 الموصل / نوزت شمدينأعلنت محافظة نينوى تراجع إنتاج محصولي الحنطة والشعير للموسم الزراعي الحالي، داعية إلى عقد مؤتمر زراعي موسع لتحديد آليات عمل جديدة، والخروج بتوصيات لتفعيل واقع الزراعة للموسم المقبل. ودعا المحافظ أثيل النجيفي خلال ترؤسه اجتماعاً للمجلس الأعلى الزراعي، بحسب بيان صحفي تلقت "المدى" نسخة منه، إلى البحث عن معالجات سريعة وناجحة، لتجنب ما حدث في الموسم الزراعي الحالي، ووضع خطط لتوفير البذور للموسم الزراعي المقبل قبل فترة مناسبة من موعد البذار.
إعلان المحافظة تراجع إنتاج محصولي الحنطة والشعير، جاء استباقياً، لاسيما أن أعمال حصاد ما زالت جارية ولم تنته بعد في أجزاء عدة من محافظة نينوى، الغربية منها تحديداً، وهي تعزو التراجع إلى عدة أسباب وعوامل، أهمها قلة الأمطار، وتأخر وزارة الزراعة في توفير المستلزمات الزراعية كالبذور والأسمدة والوقود.إلا أن مصدرا زراعيا متخصصاً في نينوى، أكد في تصريح خص به "المدى" دون أن يفصح عن اسمه، أن أبرز سبب في التدني المتوقع لمحاصيل الحبوب في المحافظة، يعود لنوعية البذور الجديدة التي سلمت للفلاحين والمزارعين هذا العام، إذ لم تجر زراعتها وفق ما يتناسب وظروف إنباتها، من حيث موعد البذار، أو كمية المياه اللازمة للسقي، وقال: "هذا ما صرح به موظفون زراعيون رسميون".وكانت محافظة نينوى قد وجهت قبل نحو أسبوعين، بتشكيل لجنة مختصة لتقييم زراعة محصولي الحنطة والشعير فيها خلال الموسم الزراعي الحالي.وقال الناطق الرسمي باسم محافظة نينوى قحطان سامي في تصريح خاص لـ"المدى": إن اللجنة المذكورة قامت بإجراء الكشف الموقعي على حقول محصولي الحنطة والشعير والتأكد من واقع المساحات المزروعة للوقوف على أسباب تردي الواقع الزراعي وضعف إنتاج المحصولين في الموسم الحالي.وبين سامي أن "اللجنة عقدت لقاءات مباشرة مع المزارعين ومسؤولي الشعب الزراعية في الوحدات الإدارية لرفع التوصيات وتقديم المقترحات من أجل اتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهة المشكلة والعمل على معالجتها مستقبلاً".نينوى التي تملك نحو 45% من أراضي البلاد الصالحة للزراعة، تفقد شيئاً فشيئاً سمعتها القديمة، في أنها "سلة خبز العراق"، وكان الموسم الزراعي الماضي سيئا أيضاً بجميع المقاييس، إذ أعلنت وزارة التجارة في تموز من العام الماضي انخفاضا حادا في إنتاج محصولي الحنطة والشعير في محافظة نينوى.من جانبه، ذكر المتحدث الإعلامي باسم الشركة العامة لتجارة الحبوب عمر عبد العزيز في تصريحات صحفية أن "محافظة نينوى جاءت في آخر قائمة المحافظات العراقية بإنتاج محصولي الحنطة والشعير خلال الموسم الحالي".وأوضح أن المحافظة أنتجت 76 ألف طن فقط من المحصولين، في وقت بلغ إنتاج البلاد منهما نحو مليون ونصف المليون طن فقط.ومن ناحية زمار غرب الموصل، أكد مدير زراعة نينوى مهنا التك بتصريح خص به "المدى"، تراجع الإنتاج الزراعي في المحافظة، عازيا السبب إلى "الجفاف الذي ضرب نينوى، وأن محصولي الحنطة والشعير قد تأثرا على نحو كبير"، مشيرا إلى أن الكثير من الأراضي المزروعة بالمحصولين، لا يمكن حصادها، لعدم نمو السنابل فيها.ومن زمار هبوطاً إلى قضاء البعاج والحضر جنوباً، تقع معظم الأراضي الزراعية لمحافظة نينوى، وهي تعتمد بمعظمها على الأمطار للسقي، ومن البديهي أن ينخفض الإنتاج الزراعي في مواسم الجفاف، نتيجة قلة الأمطار، لكن هنالك مشكلة مرتبطة، وهي أكبر. إذ تشير تقارير رسمية، إلى زحف الرمال جنوب غرب الموصل، وتدميرها مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية، وتسببها بتقليص الثروة الحيوانية هناك بنسبة تصل إلى 95%، مع دفن قرى بأكملها، وهجرة سكانها إلى مراكز المدن والأقضية القريبة.التصحر، تحد كبير، حاولت محافظة نينوى إيجاد وسائل لمجابهته، وإيقافه عند الحدود التي بلغها، ومن بينها مشروع حصاد المياه الذي أعلنت عنه هيئة استثمار نينوى، فضلاً عن المشاريع العملاقة المتلكئة منذ عقود، كمشروع ري الجزيرة، بمختلف أقسامه، والذي يعتبر طوق نجاة للزراعة في نينوى برمتها.وفي هذا الشأن بحث محافظ نينوى يوم الخميس الماضي مع ممثلين عن وزارة الموارد المائية، سبل تفعيل مشروع ري الجزيرة بقسمه الشرقي، وتم اقتراح مرحلتين منه، لتدخل ضمن مشاريع خطة تنمية الأقاليم، أحدها يتعلق بإنشاء قناة طولها 50 كم في منطقة شرق الموصل تكون قادرة على إيصال الماء إلى نهر الخوصر المار بمدينة الموصل، وتقديم المشروع إلى مجلس محافظة نينوى لمناقشته والمصادقة عليه، ومن ثم مفاتحة وزير الموارد المائية لتخصيص المبالغ اللازمة لإكماله.