هاشم العقابيفي أحد برامجي التلفزيونية كنت قد استضفت السيد سامي العسكري. وقبل البدء بتسجيل البرنامج شرحت له فكرة الحلقة. سألني عن اي من الكاميرات الثلاث ستكون مخصصة له، فاشرت له على واحدة منها. قلت له ان البرنامج ليس حيا لذا لا توجد هناك اتصالات ليرد عليها وسنكون انا وهو وجها لوجه.
أجاب بانه لا يهمه ذلك لانه يعرف لمن يوجه خطابه ورسالته. سألته مداعبا ومن هم هؤلاء؟ رد علي من دون ان يبتسم كعادته: هناك شريحة من الناس انا أعرفها واعرف كيف أخاطبها ولا يهمني غيرهم. للحقيقة قالها بصيغة متعالية ومخيفة ايضا لم تترك لي غير ان اردد: سترك يا رب. ومن يومها لليوم ظل السؤال يحاصرني: من هم هؤلاء الذين كان العسكري "يهدد" بهم؟وأول البارحة تابعت لقاء لمجموعة من السياسيين على إحدى القنوات العراقية، من بينهم السيد كمال الساعدي من ائتلاف دولة القانون. كانت طريقته في الجلوس نسخة طبق الأصل من طريقة السيد العسكري مع تشابه كبير بالنبرة المتعالية التي يجيدها "إعلاميو" دولة القانون "الفضائيون". يبتسم ساخرا ويقاطع من دون استئذان خاصة عندما يتحدث الطرف السياسي الآخر. وبدلا من ان يجيب على ما يوجه له من أسئلة، لانه ايضا لا يهمه مقدم البرنامج ولا الآخرون، صار هو يسأل: كيف سمح البارزاني لأردوغان ان يشتم السيد المالكي وهو رئيس وزرائه؟! يا ويلتي! لقد شتموا السيد الرئيس اذن. اسرعت من جانبي للبحث عما قاله أردوغان، مجددا، فلم اجد به شتيمة بالمعنى "العراقي" للشتيمة، سوى انه أشار الى وجود تذمر من الكتل السياسية العراقية بسبب تفرد المالكي بالسلطة وقال انه يتصرف بنوازع طائفية. لكن الذين "يخاطبهم" العسكري والساعدي كم منهم سيكلف نفسه عناء البحث ليتأكد من انها حقا "شتيمة"؟ والله يا عمي انكم "استادية" ونص.وأمس طالعت الأخبار واذا بخبر صاعق يقول، استنادا لتصريح من السيد عدنان السراج، وهو عضو في دولة القانون ايضا، إن: "القضاء العراقي اصدر مذكرة ألقاء قبض بحق 15 مسؤولاً كبيراً في الدولة كانوا يخططون لاغتيال رئيس الوزراء نوري المالكي". تذكرت على الفور كتاب برزان التكريتي عن محاولات اغتيال صدام الذي ضم قصصا تفوق الخيال. لم يبق غير ان نسمع بصدور رواية يتبعها فلم على غرار رواية وفلم "الايام الطويلة". وكام الداس يا عباس. الآن صرت اعرف من هم الذين خوفني بهم العسكري، وكأني بلسان حالهم يقول: "سودة علينا داروا على "الريس" من كل صفحة. واحد يشتمه والآخر يريد يسحب الثقة منه، و15 واحد يردون يكتلونه .. وجماله يكولون دكتاتور".حسجة:في محاضرة لاستاذ مصري متخصص عن الفرق بين الدعاية والاعلام، ضرب مثلا لقصة وقعت في زمن الصراع بين الامام علي ومعاوية، كدليل على ان الامام كان يستعمل الاعلام أما خصمه فسيتعمل الدعاية. ملخص القصة ان تاجرا من اهل الكوفة زار الشام في ايام الهدنة. تعلق به شامي واخذ منه بعيره قائلا: "ان هذه الناقة التي تركبها هي لي وليست لك". ذهب الكوفي الى معاوية شاكيا ما حل به من ظلم فعوضه معاوية وقال له صعب ان أسترجع حقك لانهم سيتهموني باني ناصرت العراقي على الشامي. رد العراقي عليه: لكنها بعير وليست ناقة كما ادعى. ضحك معاوية وقال له اذن: "أبلغ علياً اني احاربه بمئة الف من هؤلاء لا يميزون بين الناقة والبعير".
سلاما ياعراق : ناقة أم بعير ؟
نشر في: 13 مايو, 2012: 07:26 م