اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > على طريق سه ركه لو وبه ركه لو إلى أهل الحه قه

على طريق سه ركه لو وبه ركه لو إلى أهل الحه قه

نشر في: 14 مايو, 2012: 07:14 م

رشيد الخيُّون (1-2) ما زال الرَّبيع "الطَّلق" طاغياً على سفوح ووهاد أربيل، فنحن في أوائل نيسان (أبريل)، والسُّحب واعدة بالمطر، وأربيل 2012 غيرها العام 2007، فالبناء أرتفع والأحوال تغيرت، والوفود الأجنبية تملأ الفنادق، وهي علامة عُمران وتجارة، أما الظَّانون بالمنطقة وأهلها الظِّنون فيحسبون كلَّ أجنبي صهيونيا،
هكذا سألني أحدهم بعد العودة مِن أربيل قائلاً: هل رأيت يهودا هناك؟! قلت: تقصد صهاينة؟! قال: نعم! قلتُ: الأجانب كثرٌ هناك، وأي بلد مِن بلاد العروبة فارغ منهم؟! فلماذا بأربيل والسليمانية وبالعراق عموماً يتحولون إلى جنس الصَّهاينة؟! بل أنا في شوق لو رأيت يهودياً عراقياً مِن أهل عمادية أو شقلاوة أو عقرة الأوائل قد عاد وأقام. كذلك الحال ببغداد وبقية مدن العِراق، فلو عادوا لقلنا عدنا إلى الزَّمن الجميل، ولتوقفت هجرة بقية أُمم العِراق، فعودة اليهود تعني أن العراق يسير على الطَّريق الصَّحيح، ومِن حقهم ذلك وحقنا أن نعود ونتعايش مِن جديد، فمَن أجلاهم عمِل على جلاء بقية أهل العِراق الأُصلاء!. كانت الزِّيارة مؤجلة عاماً بعد عام، لغرض يخص إكمال البحث في الأديان والمذاهب بالعِراق، فأهل (الحه قة) لم يشملهم الكتاب، بطبعاته السَّابقة، وأنا أعده الآن ليصدر في ثلاثة أجزاء، فاغتنمت الفرصة، فلعلي أجد ضالتي. سألت عن الدُّكتور برهم صالح، قُبيل تسليمه رئاسة وزراء الإقليم بيوم واحد، وكنت أظن أنه خارج البلاد، فبعد لحظات قالوا: سيراك في المساء بداره، فوجدته ينتظرني على عتبة الدار، فقلت في نفسي علامة خير أنه لم تغيره نيابة رئاسة وزارة العِراق ولا رئاسة وزارة الإقليم، وكنت لم أره منذ أعوام، لكنه يتصل بين حين وآخر سائلاً ومشجعاًقال: أتحب أن تكون معي في زيارة مهرجان سه ركه لو يوم السبت، كي نتحدث في الطَّريق؟ قلت: أريد إتمام مهمتي مع أهل الحقه أولاً، إذا كان هناك طريق إلى قراهم، أو اللقاء بمشايخهم؟ قال: إذن تعال معي السبت، فبعد الاحتفال في قريتي سركه لو وبه ركلو، ستنجز ما تريد، وسأتصل بمَن يساعدك في ذلك. كان يوم السبت السابع مِن نيسان 2012 ممطراً، وكان برهم صالح قد أنجز تسليم رئاسة الوزارة.rn"سه ركه لو" و "به ركه لو"(سه ركه لو) و (به ركه لو)  قريتان تقعان في سلسلة الجبال ما بعد سد دوكان، الأولى معناها فوق الوادي، والثانية معناها تحت الوادي، أي الصعود والهبوط، فمِن سه ركه لو النُّزول إلى  به ركه لو. منذ عشرين عاماً يُحتفل بأول جمعة مِن شهر نيسان، على اعتبار أن كهوف وممرات وصخور تلك المناطق حالت دون تقدم فوات الجيش، في الزمن السَّابق، وكانت الكهوف عصية حتى على الطائرات، فقيل لي: إن الضربة الكيماوية الأُولى كانت في هذه المنطقة. عندما تطل على وديان سه ركه لو وبه ركه لو، يأخذك الذهول من حدة التَّضاريس وارتفاع قمة الجبل هوة قعر الوادي السحيقة. ترى كهوفاً على شكل غرفة محفورة، أتخذها المقتلون مقرات ومنازل، عاشت فيها العائلات والأفراد. كأنها محفورة بآلات حفر حديثة، وبإشراف مهندسين، لكنها عوامل التعرية، تحفر هنا كهفاً وتمده هناك ليكون مغارة. مناطق ما زالت بعيدة عن متناول يد الإنسان، وهي هكذا منذ آلاف السنين، تحتفظ بمنابع المياه وسيلانها في الغدران والجداول، وكم  يعاني مَن يحاول زراعة مربع على سفح الجبل مِن صلابة التربة، ومع ذلك تجد على الطريق مَن وجد متراً أو مترين أيسر حراثةً مما حولها مِن الصخور.في سفح سركلو وبركلو أقام بهاء الله، مؤسس الدِّيانة البهائية، لمدة سنتين، وهنا تم اللقاء بشيوخ النَّقشبندية، ومنهم الشَّيخ أحمد سردار، الذي يُقال منه بدأ مذهب أهل الحقه، وهو مذهب نقشبندي التَّصوف. وكانت إقامة بهاء الله للعزلة أو الهروب مِن المطاردة في العهد العثماني. كنت قرأت في حياته أنه اختفى لزمن في بيداء السليمانية، وكنت أحسب أنها نقرة السَّلمان في بادية  السماوة، لا سفح الجبل. ترى الماء ينفط مِن الصخور ويسيل ليجتمع في جداول، علينا عبورها كي نصل إلى نقطة الاحتفال. عائلات وشباب يحتفلون في العراء، لا يتحقق ذلك إلا في فترات السلام، فمَن ينظر في تاريخ المنطقة القريب يُقدر هذه اللحظات حق التقدير. إنه بالسلام وحده تزهو وتغني الجبال وترقص الأشجار طرباً بالنسائم لا على أزيز الرَّصاص.كان الوضع الأمني ممتازاً، تشعر بذلك مِن حرية رئيس وزراء الإقليم والوزراء، ونزوله إلى الوادي وسط جموع مِن الشَّباب، ولم تلحظ مشاهد مسلحة، مع أن الاحتفال تجاوز إلى المساء. في استضافة كريمة عند الشيخ محمد شيخ محمود سركه لوي، قضينا ذلك المساء، وكان الشَّيخ أحد عناصر البيشمركة، ويُقسم إقامته بين لندن والسليمانية، وبيته عبارة عن دار ضيافة. قال: لم أُساهم في السلطة وجدت نفسي في راحة مِن دونها. وشرق الحديث بيني وبينه، فسألته: إن قضية كركوك أراها معضلة فكيف ستُحل؟ قال: إنها عِراق مصغر، وأرى حلها في إقليم قائم بذاتها، يعيش فيه الجميع، غير هذا أراه صعباً.في حوالي الساعة العاشرة والنصف مساءً نهض رئيس الوزراء قائلاً لي: سأتركك بأيدٍ أمينة كي تتم مهمتك بين قرى أهل الحقه، وأنت بأمانة الصديق شالاو عسكري. شالاو مِن سُكان قرية سركلو، واصطحبني في سيارته مِن سد

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram