علاء حسن على ذمة القانوني طارق حرب فإن رئيس عرفاء وحدة عسكرية في الجيش العراقي في ستينات القرن الماضي كان يدعى "مطشر لملوم " ، كثيرا ما وجهت له الانتقادات والعقوبات من آمريه الضباط عند حصول خلل في التعداد بسبب غياب المراتب اي الجنود ، والاخلال في تنفيذ الواجبات .
مطشر بن لملوم وهو ربما غادر الحياة الآن، كثيرا ما سمع عبارة من الآمر" ابوك يلم وانت تطشر "، وهذه المعادلة بنظر الضابط تعني التعامل مع اسم رئيس عرفاء الوحدة لما يحمل من مفارقة التضاد ، ولا اكثر من ذلك ، ولكن تلك المعادلة بنظر البعض ، وخاصة من قبل المعنيين بالتاريخ السياسي العراقي الحديث ، تكشف عن حقيقة ان الجيل السابق كان يتمتع بحكمة البناء والتأسيس لاشياء ذات نفع عام لعموم العراقيين، وفقدها الجيل اللاحق، لانشغاله بقضايا افرزتها طبيعة التحولات والصراعات في الساحة السياسية ، فبعد الاطاحة بالنظام الملكي دخلت البلاد في مرحلة الانقلابات العسكرية ، ورحلت الديمقراطية الى جهة مجهولة ، وفي اجواء الصراع تمكن الحزب الواحد من السيطرة على مقاليد السلطة ، و خضع الشعب العراقي لنظام ديكتاتوري استمر اكثر من 35 عاما ، ولم يكن لابن لملوم اي دور في ان يكون النظام عدوا لشعبه وجيرانه، وبفعل سياسته خضعت البلاد لطائلة الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة .الشعب العراقي هو الوحيد في العالم يخيفه المستقبل ، وهو لا يستطيع استشراف ما سيحصل في مدى اسبوع ، لأن مسالة ادارة الدولة وخططها المستقبلية ، وادعاءاتها في تلبية المطالب ، اصبحت لغزا يصعب فك طلاسمه ، ولاسيما ان البلاد تعيش تفاصيل ازمة سياسية منذ نهاية العام الماضي ، تتعلق بتحقيق مبدأ الشراكة في ادارة الدولة ، وبفعل تباين المواقف وغياب المفهوم المشترك لتطبيق المبدأ ، وتجاهل اتفاق اربيل، دخلت سفينة العملية السياسية في بحر متلاطم الامواج ، لكثرة الملاليح ، ولا وجود لشخص بينهم ، يدعى "لملوم " ليتولى مهمة تصحيح ممارسات " مطشر " ثم معاقبته ، او في اقل تقدير الزامه بأن يتمسك باتفاقات سابقة، تضمن سلامة وصول السفينة الى بر الأمان . لمطشر لملوم الذكر الطيّب ، لانه لم يكن معنيا في يوم من الايام بالشأن السياسي وصراع الاحزاب للوصول الى السلطة سواء بقطار اميركي أو بدعم من اطراف اقليمية ، فالرجل كان حريصا على لملمة الامور والمشاكل داخل وحدته العسكرية ، لابعاد تهمة طالما سمعها من الضباط والامرين .القانوني طارق حرب يرى ان هناك الكثير من السياسيين العراقيين اتخذ من اسم "مطشر" منهجا واسلوبا وبرنامجا ، في حين يحمل اخرون اسم "لملوم " ، ومادام الجميع مشاركين في الحكومة الحالية ، ستستمر الازمة وربما ستتمخض عنها مشاكل اخرى لحين تحقيق انسجام كامل، والنظر الى اسم "مطشر لملوم" بأنه رئيس عرفاء وحدة عسكرية وليس مسؤولا عن اي تدهور سياسي .
نص ردن: مطشر لملوم
نشر في: 12 مايو, 2012: 09:00 م