بغداد / وائل نعمة من يأمن على حياته في سوريا ؟ سؤال يتداوله اللاجئون العراقيون منذ سنوات في دمشق، فالتهديدات التي يتعرضون لها اليوم طالت على حد سواء الهاربين من بغداد خوفا من العنف أم البعثيين السابقين. انفجار السيارات المفخخة في الشام عاد ليذكر الفارّين بمشاهد الحرائق وتناثر الجثث، وعاد إليهم التفكير ببلد مهجر بديل، ويشهد مقر مفوضية اللاجئين في دمشق تزاحم أعداد كبيرة من اللاجئين العراقيين المقيمين في سوريا منذ سنوات،
وهم في حيرة من المستقبل المجهول الذي ينتظرهم وفي حالة تردد وقلق مما يجب عليهم فعله لمواجهة تطورات الأوضاع التي تزداد توترا يوما بعد يوم.غالبية العراقيين الذين استقروا في سوريا لم يكونوا بحالة جديدة، معدلات اللجوء إلى هناك بدأت تزداد بعد اشتداد الاقتتال الداخلي في العراق بين عامي 2006 و2007 ، وتجمع العراقيون في أماكن محددة لاسيما في منطقة "السيدة زينب"، وهي منطقة شعبية تشبه إلى حد كبير مناطق شرقي العاصمة ، والأحسن حالا في "جرمانا "، وتحولت المطاعم والمقاهي ومكاتب السفر العراقية إلى النسخة السورية.عاش الكثير من العراقيين في سوريا في أوضاع إنسانية صعبة، بعد أن تركوا منازلهم وأعمالهم، واضطروا إلى استئجار مساكن والقبول بالبطالة.يشير احد العراقيين المقيمين في دمشق، الى أنهم تعرضوا إلى اعتقال من قبل القوات النظامية السورية قبل يوم واحد من الانفجار الأخير الذي حدث في منطقة القزاز.(م . ف) الذي فضل عدم ذكر اسمه الصريح أكد لـ"المدى " أن العراقيين المقيمين في "زملكا " طُلب منهم مغادرة المدينة إلى مكان آخر أو أن يرجعوا إلى بلدهم، متابعا "في هذه المنطقة يعيش قرابة 100 عائلة عراقية، والقوات الأمنية اعتقلت بعض الشباب بدعوى أنهم يرشدون القوات المعارضة للأسد".وأضاف اللاجئ العراقي في زملكا "أعطت قوات الأمن السورية مئة دولار لكل عائلة وطالبت بترك المساكن ، وإلا سيُرمون على الحدود السورية العراقية" ، لافتا في الوقت نفسه إلى أن غالبية الساكنين في هذه المدينة خرجوا في تظاهرات مؤيدة لنظام الأسد.وزملكا بلدة سورية تتبع منطقة دوما في محافظة ريف دمشق، وهي قريبة جداً من العاصمة، إذ تقع على مسافة حوالي 10 كيلومترات شرقها، وتمثل جزءاً من الغوطة (الامتداد العمراني الريفي للعاصمة).إلى ذلك طالب تحالف الوسط السلطات العراقية بـ"التدخل السريع" لإغاثة اللاجئين العراقيين في سوريا، وقال المتحدث باسم التحالف محمد إقبال في بيان صحفي إنه يتعين على الحكومة العراقية ووزارة الهجرة والمهجرين "التدخل السريع لإغاثة أهلنا الساكنين في سوريا أو على الأقل متابعة أحوالهم".وتشهد سوريا أعمال عنف أعقبت تظاهرات مطالبة بإسقاط النظام وامتدت لمدن عدة، ويوجد أكثر من مليون عراقي في المدن السورية.
عراقيون في "زملكا" السورية : أوامر بالطرد إلى خارج الحدود
نشر في: 12 مايو, 2012: 09:45 م