TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > بين قوسين : صمت النساء قوة

بين قوسين : صمت النساء قوة

نشر في: 13 مايو, 2012: 08:50 م

 سعاد الجزائريأحب المرأة حينما تبكي، لأنها تذكرني بحميمية وحنان أمي التي لا تبكي إلا حينما تحزن بشدة، أو تفرح بشدة، وبين هذا وذاك هي قوية جدا... تلك هي المرأة اينما كانت.المرأة تبكي بصمت، وتلتف بحزنها وبمصائبها حينما تحل عليها النائبات، لكن هذا الصمت قلة من البشر يفهمونه، فالكثير فسروه ضعفا، في حين ان قوة المرأة تكمن في ضعفها، وليست في انوثتها كما يريد البعض ان تكون.
فأشد النساء سوءا وبشاعة  تلك اللواتي استخدمن الانوثة سلاحا، فلهذا السلاح فوهتان، الاولى باتجاه المقابل (الرجل)، والاخرى بمواجهة  المرأة نفسها، والطلقة لا تعود الى مكانها. كما هو معروف.واليوم نتحدث عن نساء لا يردن البكاء، ولا يتحدثن عن انوثة، بل يصرخن  بالعلن من اجل حقوق يحاول الكثير الالتفاف عليها، تحت مسميات عديدة (العادات، ضد الشرع، هذه الامور لا تتلائم مع تقاليدنا.. وغيرها الكثير)، امرأة اليوم  من المفترض انها تجاوزت الكثير من العوائق، لتشارك في العملية السياسية، وفي رسم خطوط الضوء لهذا البلد، وقد استبشر الكثير خيرا بهذه المشاركة، وفعلا كان لهذا التحدي ثمار في الدستور، وفي القوانين، لكني اتساءل هل يكفي ان تكتب القوانين الخاصة بحقوق المرأة وتنتهك في كل لحظة، لأنه لا رقابة على تطبيق تلك القوانين، بل يسخر البعض منها.فالارملة ما زالت تراوح في مكانها، والعنف يزداد يوما بعد آخر، بل اصبح كالوباء ينتقل من مكان الى اخر، فبعد ان كان الانتحار في منطقة اقليم كردستان، بدأ يظهر في محافظات وسط وجنوب العراق، ورغم ان المادة 41 تريد الغاء قانون الاحوال الشخصية، وتعددت محاكم الزواج، لكن ازدادت بشكل ملحوظ الزيجات خارج المحاكم، لأن هذه الطريقة لا تؤذي ولا تسيء الى احد عدا المرأة باعتبارها الخاسر الوحيد في كل العمليات.  ومن الطبيعي ان لا تعير الاحزاب والكتل والمؤسسات اهتماما بمثل هذه الظواهر، لانها لن تؤثر بالتالي على حساباتهم ومحاصصاتهم، لكنهم سيبدأون بإعداد الشعارات المزيفة التي تطالب بحرية المرأة وحقوقها، وستتوزع تلك اللافتات في شوارع العاصمة المسكينة، وستقرأها النساء ولن يضحكن عليها بل سيبكين، لان الكثير منا سيذهب ويصوت لاصحاب تلك الشعارات الكاذبة، التي لم يعد طبعها من اول انتخابات وحتى التي ستأتي لانها تتكرر في كل مرة.تصدرت المرأة الانتخابات الاولى والثانية، فهل من موقف يجب على الحركة النسائية اتخاذه لكي لا نسجل ارقاما في ارصدة اصوات هؤلاء، ولكي لا نساهم في زيادة الخراب خرابا.لسنا أدوات تستخدم وقت الحاجة (الانتخابات)، ولا ارقاما تضاف الى ارصدة اصواتهم، ولن نلتف، بعد كل الذي عشناه، على احزاننا، ولن نبكي بصمت، لكننا سنصرخ عاليا: نحن هنا! ونحن معكم صنعنا تاريخ وثقافة العراق، ولن يكون هذا البلد حقيقيا دوننا. واعود الى بدايتي لاني وعدت امي، التي بكت كثيرا بصمت، ان اكون وفية لكلمتي وقيمي، ولن اخون نفسي او الاخرين، لذا سأبكي كي احقق وطنا كانت تريده نظيفا، حتى لو اضطررت ان اغسله بدموعي وفاء لها..

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

البرلمان يتوعد بـ10 استجوابات: ستمضي دون عراقيل

انتحاريون على أبواب حلب.. ماذا يجري في سوريا؟

الدفاع التركية تقتل 13 "عمالياً" شمالي العراق

مجلس ديالى يفجر مفاجأة: ثلاثة اضعاف سرقة القرن بالمحافظة "لم يُعلن عنه"

الشرطة العراقي يغادر إلى الدوحة لملاقاة بيرسبوليس الإيراني في دوري أبطال آسيا

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram