراعة والمحاصيل الزراعية ومنها المحاصيل الصيفية مثل "التروزي خاصة"، بنوعيها الأخضر والأصفر إلى جانب الكثير من الأشجار المثمرة".في انتظار النهر أهالي كركوك ينتظرون اكتمال المشروع الذي سيعيد نهر (خاصة) إلى مجراه، فهو بالنسبة لهم عودة النبض إلى قلب المدينة.المواطن محمد علي، من الذين شاءت الصدف أن يمر النهر بالقرب من منزله، يؤكد لـ"المدى" أنه لم يتوقع يوما أن تصبح المحلة التي يسكنها موقعا هاما وإستراتيجيا، مشيرا إلى أن "أهمية عودة المياه لمجرى نهر (خاصة) يتشارك فيها جميع الكركوكيون وحتى الذين يقطنون أطراف المدينة".أما بشار إبراهيم فيرى أن "الزراعة ستزدهر على جانبي النهر وسيسهم في الحد من التلوث البيئي"، مضيفا "لأن الله خلق من الماء كل شيء حي".في حين يشير أحد أصحاب المحال التجارية إلى أن "السد من شأنه إعادة مياه نهر (خاصة)، والذي سيعود بالفائدة الكبيرة على أهل المدينة من خلال تنشيط الاقتصاد الزراعي والاستثماري للمدينة وذلك من خلال بناء المجمعات التجارية والمتنزهات والفنادق على ضفاف النهر".نسب الإنجازالملاكات الفنية والهندسية في وزارة الموارد المائية حققت نسب إنجاز متقدمة في تنفيذ مشروع (سد خاصة)، بحسب عضو لجنة المشاريع في مجلس محافظة كركوك، جمال بابير الذي أكد لـ"المدى" أن  70% من أعمال المشروع أنجزت ومن المقرر أن يكتمل نهاية العام الحالي. ويقول بابير: إن "كلفة المشروع تبلغ أكثر من 71 مليون دولار، وينفذ من قبل شركة (نورسوي) التركية وبإشراف عراقي".وتبلغ الطاقة التخزينية للسد 47 مليون متر مكعب من المياه، كما سيساعد المشروع على توفير المياه الجوفية. ويقع مشروع (خاصة جاي) على بعد 10 كم شمال شرقي مدينة كركوك ويبلغ طول السد أكثر من 2 كم، وارتفاعه 58 مترا، فضلا عن أن كمية الماء الموجودة في السد حاليا تبلغ مليونا و750 ألف متر مكعب.وبحسب القيمين على المشروع فإن (سد خاصة) يتألف من ثلاثة أقسام رئيسة، الأول جسم السد بطول 2215 مترا وارتفاع 58 مترا، وهو من النوع الإملائي الترابي ذي لب طيني محا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

في عيد المرأة العالمي.. امتعاض نسوي من تعديلات القوانين الأسرية وتحذير من تفاقم
محليات

في عيد المرأة العالمي.. امتعاض نسوي من تعديلات القوانين الأسرية وتحذير من تفاقم "المشكلات العائلية"

 ذي قار / حسين العامل   مع حلول عيد المرأة العالمي اعربت عدد من الناشطات في مجال الدفاع عن حقوق المرأة في ذي قار عن قلقهن من مستقبل تتحكم فيه تشريعات برلمانية تبيح...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram