عالية طالبمن البديهيات ان مؤسسات التربية والتعليم في كل العالم تضع أساسيات عملها في التربية ثم التعليم لأنها حين تؤسس للتربية فإنها ستسهل عملية التعليم اللاحقة ، وهذا الأمر بالتأكيد يصح على المراحل الدراسية الاولى من عمر تكوين الشخصية الطلابية
وحين ينتقل الى التعليم الجامعي فإن التعامل معه يخضع للعلاقة الناضجة بين الطالب والهيئة التدريسية وهذا الامر ايضا من الامور البديهية في كل جامعات العالم متخلفة ومتحضرة، واذ ما اردنا استعراض تاريخ جامعاتنا العريقة ومن ترأسها فإننا سنصل الى نجاح ونضج العلاقة التبادلية بين الاثنين وبمختلف الأنظمة السياسية التي حكمت العراق منذ اللبنات الاولى للدراسات الجامعية التي ابتدأت عام 1908 حيث تأسست كلية الحقوق (مدرسة الحقوق سابقا)، فإن كنا قد ابتدأنا مراحل النضج المعرفي المحلي بتأسيس مدرسة للحقوق بداية القرن الماضي فكيف ونحن في الألفية الثالثة نعمل على هدر كرامة وحقوق التعليم الجامعي وعلى يد رئيس جامعة مهمة مثل جامعة النهرين!!حادثة غير اعتيادية حصلت خلال حفل تخرج الطلبة جعلتهم يطالبون رئيس جامعتهم "محمد جابر علي" بالاعتذار العلني بعد ان وصفهم أمام العدسات بـ"الساقطين" ومزق لافتات احتفال تخرجهم، ونشر عددا من طلاب الجامعة التي تعد من بين أرقى الجامعات العراقية، مقاطع فيديو على موقع "يوتيوب" تظهر رئيس الجامعة مع افراد من حمايته وهم يقتحمون احتفال الطلاب المتخرجين ويصفهم بـ"الساقطين" ويطلق على ممثل الطلاب كلمة " زمال"!!وسبق لرئيس الجامعة ان اصدر تعليمات تقضي بمنع الحفلات التنكرية داخل حرم الجامعة، بمناسبة تخرج دورة جديدة من طلابها، مما دفع بالطلبة الى الاستنكار وترك المحاضرات ليوم كامل. وطالبوا بالاعتذار الفوري والسماح لهم باقامة الفعاليات الطلابية دون المساس بالحرية التي كفلها الدستور في العراق بحسب بيان اصدره طلاب الهندسة والعلوم وهندسة المعلومات والعلوم السياسية. وان كان الطلاب يطالبون اليوم باثبات ما يتداولونه من ان رئيس جامعتهم لا يمتلك صفة الاستاذية فإنهم يستذكرون ما فعله عميد الكلية التقنية المقال، جمال الدباغ على خلفية تواصل الاحتجاجات الطلابية المنددة بانتهاك الحريات العامة داخل الحرم الجامعي التي وصلت الى حد منع جلوس الطالبات مع الطلاب الا بعقد زواج!!الغريب ان هناك كتابا رسميا برقم- هاء 1783 وبتاريخ 7-5-2012 يؤكد موافقة الجامعة على اقامة الحفل التنكري الخاص بالتخرج والسماح بادخال الاجهزة والمعدات والملابس التنكرية، لكنه لم يشر الى اقتران هذه الموافقة باطلاق عبارات نابية وشتائم على من سيكونون قادة للبلد في القادم من الايام في مجال الهندسة والسياسة والعلوم، ولم توضح تلك الموافقة المبدأ التربوي الذي استند عليه رئيس الجامعة وهو يدخل بنفسه وسط دهشة الطلاب واستغرابهم، ليمزق بالونات الاحتفال ويطالبهم بخلع ملابسهم فورا هم وممثلهم " الحمار" حسب المصطلحات الاكاديمية الحديثة التي يبدو ان العراق مقبل عليها بكل فخر الديمقراطية والحرية والتربية والتعليم الحداثوي الجديد .
وقفة: جامعة النهرين والألفاظ الأكاديمية الحديثة!!
نشر في: 12 مايو, 2012: 09:09 م