TOP

جريدة المدى > سينما > من أغرب القضايا: المسدس الكاتم لا يزال يصيب الهدف!

من أغرب القضايا: المسدس الكاتم لا يزال يصيب الهدف!

نشر في: 13 مايو, 2012: 07:05 م

 بغداد/ المدىوقف الأب في مدخل أحد المخازن ليشتري حاجياته وهو يحمل طفله على صدره ... فجأة .. صرخ الطفل ... نظر الجميع حوله في خوف وهلع فالدماء كانت كالنافورة تنزف من رأسه ... لم تسبق هذه اللحظات مشاجرة عنيفة وإطلاق نار ..
 أو موكب زفاف وإطلاق نيران تصاحبه أو أي شيء يثير الريبة ... في المستشفى كانت المفاجأة ... لقد اخترقت رأس الطفل رصاصة انطلقت من مسدس على مسافة ما من الأب وطفله!السؤال المحير من أطلق النار على (محمد) الذي لم يزد عمره على سنة ونصف؟ وهل كان السلاح الذي انطلقت منه الرصاصة كاتما للصوت ؟ .. ولماذا يتم استخدام مثل هذا السلاح على طفل ليس لأبيه أو أسرته أية عداوات او انتماءات حزبية !... الشرطة والداخلية .. أنفسهم لم يكشفوا لغز الحادث ولم يضعوا إجابات لعلامات الاستفهام حتى الآن !.. هل نستطيع نحن الإجابة على هذه الأسئلة في أثناء سرد وقائع هذه الحادثة المؤلمة ؟ ... (محمد) طفل صغير لم يتجاوز عمره العامين ، لكنه يتحمل آلاما لا يتحملها رجل في أضعاف عمره ... حرمه القدر من ابتسامة الطفل العفوية واستبدلها ببكاء متواصل من شدة آلامه وأوجاعه وحرمته من أن يصول ويجول ويلعب بحرية كما باقي الأطفال... وأصبح الآن حبيس الفراش ... انطفأ لمعان عينيه وغابت اشراقة وجهه ففي رأسه يستقر مقذوف عيار 9 ملم اخترق رأسه واستقر الآن في أسفل قاع العين فأصابته بشلل في الجانب الأيمن ... فهل يتحمل طفل في مثل عمره كل هذا؟ لنبدأ من البداية نسرد تفاصيل تلك المأساة كما يرويها والد الطفل .. كنت بصحبة ابني الصغير (محمد) لشراء بعض الحاجيات المنزلية من احد المحال القريبة من سكني في حي البنوك وتحديدا في سوق الميثاق ... كان الأب يحمل ابنه فوق ذراعه ويسير به في اتجاه المحل .. حتى وقف الأب أمام المحل الذي يريد شراء طلباته منه واخذ يسرد على صاحب المحل ما يحتاجه منه ... كانت الساعة قد تخطت السادسة مساءً وفجأة بينما كان الأب مشغولا بدفع المبلغ إذ بابنه الصغير يطلق صرخة مدوية شقت سكون المحل كمن لدغته أفعى فجأة ثم ملأ بعد ذلك الدنيا صراخا وهو على يد أبيه .. انتبه الأب لطفله الصغير فإذا بنافورة في الدماء تتدفق من رأس الطفل دون سبب مقنع ... أغرقت في ثوان ملابس الطفل والأب معا بالدماء وظن الأب في البداية أن حجرا سقط على رأس ابنه وعلى الفور قام بتنظيف مكان الجرح وإذا به يرى ثقبا صغيرا تندفع منه الدماء وسمع من احد المارة الذين التفوا حوله لمعرفة ماذا حدث يقول ... إن هذه فتحة رصاصة .. كان الطفل في هذه الثواني القليلة قد ذهب في غيبوبة وفقد وعيه ... انخلع قلب الأب وارتعش جسده من هول المفاجأة وخشي أن يكون ابنه قد فارق الحياة وعلى الفور استأجر سيارة أجرة وهرول بابنه إلى مستشفى مدينة الطب وبالفعل في ردهة الطوارئ أجريت الإسعافات الأولية للطفل وتم عمل أشعة فورية على رأس الطفل من خلالها أكد الأطباء ان رصاصة طائشة قد استقرت في رأس محمد وبادروا بإخبار شرطة المستشفى ونصحوا الأب أن يسارع بالطفل إلى مستشفى الجملة العصبية ... وبعد اقل من ساعة كان الأب يقف بابنه داخل مستشفى الجملة العصبية وبالكاد استطاع الأب ان يدخل المستشفى بعدما رفضوا دخوله لعدة أسباب واهية... وبعد ثلاث ساعات كاملة قضاها الأب يتوسل بالأطباء لينقذوا ابنه الذي نزفت دماؤه بين يديه بدأ الأطباء يمارسون عملهم برتابة شديدة وتكاسل فأجروا له عملية سريعة لتضميد جراح الطفل وإغلاق فتحة الدخول ... وظل الطفل في المستشفى ثلاثة أيام تم إرساله الى مستشفى ابن الهيثم لفحص عينيه بعدما شك الأطباء بان الطفل لم يعد يرى !.. وذهب الأب بطفله الى مستشفى العيون وأيضا بمنتهى الإهمال تعامل الأطباء مع الطفل المريض بلا مبالاة شديدة ولم يستقروا على رأي بعدها طلبوا منه الخروج والذهاب إلى مستشفى أهلي لمعالجة ابنه هناك ! داخل المستشفى الأهلي توالت الصواعق والمفاجآت على رأس الأب عندما اخبروه الأطباء بعد عمل سونار لرأسه أن الاطلاقة ما زالت مستقرة في رأس ابنه وان العلمية التي أجريت له لم تستخرج الرصاصة من رأس الطفل ، بل استقرت في أسفل قاع العين وان وجودها في هذه المنطقة قد احدث للطفل شللا في الجانب الأيمن من جسمه، وقطعا في أعصاب العين اليسرى، وكسرا في عظام العين ونزيفا في المخ ... كل ذلك لعلاجه الذي يستلزم إجراء عدة عمليات تتطلب ملايين الدنانير !... لا يملك الأب منها شيئا فهو معلم لا يملك سوى راتبه الشهري ... تكالبت الدنيا على الأب وأصبح مجرد النظر إلى ابنه جحيما لم يعد يطيقه فهو حتى هذه اللحظة لم يجد عونا من احد ولم يستقر على تشخيص دقيق لحالة ابنه فمع كل ما يقوله الأطباء ما زالوا يختلفون في ما بينهم... فبعضهم يؤكد أن الطفل من الممكن أن يعيش حياته بشكل طبيعي والاطلاقة النارية داخل رأسه، والبعض الاخر ينفي ذلك ويؤكد أن في ذلك خطر كبير على حياة الطفل! الجاني ما زال مجهول أما القضية الأخرى التي تثيرها مأساة الطفل محمد ... نلخصها في سؤال نوجهه لأجهزة الشرطة وهو من أين انطلق الطلق الناري ليستقر في رأس هذا الطفل المسكين؟! فبعد حدوث الحادثة سجل الأب إخبارا في مركز شرطة القدس بما

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية
سينما

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية

متابعة المدىوديفيد كيث لينش صانع أفلام وفنان تشكيلي وموسيقي وممثل أمريكي. نال استحسانًا لأفلامه، والتي غالبًا ما تتميز بصفاتها السريالية الشبيهة بالأحلام. في مسيرة مهنية امتدت لأكثر من خمسين عامًا، حصل على العديد من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram