TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > كيف شاركنا في الاحتفال بذكرى وليم شكسبير في ستراتفورد؟!

كيف شاركنا في الاحتفال بذكرى وليم شكسبير في ستراتفورد؟!

نشر في: 14 مايو, 2012: 07:11 م

سامي عبد الحميدفي السابع والعشرين من نيسان كنا نحن فريق مسرحية (روميو وجوليت في بغداد)، متوجهين إلى مسرح فرقة شكسبير الملكية في ستراتفورد، موطن ذلك الشاعر الدرامي العظيم، وإذا بنا نفاجأ بحشود من البريطانيين والأجانب من مختلف الدول قد اصطفوا في الشارع الرئيسي للمدينة وتجمعوا على الرصيفين وكانت المناسبة هي إحياء ذكرى ذلك الرمز الخالد.
فما كان من فريقنا إلا أن يلتحق بالركب ويتحرك الموكب الذي ضم مختلف الجنسيات وبمختلف الأعمار، مخترقين شوارع المدينة، متجهين إلى حيث يرقد شكسبير رقدته الأخيرة. توقفنا تحت علم العراق الذي كان مرفوعاً على سارية وسط الشارع الرئيسي، وكان احد أركان السفارة العراقية في انكلترا في انتظارنا وبجانبه شاب انكليزي يحمل رقعة مكتوب عليها (عراق) وشعرنا بالزهو والفرح والفخر لأننا نشارك في مناسبة رائعة يتم فيها تذكر مسرحي انكليزي أتحف العالم بنصوصه الدرامية التراجيدية والكوميدية، نذكر منها ( عطيل وهاملت والملك ليه ويوليوس قيصر وثيمون الاثنيني، وحلم ليلة صيف، والليلة الثانية عشرة، وجعجعة بلا طحن، وكوميديا الأخطاء) ونتذكر أننا نحن المسرحيين العراقيين كنا وما نزال شغوفين بكتابات شكسبير، ندرّسها  في معاهدنا الفنية وفي كلياتنا للفنون، تنتج البعض فيها مسرحياً.    أخرجت مسرحية شكسبير (يوليوس قيصر) اكثر من مرة من قبل استاذنا الأول الراحل حقي الشبلي مع طلبة معهد الفنون الجميلة عام 1952، ومرة أخرى من قبل الراحل جعفر السعدي مع طلبة المعهد نفسه. وأخرجت مسرحية (هاملت) من قبل الراحل إبراهيم جلال مع طلبة المعهد عام 1951، ومن قبل حميد محمد جواد عام 1966، ومن قبل صلاح القصب عام 1982، ومن سامي عبد الحميد عام 1976. وأخرجت (تاجر البندقية) من قبل الشبلي مع طلبة دار المعلمين العالي عام 1954، ومن قبل سامي عبد الحميد عام 1965، مع أعضاء الفرقة القومية للتمثيل قبل تشكيلها رسمياً، وفي إخراجي لمسرحية (هاملت) افترضت وقوع أحداثها في إحدى الإمارات العربية على ساحل الخليج العربي وان (هاملت) قد ذهب إلى بلد أجنبي ليدرس قبل أن يأتيه نبأ مقتل أبيه من قبل عمه طمعاً بحكم الإمارة وسلطتها. وهنا لابد أن أتذكر الفنان الراحل كاظم حيدر الذي صمم لي ديكورات المسرحية وأزياءها معطياً إياها طابع حياة البداوة العربية شكلاً ومادة.    عندما أخرجت (حلم ليلة صيف) عام 1981 للفرقة القومية وفي المسرح الوطني، بعد أن أخرجها لطلبة المعهد (محسن سعدون) في أواسط الستينيات. وهنا اذكر أنني افترضت وقوع أحداث المسرحية لا في غابة قرب أثينا اليونانية، بل على ساحلٍ أندلسي على البحر الأبيض المتوسط، حيث استبدلت أشجار الغابة بأشرعة القوارب والسفن الراسية هناك لا ادري لماذا تخيلت أن قصة المسرحية كما لو كانت من قصص ألف ليلة وليلة ولكني لم استطع أن أجد مرجعا يذكر أن شكسبير قد اقتبسها عن الليالي العربية، بينما هناك مراجع عديدة تذكر أن أصل مسرحية (عطيل) هي من قصة التفاحات الثلاث وهي إحداها. .واذكر ايضاً أن الحرب العراقية - الإيرانية كانت قائمة إثناء تقديم المسرحية وكنت أنا والممثلون نشغّل الفواصل بين مشاهد المسرحية، لنتابع وقائع الحرب على شاشة التلفزيون الموجود في مكان استراحة الممثلين، وقبل أن أتطرق إلى معالجتي التجريبية لمسرحية (عطيل) لابد لي أن أعرج على معالجة تجريبية أخرى لمسرحية (ماكبث) والتي سميتها (طقوس النوم والدم) استلهاما من كتابات (بان كوت) في كتابه (شكسبير معاصرنا)، حيث ابتدأت العرض من لحظات جثمان الليدي ماكبث والرجوع منها الى الأحداث الدموية للمسرحية، وتركزت المعالجة التجريبية في ناحيتين الأولى : إسناد دوري الليدي إلى ممثل رجل استناداً إلى الجمل التي تلفظها وتعبر فيها عن فقدان أنوثتها.والثانية: إدخال عدد من المشاهد من مسرحيات مختلفة لعصور مختلفة ولمؤلفين مختلفين تحمل ثيمة (الطموح غير المشروع) التي سار عليها بطل المسرحية (ماكبث )، حولت ستوديو السينما في دائرة السينما والمسرح الى ما يشبه باحة الكاتدرائية.    في (عطيل) التي سميتها (عطيل كما مثلها طباخو نوغوتيل ) انطلقت من ثيمة الصراع بين (الاسود والابيض) مفترضا محاولة طباخي وندل مطعم احد الفنادق الكبيرة تمثيل المسرحية أثناء أوقات فراغهم. وهكذا قدمت العرض في مكانين متصلين هما المطبخ والمطعم وأجلست المتفرجين على موائد الطعام وجعلت الممثلين يؤدون أدوارهم بين مطلع المطبخ وبين موائد المطعم . وراح الممثلون يستخدمون جميع مفردات المطبخ والمطعم السوداء البيضاء من شراشف الى صحون الى قدور الى مواد طعام، وبدلا من خنق عطيل لدزدمون في نهاية المسرحية جعلت عطيلاً يمسك بيده بيضة ويقول (تلك هي العلة ...) ثم يكسرها فتظن دزدمون ان الجمهور اكتشف مؤامرة ياغو ضدها وضد زوجها. ومثلما نجحنا في الاشتراك في الاحتفال بذكرى ميلاد الدرامي الكبير وليم شكسبير، فشلنا في الاحتفال بيوم المسرح العالمي في 27 آذار بسبب ظروف إقامة مؤتمر القمة العربية حيث اتجهت كل الجمهور وكل الأنظار لإنجاحه بيد أن المسرحيين في عدد من محافظات البلاد احتفلوا بالمناسبة وبوركت جهودهم.    لقد رفع الو

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

بغداد/ المدى تنطلق فعاليات الدورة الخامسة من معرض العراق الدولي للكتاب، في الفترة (4 – 14 كانون الأول 2024)، على أرض معرض بغداد الدولي.المعرض السنوي الذي تنظمه مؤسسة (المدى) للإعلام والثقافة والفنون، تشارك فيه...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram