ترجمة:عمار كاظم محمدrnسلم الجيش الأمريكي يوم الثلاثاء الماضي آخر قواعده خارج مدينة سامراء تلك المدينة التي وصفت بكونها تمثل عملية مصالحة وطنية ناجحة لكن القلق بقي كما لو أن المعالجات التي تمت أثناء العمليات العسكرية من جدران عازلة ونقاط تفتيش ستشجع الانقسامات وتقوض المكاسب الأمنية التي تحصلت بشق الانفس.
ان هذا الانقسام لا يبدو ظاهرا الا في المسافة التي تبلغ حوالي نصف ميل التي تؤدي الى ضريح الأمامين العسكريين والتي كانت في ما مضى من المناطق الساخنة في فترة الصراع الطائفي فمن جهة يكافح أصحاب المحال من اجل البقاء ومن جهة أخرى زبائنهم التقليديون من الزوار ظلوا لعدة عقود يتدفقون على الضريح ويزيدون من دخل التجار المحليين . rnوكان ضريح الأمامين العسكريين قد تم تدميره في شباط عام 2006 وقد القي اللوم في حينها على المتمردين الذين يمثلون مشكلة تواجه السلطات العسكرية والمدنية عبر العراق فإلى اي مدى يمكن رفع حواجز الأمان لإعادة الاحساس بالحالة الطبيعية . rnفي ضريح سامراء يتصارع الوضع الأمني مع النمو الاقتصادي بينما في بغداد والمدن الأخرى فالكثير من الحيطان العازلة والتي كان يبلغ ارتفاعها 15 قدما قد تم ازالتها وقد تم اعادة ترتيب الأحياء المتجاورة مرة أخرى بين اطراف الصراع وقد بقيت بعض الأحياء مختلطة رغم احساس البعض من أنهم قد تمت تنحيتهم جانبا او يحسون بالضيق من الحماية التي وضعت على المساجد وأماكن العبادة . rnيقول المسؤولون العراقيون والأمريكيون بأن النمو الاقتصادي يبقى أحد المفاتيح المهمة لضمان الاستقرار على المدى البعيد في العراق لكنهم يعترفون بأن الجدران العازلة والتدابير الأمنية ربما ستكون عقبة مهمة في هذا المجال.rnيقول عبد فار البالغ من العمر 23 عاما وهو يدير محلا لبيع أدوات المطبخ بالقرب من ضريح العسكريين « الأمر بالغ الصعوبة بالنسبة لنا ونحن نعاني من هذه الجدران فهذا المكان هو أحد الأماكن الرئيسية للسياحة الدينية للقادمين من انحاء العراق وايران، والحكومة تريد حماية هذا المكان لكن ماذا فعلت بالنسبة لنا ولعملنا ؟ هناك الكثير من يقولون أن سامراء قد تغيرت الى الأبد بسبب الحرب وبعد ذلك بسبب الجهود التي بذلت للمحافظة على السلام بانت الجدران الخرسانية الشاهقة من بين البنايات المحطمة والمتضررة على مداخل المدينة لكي تعيق حركة الطرق والاعمال التجارية والبيوت . وفي المنطقة التجارية التي تحيط بالضريحين كان هنالك 240 محلا تجاريا قد تم اغلاقها بالحيطان الخرسانية التي تقف سدا على طول الطريق لكي تؤمن الحماية للزائرين . rnفي عام 2004 سقطت هذه المدينة تحت سيطرة المتمردين والقاعدة التي كان يمكن مشاهدة اعلامها التي كانت ترفرف على بعض البنايات في المدينة ثم حطم انفجار كبير في شباط عام 2006 ضريح الامامين العسكريين وادى ذلك التفجير الى اشعال نيران الفتنة الطائفية التي قتلت عشرات الألوف في انحاء العراق كافة ودفعت بالبلاد الى حافة الحرب الأهلية وفي حزيران من عام 2007 اسقط انفجار ثان المنارتين في الضريح المقدس .rnواليوم ومع الهبوط الحاد في اعمال العنف تشير الحكومة العراقية الى السلام الحاصل في شوارع مدينة سامراء كمثال لما يمكن أن يحدث نتيجة لعملية المصالحة . rnلكن القادة العسكريين الأمريكيين يعترفون بان تلك المكاسب الأمنية المتحققة لم تكن بدون ثمن يقول المقدم أيريك تيمرمان قائد القوات الأمريكية في مركز القيادة العراقية الأمريكية المشترك في سامراء « إن الجدران الخراسانية التي حققت بعض الأمن لها تأثير سلبي في الدرجة الثانية « ويضيف النقيب رايان كندي « ونتيجة لذلك فقد نصح الجيش الأمريكي الحكومة العراقية بوضع خطة أمنية جديدة للضريحين المحاطين بالجدران الخرسانية حيث سيتم استبدالها بسلسلة من المداخل المزخرفة وآلات التصوير الأمنية وكاشفات المعادن وهناك أيضا خطط لتجديد الشوارع المغلقة كجزء من خطة وزارة الدفاع بتمويل قدره 1,5 مليون دولار .rnالتحسن الأمني في سامراء دفع القوات الأمريكية لتسليم معسكر براسفيلد – مورا وهما اسمان لجنديين قتلا أثناء المعارك في سامراء وهذا يمثل خطوة أخرى من خطة الرئيس باراك أوباماrnلسحب القوات المقاتلة من العراق في نهاية 31 آب عام 2010 مع الإبقاء على 50 ألف جندي فقط لأغراض التدريب ضمن الاتفاقية الأمنية حيث يجب على القوات الأمريكية الانسحاب الكامل بنهاية عام 2011 . rnالحواجز الأمنية الحالية في سامراء يتوقع لها أن تبقى حتى شهر كانون الثاني القادم بسبب الانتخابات . يقول عدي طه والذي يمتلك محلا لبيع الملابس انه يشتاق إلى تلك الأيام التي كان فيها الزوار العراقيون والإيرانيون يملأون سامراء حيث كان يأتي الكثير منهم لشراء الملابس من متجره مضيفا أ
الجدران العازلة في سامراء تخلق الانقسام
نشر في: 13 أكتوبر, 2009: 04:45 م